بداية أتوجه بالشكر الجزيل لكل من أرسل مجاملته اللطيفة حول الجزء الأول ، وها أنا عند وعدي بارسال الجزء الثاني خلال 48 ساعة .. ولدي فقط أمنية بسيطة لمن يود نقل الموضوع إلى أي منتدى أن يشير إلى أنه وصل إليه من خلال قروب أبو نواف .. وذلك أقل ما يمكن أن نقدمه للأخ أبو نواف الذي جمعنا في هذه المجموعة البريدية المتميزة وتقديراً للجهود التي يبذلها في متابعة هذا الكم الهائل من الرسائل واختيار مايناسب قراء قروب أبو نواف .. فله منا كل تحية وتقدير واحترام .
(( اليوم الثالث ))
اليوم الثالث استيقظنا مبكراً .. ربما قرابة الثامنة صباحاً لزيارة مدينة ( جنتق ) والتي تبعد عن كوالالمبور قرابة الساعة والنصف بالسيارة وهي مدينة أقل مايقال عنها باختصار أنها ( مدينة فوق السحاب ) ، قلت لهاني ونحن ننزل للافطار في مطعم الفندق : (( الناس ياخذون إجازة عشان مايصحون بدري .. ونحن الآن في الثامنة صباحاً !! )) ضحك هاني وفضل الصمت .. ربما لشوقه الشديد للأكل !!.
بعد الإفطار جهزنا عدتنا ( بالكاميرات ) ونزلنا عند مدخل الفندق وبسرعة وجدنا تاكسي يوصلنا إلى جنتغ بملبغ 70 ريجنت ( 70 ريال ) وبعد مفاوضات سريعة وافق على أن يعرج بنا إلى الشلالات التي تقع خارج كوالالمبور قبل جنتغ وافق بعد شرط زيادة المبلغ ثلاثين ريجنت أخرى.. قلت لهاني : ( مكره أخاك لا بطل ) .. يجب أن نشاهد الشلالات التي قرأنا عنها كثيراً ! .. ركبنا وقلت للسائق ( اطلع يا اسطه ) !! على فكرة .. تفاجانا بأن سائق التاكسي نطق كلمة عربية واحدة عندما قال " شلالات " !! وقال أن هذه الكلمة العربية الوحيدة التي استطاع حفظها من السياح العرب .
توجهنا إلى الشلالات الطبيعية وتقع داخل غابات ضخمة وبصراحة مجرد التجول في مثل هذه الغابات الواقعية التي لا نشاهدها فقط سوى في الأفلام متعة لا حدود لها .. مع أنها مرهقة بحكم أن الوصول إلى الشلالات الكبرى يجب أن تصل إلى أعلى قمة في الغابة .
شلال توه صغير .. سنة ولا سنتين ويصير رجال
ونحن في طريقنا للخروج وسط أحراش الغابة قال هاني : بماذا تذكرك هذه الغابة ؟ قلت : بفلونة !! .. (( والله الثقافة بعد )) ، وجدنا السائق ينتظرنا في السيارة حيث أكملنا طريقنا إلى جنتغ الباردة ونسيت أن أقول بأنه يسلتزم ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة بحكم أن المدينة فوق السحاب وطبيعي أن يكون جوها بارداً بعض الشيء .
وأنت تشاهد هذا المنظر لا تملك إلا وتنادي : فلوووووووونة !!
الطريق إلى جنتغ ممتع وتحتار في التطلع بين اليمين واليسار .. كل جهة أجمل من الثانية .. قلت لهاني راقب الجهة اليمنى وأنا الجهة اليسرى … ( مالنا الا كذا ) حتى لا نضيع أي منظر جميل .. قال هاني : المشكلة كل المناظر جميلة !!
من الطريق إلى جنتغ .. المناظر الجميلة تقول لك : قف وتمتع !!
حينها .. قلت في نفسي بلا جنتغ بلا كلام فاضي .. ( وقف يا اسطى ) .. مثل هذه المناظر لا نحلم برؤية 1% منها عند عودتنا للرياض .. توقف وجلسنا قرابة ربع ساعة ونحن في صمت .. فقط متع عينيك وشغل كاميراتك .
