تجربة السكن مع عائلة امريكية!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 اليوم يا احباب قلبي راح اتكلم عن تجربة السكن والعيش مع عائلة امريكية

 لعل هذه الرسالة تكون ذات نفع على كل من قرر السكن مع عائلة خلال إقامته خارج البلاد

 عندما حزمت حقائبي مغادراً للبلاد كنت قد نسقت مع الجامعة للسكن مع احد العوائل الامريكية  ,

لم تكن الرؤية كثير واضحه عندي عن تجربة السكن مع عائلة اجنبية

على الرغم من اني كنت متحمس لها

 وبالرغم من الآف المبتعثين الذين سبق لهم خوص هذه التجربة

 الا اني لم اجد اي احد في محيطي قد يكون لديه تجربة مماثلة ليقدم لي النصح,

ولاحتى مواضيع في الانترنت تعطيني المام شامل .

والآن بعد انتهاء 4 اشهر من إقامتي مع عائله

ومع نهاية هذه التجربة وانتقالي للعيش في مكان آخر ..

 استطعت ان اكوَن انطباع يمكنني من كتابة هذه التدوينة ..

لا اقول انها مثالية, ولكنها تمثل وجهة نظري واتمنى ان تكون مفيدة لكم 🙂

السكن مع عائلة يا اصدقائي له عدة جوانب ايجابية

 اولها انه في الغالب يكون ارخص من السكن في شقة بطبيعة الحال ,

بالإضافة إلى انه يتيح لك الفرصة اكثر لتعرف على ثقافة البلد .. وبالطبع ممارسة اللغة مع اهلها اكثر  !

وبطبيعة الحال, مدى نجاح تجربة العيش مع عائلة يعتمد اعتماداً كبيراً على شخصيات اللذين تسكن معهم..

قوانينهم.. عددهم .. مدى قدرتهم على تحمل مخالافاتك لو افترضنا انها موجودة .. الخ

ولذى فأنه من الصعب ان يكون لكل شخص تجربة مماثلة وهذا شي طبيعي .

 عائلتي كانت فقط عبارة عن عجوز في الغابرين تبلغ من العمر 75 عاماً

بالرغم من انها دائماً ماكانت تتصور انها ذات الـ40 ربيعاً .

كثير من الاشخاص  دائماً  مايفكرون في ايجابيات وجودهم في بيت عائلة وينسون سؤال مهم جداً
وهو هل نحن جاهزين للعيش مع عائلة ؟

بمعنى آخر هل نحن مستعدين للسكن في مكان ليس ملك لنا بالكامل ؟

 لنفرض ان اجابتنا كانت نعم , فسؤالي مامدى قدرتنا على تحمل هذا ؟

بالفعل .. لأن السكن مع عائلة في الغالب يحتاج لشخص طويل بال ووسيع صدر

شخص لم يأتي للسكن فقط !

كثير من الاشخاص ,وقد سمعت قصص بعضهم,  يأتي من بيت والده حفظه الله

ويظن ان بيت العائلة هو بيت والده حفظه الله كذلك .. اعجبني التشبيه

لا ياصديقي , انت تشارك منزلك الآن مع عائلة اخرى ..

ارجوك, احترم قوانينهم ولا تكون صورة سيئة عن ابناء بلدك ممن سيأتون للعيش هنا بعدك

مدى صرامة القوانين تعتمد اعتماد كلي على العائلة بالطبع فمنها اللين ومنها الصارم,

 ولكن مدى تقبل هذه القوانين يعتمد عليك بالدرجة الاولى 🙂

تخيلوا فيه بعض الاشخاص يغضب إذا وجهت له العائلة ملاحظات ! ,

والبعض الآخر يخبرهم انه قدم إليهم بفلوسه وبالتالي لايحق لهم معاتبته !

عاهات اجتماعية يا اخوان ” !!

