السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه أول مشاركة فعلية لي في القروب أرجو أن تنال على إعجابكم ..
(سأفي بوعدي)
كان يحس بضيق في صدره أراد أن يخرج من بين الشباب ، الوقت متأخر فالساعة الثانية ليلاً نحن في منطقة مظلمة ….. يا الله أريد أن أمشي ، أن أتحرك ، ربما ذهب عني هذا الذي أجد ، قام وخرج من بين خيام الشباب توجه إلى الشاطئ وجلس على ساحله ، الليل بظلمته والبحر باضطرابه وأمواجه أخذ يعيش تلك اللحظات يجول بفكره في كل مكان وبينما هو في سكونه إذ بها تقترب منه، بذات خطواتها الوئيدة الكسيرة، لم يأتي بأدنى حركة أو ينبس ببنت شقة، دهشة .. ربما.. وربما حنينًا وشوقًا، أراد أن يقف لها .. أن يلثم يديها وجبينها.. غير أنه ما استطاع، اقتربت منه أكثر وابتسامة حنون ترفرف على شفتيها، إلى أن وقفت بالقرب منه، حاول أن يجبر نفسه على الوقوف إلا أن ساقيه أبت ..
-" (عمر) ..".
لم يطعه لسانه لتلبية ندائها.. شعر بالحنق من نفسه المتمردة على رغباته، إلا أن عينيه رأفت بحاله فسالت دموعها على وجنتيه يفرغ من خلالها شوقه العظيم لها..
-" (عمر) .. أين وعودك لي .. أنسيتها بهذه السهولة .. أين البستان .. أين الدار .. أين الزيتون ..".
ازداد لسانه انعقادًا ورفضًا للحديث، وعيناه سكبًا للدموع مع الحنان المنبعث من كلماتها .. أراد أن يجيبها.. أن يخبرها أنه عند وعده لها.. هو لم ينسها لحظة.
-"(عمر) ..".
جاء نداؤها قويًا هذه المرة.. صارمًا .. وانعقاد حاجبيها دليل غضب وحسرة.. وأصابعها تقبض على عصاها بقوة..
-"(عمر) .. قم يا بني .. خذ وأْتني بالبستان .. بالدار.. ولا تعد دونهما ..".
أومأ برأسه ودموعه لازالت تغسل قلبه قبل خده.. وتناول العصا من يدها .. فانحنت هي تقبل جبينه لتهدأ نفسه وتطمئن ..
-"(عمر) .. هيا ادخل .. إن الجو بارد هنا..!.".
التفت (عمر) إلى صاحبه الواقف إلى جواره، وقبل أن يغادرا موضعهما، ألقى (عمر) نظرة سريعة على بلدته شرقًا، وغمغم مبتسمًا:-
-" أنا قادم إليك يا أمي … وسأفي لك بوعدي .. الدار والبستان .".