غالبًا ما يتم وصف فن الكاريكاتير على أنه صوت الشعب، فهو يقدم الكم الكبير من السلبيات التي تحيط بنا بقالب فكاهي ساخر رغم أنه مؤلم أحيانًا. ويعتبر فن الكاريكاتير واحد من أهم الفنون، فهو يقتصر على الإدراك البصري لإيصال الفكرة كما أنه لا يتمتع بالحس الفكاهي فقط، لكنه وسيلة فعالة لجذب انتباه الناس إلى قضايا ومشاكل مهمة في شتى المجالات.
وقد قدم الرسم الكاريكاتوري أجيال متعاقبة من الموهوبين، منهم الفنان السعودي ” عبد الله جابر ” والذي سنتحدث عن تجربته في عالم الكاريكاتير.
–
حياة عبدالله جابر
بدأ حب الفنان للرسم منذ نعومة أظافره، فقد كان يقوم بتقليد الرسومات عند مشاهدته لأفلام الكرتون، ثم تطور لرسم شخصيات من بنات أفكاره، مما جعله يطمح لإنتاج فيلم كرتوني خاص به. بعد ذلك انتقل الفنان من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاستفادة الحقيقية من موهبته من خلال دراسة التربية الفنية، وبالفعل عمل كمدرس تربية فنية ومن ثم شق طريقه بجهد شخصي إلى عالم الكاريكاتير.
وقد أفاد الفنان بكل وضوح أنه بدأ العمل لهدف مادي بحت، لكنه شعر بأن العمل يفقد قيمته إذا لم يكن يمثل الفنان نفسه. الأمر الذي جعله يتعمق في الرسم الكاريكاتيري متجاهل المادة تمامًا، قائلا: “كنت أرسم من أجل أن أعيش، لكن الأن أعيش من أجل أن أرسم”.
وبدأ عبدالله جابر العمل في الصحف الورقية في نهاية عام 2006 واستمر في العمل لمدة 6 سنوات، بجانب نشر أعماله على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي جعله ينجح في توسيع دائرة معجبيه. حيث أوضح بأن تجربة مواقع التواصل الاجتماعي هي تجربة فريدة من نوعها، تمكنك من التعرف على أشخاص من مختلف الدول وكذلك رساميين عالميين، مما يرفع سقف طموحاتك ويجبرك على تطوير نفسك.
ويمكن القول أن الفنان البالغ من العمر 35 عامًا يمتلك موهبة فنية فريدة، بحيث تستطيع من خلال رؤية أعماله الجريئة معرفة نمط شخصيته المختلفة عن غيره من الفنانين. وقد أشار عبدالله إلى وجود عدة برامج لإنتاج الأعمال الكاريكاتيرية، منها الفوتوشوب و Corel Painter وهو يفضل شخصيًا العمل مع الفوتوشوب.
وهذه مجموعة من الرسومات الخاصة بالفنان عبدالله، والتي كان قد شاركنا اياها على الشبكة:
كاريكاتير : استقدام العمالة المنزلية + ابو سروال وفنيلة .. والمزيد
كاريكاتير : قطار الزواج + ساعة صفا .. والمزيد
–
الإعلام الورقي والإعلام الإلكتروني
مع انتقال الفنان من الإعلام الورقي إلى الإعلام الإلكتروني، تحدث عن أهم نقاط الاختلاف في العمل. أولها، عند العمل مع الصحف الورقية فأنت تنشيء عمل فني حول حدث من المقرر أن يحدث في الفترة القادمة، لكن في الإعلام الإلكتروني أنت معني برسم كاريكاتير لأحداث الفترة الآنية. كذلك من ضمن تلك الاختلافات، أنك في العمل التقليدي مقيد بفترة محددة لتسليم عملك، مما يجبرك على التخلص من مزاجيتك وتجاوز ظروفك حتى تنتهي في الوقت المطلوب.
لكن ربما أهم تلك الاختلافات هو سقف الحرية المتاح لك، فعادة يتم فرض العديد من الممنوعات التي لا يجب تخطيها عند العمل في الإعلام الورقي. لكن في نفس الوقت لا يمكننا إلغاء سقف الحرية في الإعلام الإلكتروني، فالإنسانية تحتم عليك كذلك التحرك بقيود معينة.
في النهاية؛ إصرار عبدالله جابر واستمراره في تنمية موهبته، ساعده على أن يكون أحد أهم فناني الكاريكاتير فضلاً عن فوزه بالعديد من الجوائز الدولية في فن الكاريكاتير.
وهنا بعض أعمال عبدالله جابر، ويمكنك متابعة الفنان على مواقع التواصل الاجتماعي: