سلبيات مذكورة … إيجابيات مستورة

تناقشت أنا وأحد زملائي ذآت مره عن الوطن العربي … وطبيعته وعاداته وما إلى ذلك … وبينما نحن نتبادل أطراف الحديث وصل بنا مركب الحديث إلى شاطئ المقارنات بيننا وبين الدول المتقدمة سواء الأوربية أو غيرها … قد يكو نشيئا بالنفس أن نمني أنفسنا بأن نكون بمثل رقيّهم و طريقة تعاملهم … ليس لسوء بنا ولكن حُسنآً بهم …

مسلمون بلا أخلاق … وأخلاق بلا إسلام … وذلك الفرق بيننا وبينهم … نعم إن أخلاقهم أخلاق الإسلام الأصيلة … والمؤسف بالأمر أن أخلاقهم تحولت علينا واخلاقنا عليهم … والعكس يجب أن يكون الدارج … لماذا لا نعمل بالأخلاق الحسنة التي يأمرنا بها ديننا الحنيف …
شدني في أحد البرامج الذي عرض على قناة عربية يُعنى بعمل وتوضيح مقارنات بين العالم العربي وأحد الدول المتقدمه بكل شيء تقريبا … أعجبني ما صنعه وعمله … وأكثر ما شدني مقارنته الصريحة جدا … ولكن ما آثار وهيج مفاعلات الغيرة لدي … تلك السلبية الظاهرة في البرنامج على وطننا العربي بأكلمه … أي أنه ذكر إيجابيات تلك الدولة … اثر بروز كامل لسلبيات الوطن العربي واختفاء مفاجئ لإيجابياته .! … في مقارنه غير عادلة في نظري … احترم رغبته وغيرته على وطننا العربي وأنه يريد إصلاحه … إذ برنامجه يحتوي على حسنات كثيرة … لكن سيئته هذه أثرت على حسناته جميعها …
من أروع وأبسط أساليب الإقناع … أنك عندما تقارن بين شيئين … لابد لك من ذكر جميع سلبياتهما وإيجابيتهما … حتى يكون واضح للعيان الأمر كله … أي انك عندما تريد أن تري العالم العربي جمالية تلك الدول وروعة نظامها وأخلاقها … اذكر إيجابيات من هم عندك من الوطن العربي … لسبب معين يقتصر على أن المشاهد العربي يتقبل ما تقول وينصت لك … لأنك لو أسهبت في ذكر سلبياته دونما أي أيجابيات فإنك بذلك تنتقده انتقاد لاذع … مما يورث لدية ردة فعل تكمن في عدم تقبل كلامك … حتى وإن كان ما تقوله صحيحا .!
لعلي اذكر مقارنة على سبيل المثال … إذا أتينا إلى حق بسيط ألا وهو صلة الرحم … وبر الوالدين … فهذا يعتبر من الإيجابيات الكبيرة لوطننا … فهم لديهم تصرفاتهم وعاداتهم التي تلزم من يتم التاسعة عشر من العمر … بترك المنزل وتدبير أموره بنفسه … مما يعني ذلك … أن ينقطع عن والدية مدة معينه وقد لا يراهم بالأسبوع إلى مرة … لذلك هذه الأمور وغيرها … تفصل الارحام لا تصلها …
قد يكون كلامي هذا مجرد رأي لا أكثر … لكن هذا ما حز في خاطري … أنا وزملائي … ورأيت أننا متفقون في الأمر سيـآن … وأنا لست بتلك الخبرة التي تسمح لي بانتقاد برنامج معين وما إلى ذلك … لكن هذه غيرتي وهذا وطني العربي…