ناقص الصورة قرد .. ويكمل المشهد !
موية .. وخضرة .. بس عاد مافيه وجه حسن 🙂
أكملنا المسير إلى جنتغ وأخبرنا السائق حينها أن الصعود إلى جنتغ يكون بالتلفريك الذي سيستغرق ربما 15 دقيقة حتى يصل القمة وتذكرة الشخص الواحد ( 6 ريجنت ) ، أجبناه باندهاش مصطنع : أحلى وأحلى .. زيادة وناسة ، بينما في داخل كل منا يقول ( ما ودك نهون بس .. تراها باردة ) ، ازداد الخوف أكثر حين الوصول إلى بوابة الدخول إلى التلفريك حيث نرى طرف التلفريك الأول على الأرض .. ثم نرفع بصرنا إلى أعلى ونشاهد عربات التلفريك تدخل في السحاب وتختفي .. أين تذهب لا ندري .. بالفعل كان ذلك ماحدث ! التزمنا بالصف مع بقية السياح وصل دورنا وركبنا العربة التي انطلقت بسلاسة
كل شيء يسير بانتظام وترتيب رائع
التلفريك يعلو غابة من الأشجار وباستطاعتك رؤية القردة
عربات التلفريك تختفي في السحاب .. كنا لا نستطيع رؤية محطة الوصول !!
عند نزولنا من عربة التلفريك كان الجو بارداً كما توقعنا .. جنتغ عبارة عن منطقة صغيرة تضم مدينة ملاهي وفندقين بالإضافة إلى محلات تجارية متناثرة .. ومن خلالها تستطيع أن ترى السحاب تحت المدينة بأكملها ، دخلنا مدينة الملاهي حيث لبس " ساعة جميع الألعاب " تكلف 35 ريجنت للشخص الواحد حيث تستطيع أن تلعب في أي لعبة تراها مجرد أن تلتزم بالصف .
قطار الموت في طرف قمة الجبل .. والسحب خلفه زادت الصورة جمالاً
فندق جنتغ من زاوية أخرى .. وتظهر عربات التلفريك
جنتغ يكفيها نصف يوم بالتمام والكمال تزورها صباحاً وتعود إلى العاصمة كوالالمبور قبل الخامسة ، اقول ذلك لأؤكد لبعض من يرغب في زيارة ماليزيا حيث وجدت بعض السياح العرب الذين يلتزمون ببرنامج سياحي وكان من ضمن البرنامج البقاء في جنتغ لمدة ثلاثة أيام .. بل وجدت سائحاً كويتياً يقول بأن البرنامج السياحي الذي سجله من الكويت يقضي بالبقاء في جنتغ ستة أيام .. لا أدري كيف ستمر تلك الأيام عليه وسط هذه المساحة الصغيرة والتي كلها في الغالب ( مدينة ملاهي ) !!.
عدنا مرة أخرى إلى كوالالمبور حيث وصلنا إليها قرابة الساعة السابعة وفضلنا التوجه إلى السوق الصيني الذي يكتسب شعبية كبيرة لدى السياح حيث أن غالبية البضاعة تقوم على تقليد الماركات العالمية بأبخس الأثمان ، تجولنا أو بمعنى أصح .. تسكعنا 🙂 بين جنبات السوق وأخذنا نضحك على الباعة الصينيين حيث يعرضون سعر الساعة المقلدة بـ 150 ريجنت وبعد قليل من المفاوضات يصل بالسعر إلى 10 ريجنت !! وكان التحدي بيني وبين هاني هو البحث عن أكبر نصاب بين هؤلاء الباعة !! ، لم يمنع الأمر من شراء قمصان تذكارية من السوق وتحمل صور ( التوين تورز ) ، عند الساعة التاسعة قررنا العودة إلى الفندق بعد عناء يوم حافل وفي طريق العودة مررنا بمحطة الباصات وقطعنا تذاكر في الساعة الواحدة من ظهر اليوم التالي حيث التوجه إلى جزيرة بينانغ معشوقة السياح ( قيمة التذكرة خمسين ريجنت للشخص الواحد VIP حيث الباص أكثر فخامة ويوجد به فقط 23 راكب بالإضافة إلى مضيفة ، توجد تذكرة أرخص بـ 35 ريجنت لكن في باص عادي يحمل خمسين ركاباً دون ضيافة ) ، غنيٌ عن الذكر بأن مضيفة الباص الذي انتقلنا به اكتفت بتقديم علبة ماء وكوب من القهوة وطبق أرز من النوع الذي تراه .. وتقول ( خلاص توبة ماراح آآكل رز في حياتي !! ) .. وعلى فكرة اكتشفنا بأنها بنت السائق الكهل الذي يقود الباص حيث كنا نجلس خلفه مباشرة .. أحدنا علق بصوت غير مسموع ( أحلى يا واسطة ) .
