منوعات

رفقاًبها أيها الليل

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحلى تحية معطرة لأحلى أخوان وأخوات

 رفقاًبها أيها الليل

في كل ليلة من ليالي عمرك     الحزين …تبحرين على متن مركب الذكرى في رحلة مرة….تمدين النظر خارج الغرفة ..من خلال تلك النافذة ,,,وترقبين نجما لاح في سماءليلك البهيم ….
ذلك النجم الذي أصبح رفيق لياليك ….الأفكار تدور في مخيلتك والماضي يعود من جديد…طيات كتاب الأمس نصب عينيك ..ذلك الكتاب الذي أغلقتيه منذ زمن ….ولكن …تهب نسمات الليل وتقلب صفحات ذلك الكتاب لتطلعك على مافيه …..ماضي حزين….قلبك ملئ بالجراح …!!!
حبيبتي هل تذكرين ذلك
الماضي الذي طالما تمنيتي أن يطمس الزمن معالمه ويحيله الى العدم ..بيد أن تلك الليالي الجائرة تأسرك مع تلك الصفحات ….مع ذلك الألم في مكان ضيق …حيث لا فرار ولا منفذ للهرب…!
أسلمتي أمرك وأذعنتي للواقع وإستسلمتي رغما عنك فها أنت تتصفحين ذلك الكتاب وتطلعين على مافيه…..يعيدك للوراء خطوات عديدة ….تنظرين حولك الناس باتو في سبات عميق ….تلفح وجهك نسمات الشتاء الباردة ..فتجفف الدموع التي أسترسلت على وجنتيك ….تظلين ترقبين بزوغ فجر جديد …تنغمسين فيه ليبعدك عن ذلك الشبح …شبح الأمس الذي كان ….تتوسلين إليه أن يحررك من قيوده الجبارة وينسيكي ماقد كان ….فلعله يتمكن من طمس معالم ذلك الماضي في قلبك ..ويمزق صفحات ذلك الكتاب الذي بات بالنسبة لك سرا كرهتي أن تبوحي به بقدر ماكرهتي كتمانه …سرا أصبح كالأسر الذي أذاب داخلك كل معاني الحب ومشاعر الطمأنينةوالأمان …فأنت تحلمين بأن تجدي من ينتشلك من خضم هذا العذاب الذي يعتصر فؤادك كل ليلة …ولكن تلك الليالي تأبى أن يكون لك ذلك ..فطالما أختضنت ذلك الكتاب وأحتفظت به لتطلعك عليه!!!
فهاهي الذكرى تقودك وراءها فتعودين الى الخلف رغما عنك…تذكرين الأمس وتقارنين بينه وبين اليوم …فتلمسين الفرق الكبير ويعتصر الحزن قلبك ويمزقك الألم أشلاء…فبالأمس توجت السعادة لحظات عمرك وأحاطت بحياتك فرحة غامرة …ونمت في حديقة أيامك زنابق الحب الصادق التي أعبقتك بشذاها ..كما عزفت طيور الحب ألحان الغرام الشجية وتدفقت ينابيع الشوق بغزارة لتروي لحظات الفراق والحرمان ….فأين إبتسامتك بالأمس؟؟؟؟
هاهو بديلها ,,, الأسى يرتسم على محياك
جفت ينابيع حبك وتدفقت عوضا عنها أنهار من الدموع …غرقت بها عيناك….دموع الحسرة والندم على ماضاع …
فأنت الآن تخافين ظلمت الليل وسواده بعد ماكان بالأمس رفيقك الذي تبثينه أشواقك …لكنه اليوم أصبح مصدر أحزانك وشقاءك…..
فمتى ينساك الليل الكئيب ؟؟؟؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى