اليوم الثالث عشر
عدنا للاستيقاظ مبكراً حوالي الساعة السابعة صباحاً حيث موعد الباص المتوجه إلى منطقة " أفاموزا " في الثامنة صباحاً ، بعد الافطار توجهنا إلى محطة الباصات التي كانت خالية تماماً ! موعد الرحلة لم يتبق عليه سوى عشر دقائق ولا يوجد أي دليل على أن هناك سياحاً آخرين سجلوا في البرنامج المعد للرحلة ، قال هاني : يبدو أننا أخطأنا في مكان محطة الباص أو أنه تم خداعنا ! ، قلت حسب التذكرة المرفقة معي لا يوجد سوى هذه المحطة التي تحمل هذه الاسم في كل كوالالمبور حسب إفادة سائق التاكسي الذي أوصلنا للمحطة ، مرت الدقائق العشر بسرعة ونحن لوحدنا فقط في المحطة وفي الوقت المحدد وصل الباص وبداخله مرشد سياحي
بالإضافة إلى السائق وطلب التذاكر منا ثم انطلق إلى منطقة أفاموزا التي تبعد عن كوالالمبور قرابة الساعتين في باص سعته 50 راكب يضمني أنا وصديقي فقط !! أحسست بأن الوضع غير معتاد حيث سألت المرشد عن سبب خلو الباص من السياح ، فقال بأن الشركة التي تعد البرنامج تخصص الباصات حسب اللغة ، فالعرب لهم باصهم بمرشد يتحدث باللغة العربية .. والفرنسي كذلك و .. و .. الخ ، ووضح أن هذا اليوم لا يضم سياحاً عرب سواكما ! ( كانت فترت زيارتنا في نهاية أزمة سارس ) وأرجو من القارئ الكريم تخيل الوضع الذي كنا فيه ، باص ضخم سعته خمسون مقعداً لا يضم سوى راكبين !! قلت لهاني ( ليت اننا عرفنا بأن الوضع سيكون هكذا .. حيث سنحضر كرة قدم " حقيقية " نلعب بها في الباص حتى الوصول ! ) .
وصلنا إلى أفاموزا بعد طريق جميل ورائع وكان في استقبالنا شاب ارتيري يدرس في إحدى الجامعات الماليزية حيث سيكون مرشدنا " باللغة العربية " حتى منتصف اليوم وانطلقنا داخل المدينة باتجاه مدينة الحيوانات حيث تتضمن عروضاً رائعة مصنفة ومرتبة بشكل مميز حيث يبدأ عرض جديد كل 20 دقيقة فمرة عرض الطيور .. ومرة عرض للفيلة .. ومرة للقرود .. ومرة عرض ممتاز للكابوي وهكذا حتى الواحدة ظهراً ، العروض كانت جميلة ومميزة وفي كل عرض نحضره كنا نقول بأنه أفضل من سابقه .
في الواحدة ظهراً وحسب البرنامج المعد مسبقاً كانت هناك وجبة غداء في مطعم المدينة وكنا نخشى أن يكون الطعام " ماليزياً " وخوفنا زال بعدما تقديم الطعام ، بعد الغداء اتجهنا لمنطقة " السفاري " حيث نركب شاحنة مغطاة ( بالشبك ) من كل الجهات لنتجول بين الحيوانات ، طبعاً الحماس الأكبر هو مشاهدة الأسد عن قرب حيث شاهدناه وهو يأخذ فترة " القيلولة " بعد الأفاموزا ربما في الثالثة عصراً اتجهنا لقسم الألعاب المائية التي أفضلها وفي وقت دخولنا كان هناك مطر غزير أعطى إثارة ومتعة أكثر ونحن نتسابق في الدخول عبر المتاهات المائية التي تنتهي بالهبوط القوي داخل بركة الماء والمميز أن جزء الألعاب المائية ضخم جداً ويتضمن أكثر من لعبة مختلفة الاسلوب ، غنيٌ عن القول بأنني دخلت متاهة عالية جداً ( أعلى متاهة في المدينة ! ) وتزحلقت بسرعة الصاروخ بشكل فقدت من خلاله الإطار الهوائي الذي كنت أتزحلق به وفي المنعطف الأخير من المتاهة الخطرة اصطدم رأسي بإحدى زوايا المتاهة وكنت أتوقع أنني أصبت جراء ذلك لكن الخوف زال بعد نزولي إلى الماء بسلام ، وفي لحظة خروجي شاهدت أحد الشباب ( سعودي ) يود دخول نفس المتاهة فحذرته من المنعطف الأخير ( الخطر ) لكنه لم يأبه بكلامي ، قلت لهاني لن أغادر هذه اللعبة حتى أرى صاحبنا كيف سينزل وأرى هل العيب مني أم من اللعبة ! وماهي إلا لحظات ونرى الإطار الهوائي ينزل لوحده من المتاهة !! .. ثواني بسيطة وإذا بصاحبنا ينزل لبركة الماء دون الإطار ويده فوق رأسه من شدة الألم ( اصطدم مثلما حدث لي !! ) ، ضحكت وقلت : حذرتك ولم تسمع كلامي ! ، وأعتقد – والله أعلم – بأن المنعطف الأخير في تلك اللعبة يوجد خطأ في تصميمه وإلا كيف يمكن لاثنين أن يصابا بنفس الإصابة في وقت لا يتجاوز ثلاث دقائق .
بعد صلاة المغرب اتجهنا حسب الجدول لقضاء بقية المساء في " مدينة الكابوي " حيث تتضمن مطاعم وصالة ألعاب بالإضافة إلى صالة عروض كانت مغلقة وقت وصولنا ! ، جلسنا هناك حتى الثامنة حيث كنت أتلقى الخسائر تلو الأخرى من " هاني " في لعبة البولينج بينما كنت أرد عليه في لعبة السيارات الإلكترونية ، انطلقنا بالباص الخالي عند الثامنة ووصلنا كوالالمبور في العاشرة تقريباً حيث كنا منهكين جداً من التعب خصوصاً بعد جزء الألعاب المائية التي تحتاج إلى لياقة خاصة .
لحظة دخولنا الأفاموزا ويظهر في أقصى الصورة عبدالله الشاب الارتيري يشرح المكان
جانب من عرض الفيلة
لوحة لم يتبق سوى ضمها لموقع مجموعة ألوان للفنون التشكيلية !!
جانب من عرض الطيور
جانب من عرض القرود
جانب من العرض الرائع للكابوي
الأسد في منطقة السفاري ياخذ " قيلولة "
مدينة الكابوي كانت شبه خالياً أول ماوصلنا إليها
اليوم الرابع عشر
بما أن هذا كان اليوم ماقبل الأخير من الرحلة فضلنا بقاءه في شراء بعض الهدايا التذكارية حيث كان جولة في بعض الأسواق التجارية مثل ( ابمي مول – سنترال – السوق الهندي ) قضينا الوقت حتى العصر تقريباً في تلك الجولة حيث عدنا للفندق للراحة لأن تعب اليوم السابق مازال فينا بسبب ضعف اللياقة البدنية ، وفضلنا قضاء بعض الوقت في الدخول إلى " الانترنت " التي اشتقنا إليها كثيراً قبل أن نخرج قبل حلول المساء مرة أخرى حتى الثامنة قبل العودة لقضاء بقية الوقت في ردهة الفندق أو في المشي في شارع بوكيت بنتا الذي تسأم فيه من كثرة العروض لتجربة " المساج " !!
غرفة النوم في فندق النيبوتل ( الخلاف دوماً حول المتحكم بريموت التلفزيون ! )
جانب آخر من الغرفة ويظهر جهاز الكمبيوتر حيث كنا نحمل الصور من الكاميرا مباشرة
جانب من شوارع العاصمة كوالالمبور
جانب آخر ويظهر احترام سائقو الأجرة للمشاة
من الشوارع المحيطة في الفندق حيث يظهر بدء الاستعداد للاحتفال بعيد الاستقلال
اليوم الخامس عشر
اليوم الأخير للرحلة كان يوافق الحادي والثلاثين من شهر اغسطس حيث يحتفل الماليزيون بعيد الاستقلال تجولنا منذ صباح اليوم في شوارع العاصمة التي تحولت إلى مدينة أخرى نظراً لكثر الأعلام الماليزية التي تراها في كل مكان حتى على الدراجات النارية وفي المحلات وفوق هوائي كل سيارة بالفعل تحس أن جميع الماليزيين فرحون بهذا اليوم ، وسط هذه الاحتفاليات فضلنا المشي والتجول بين الشوارع القريبة حتى وصلنا إلى التوين تاورز والتي يطلق عليهما " بيترو ناس " وقفنا للتصوير كثيراً أمام البرجين المميزين ومن ثم دخلنا إلى المجمع التجاري بداخلها والذي يحمل مسمى " سوريا " .
البرجين من زاوية بعيدة
لقطة قريبة من البرجين
الجسر الذي يربط البرجين
الحديقة الخارجية للبرجين مميزة
البعض اختار هذه الصورة كأحلى صورة في جميع الرحلة !!
جانب من نافورة الحديقة التي تظهر بشكل مختلف ليلاً
المجمع من الخارج
المجمع من الداخل ضخم ويحتاج إلى وقت طويل للتجول في أدواره الخمس
عدنا عند العصر للغداء في المطاعم المحيطة في الفندق وانهاء الإجراءات استعداداً للخروج صباح اليوم التالي من الفندق استعداداً للعودة ، عند الخامسة خرجنا مرة أخرى للتجول في المدينة التي استعدت جيداً للاحتفال ، عرفنا أن الاحتفال الرئيس سيكون بالقرب من برجي بيتروناس حيث يكون هناك عرض مميز للألعاب النارية ، وبالفعل ذهبنا مبكراً إلى البرجين لاختيار مكان مناسب للتصوير ، وبصراحة كان الاحتفال تاريخياً بكل ماتحمله الكلمة حيث الألعاب النارية تخرج من البرجين العملاقين بشكل مميز ومثير وكان المكان مليء جداً بالسياح والمواطنين الماليزيين الذي يحتلفون بعيد استقلالهم في تظاهرة سنوية ضخمة .
البرجين في المساء .. آية من الجمال
لقطة جانبية ليلية للبرج
جانب ثالث من البرجين
صورة " بدون فلاش " كما طلبها هاني !!
العد التنازلي للحفل بدأ والظلام يلف المكان
البرجان لحظة البدء بالاحتفال
اللحظة الأولى لبدء الألعاب النارية
جانب من الالعاب النارية
مياه النافورة تتراقص مع أنغام الموسيقى
ألعاب نارية بأشكال متنوعة ومختلفة
عدنا للفندق " للمرة الأخيرة " حيث رحلة العودة التي ستكون مروراً بدبي ظهر اليوم التالي ، وبذلك تنتهي رحلتنا في ماليزيا ونحن نردد بأن هذه الزيارة هي الأولى فعلاً .. ولكنها حتماً لن تكون الأخيرة !!
# ***** #
انتهت أجزاء الرحلة ، ونظراً لكثرة الأسئلة والاستفسارت التي تتكرر من خلال البريد الالكتروني سيكون هناك موضوعاً خاص للرد عليها خلال اليومين المقبلين ، أشكر جميع الأخوة الذين تفضلوا وأرسلوا مجاملتهم اللطيفة إعجاباً بالموضوع من خلال البريد الاكتروني وآسف لمن لم أستطع الرد على شكره وثناءه نظراً للعدد الهائل من الرسائل ، وأكرر شكري كذلك لكل من أعجبه الموضوع ونشره في منتداه الالكتروني مشيراً إلى قروب أبو نواف الذي يستحق شكراً خاصاً على جميع الجهود التي قدمها لنجاح أجزاء هذه الرحلة ، والشكر الأخير إلى صديقي العزيز ورفيقي في الرحلة " هاني " الذي يضيف إلى الرسالة باسلوبه الخاص ويجملها قبل وصولها إليكم .
تحياتي للجميع ودمتم أحبة ،،
أحمد