(( اليوم الرابع ))
بما أن التوجه إلى جزيرة بينانغ سيكون في الواحدة ظهراً هذا يعني بأن هناك وقتاً بعد الإفطار ربما ساعتين تقريباً ، فضلنا التوجه خلالها إلى برج المنارة ( الاتصالات ) بحكم قربها من فندق سكننا ، قيمة التاكسي إلى البرج خمسة ريجنت وهو يعد رابع أطول برج في العالم ( حسب معلوماتي !! ) دخول البرج يكلف 15 ريجنت للشخص الواحد حيث تصعد إلى القمة لرؤية كوالالمبور من أعلى نقطة .
كوالالمبور من الجو
زاوية أخرى من العاصمة
قمة التوين تورز لا يمكنك مشاهدتها إلا من قمة برج المنارة
بعد الانتهاء عدنا إلى الفندق لعمل ( التشيك أوت ) ومن ثم الانتقال إلى محطة باصات ( بودو رايا ) حيث الباصات جاهزة في الانتظار مرقمة حسب التذكرة .
الباصات في محطة الانتظار
الرحلة تستغرق أربع ساعات تقريباً ، وهناك من يفضل الانتقال بالطائرة إلى بينانغ واختصار الرحلة في ساعة ونصف ولكن لا أنصح بذلك لأن الطريق مليء بالمناظر الجميلة والخطوط السريعة في ماليزيا متعة بحد ذاتها ، وصلنا إلى جزيرة بينانغ قرابة الخامسة أنزلنا الحقائب من الباص وتهافت أصحاب التكاسي .. على الركاب وظفرنا بأحدهم والذي كان من حسن حظنا يحفظ كل فندق في الجزيرة .. تجولنا بين الفنادق مع سائق التاكسي حتى وقع الاختيار على فندق " بارك رويال " حيث غرفه أنيقة ونظيفة وشاطئه مرتب ومختلف عن البقية . نزلنا إلى الشاطئ مع غروب الشمس .. ونحن نحمل الكاميرا مع الحامل .. حيث هذه اللقطات ربما لا نرى مثلها مرة أخرى !!
أطفال سعوديون يلعبون " البانانا " وهم يغنون " حيوا السعودي حيوه " !!
لماذا وقت الغروب يجري بسرعة .. أقولها في تلك اللحظة بألم إلى صديقي !!
أبو نواف .. برأيك .. ألا تستحق هذه الصورة أن تكون من ضمن خيار المحررين ( لا تقل تنفع جزر المحررين !! )
بعد غروب الشمس فضلنا أن نمشي حول المنطقة التي تحيط بالفندق للاستكشاف ( كالعادة ) حيث شارع الليل المليء بالمطاعم البحرية والباعة المتنقلون .. تجولنا حتى التاسعة تقريباً وختمنا يومنا بوجبة بحرية رأينا فيها مانعرفه .. وما لا نعرفه !! سألني هاني وهو يرفع أحد الأطباق ويحبس ضحكته التي ظهرت بوادرها على وجهه : أحمد .. هل تعرف هذه الوجبة ؟ .. أجبت وأنا آآكل بنهم : كل وأنت ساكت .. تراني ماتغديت !! ( على فكرة أنصح بالتوجه إلى المطاعم التي يديرها مسلمون ، الصينيون لا تثق فيهم ) .
مازال للرحلة بقية .. أعدكم بالمتابعة
* الصور محفوظة بحجم 600 * 800 لمن يرغب بوضعها كخلفية
أحمد