 قبل ان توقع العقد مع العائلة .. راجع كل شيء ممكن

القوانين .. ماهو مسموح وماهو ممنوع .. ما لك وماعليك , ثم توكل على الله و وقع .

 فتذكر دائماً ارجوك ان تكون دبلوماسياً بقدر ماتستطيع

 لاتكن صريح دائماً بما تشعر به تجاههم حقاً..

 وإذا كنت مصر ان تخالف احد قوانينهم

 لا تصير بجيح وتخليهم يحسون فيك هههه .. وش فيه قلب هذا ؟

  إذا لم تكن مرتاحا 100% فصدقني هذا شيء طبيعي ويحصل عند الجميع ,

 هل تعلم لماذا ؟

 لأننا دائماً مانقارن السكن مع العائلة مع السكن بشقة لوحدنا او مع صديق , وهنا المشكلة !

الكثير يلجئون إلى كسر العقد والذهاب للعيش بمفردهم عند اسخف مشكلة قد تقع

متخذين لعبارة “وش الله مكلفني”  شعاراً لهم

 عزيزي قارئ هذه التدوينة , بالطبع لا تعتقد ان السكن مع عائلة سيكون كالسكن لوحدك من ناحية الهدوء والراحة.. ابداً .

 السكن مع العائلة هو عمل

وهذا العمل مكون من التزام بالقوانين .. احترام .. مراعاة انك تسكن في بيت ليس لك

تذكر دائماً انك اخترت السكن مع عائلة من اجل الاستفادة .. سواء من الثقافة او اللغة او حتى من أجل التوفير!

 او بالطبع لأنها خيار ممتاز لمن هم حديثي القدوم وبالتحديد من ليس لهم احد في الغربة.

لأن غالبية العوائل ستعينك على فهم البلد وهم جاهزون لجميع استفساراتك

بالإضافة إلى ان معظم العوائل يتواجد لديها كافة المعدات التي قد تحتاجها من اثاث وغيره الكثير

وبالتالي ما اود قوله ان هناك في بعض الاحيان ضريبه للسكن مع عائلة

وهي عدم اخذ راحتك تماماً

واشياء اخرى ربما لا تعجبك في العائلة نفسها

إذا كنت من النوع الذي له معارف كُثر في بلد الابتعاث ويريد البقاء معهم فأبقى معهم ببساطة ,

انت لا تحتاج لعائله في حالتك هذه ..

لأنك عند العائلة سيصعب عليك دعوتهم لديك بشكل دائم بطبيعة الحال ..

وفي نفس الوقت إذا كنت ستخرج و لا تعود لبيت العائلة الا فقط للنوم ..

فهذا ابداً لم يكن القصد من وجودك هناك  !

 غالباً ما تتجه العوائل إلى استضافة اكثر من طالب ..

 رفيق السكن غالباً هو اجنبي حاله كحالك ..

 يشاركك الغربة ..

غربة الوطن .. وغربة المكوث مع ناس لا يرتبط معهم بصله

 وبالطبع لن يكون من بلدك عادةً.

لأنه ان كان كذلك فستكون فقدت ميزه من ميزات وجودك بـيت عائلة

وهي تطوير لغتك اكثر عن طريق عدم تحدث لغتك الام بتاتاً داخل المنزل!

 رفيق المسكن غالباً هو شيء لا تملك التحكم به عند سكنك مع عائله ..

انت وحظك من يطلع معاك

 قبل المجيء قد تعرف فقط اسمه و ربما قد تعرف من اي بلد  ..

وفي احيان اخرى لا تعرف اي شيء عمن سيمكث معك !

 رفيق السكن هو اول صديق”محتمل” قد تلتقي به ..

ان كان شخص جيد سيسهل عليك كثيراً ويضيف الكثير من المرح إلى إقامتك

اغلب عقود العوائل مع الطلاب فيها شرط يقول ان تدفع مبلغ معين عن كل يوم تأخير ..

ثق ثقة تامة انه ومهما كنت محترماً واهل ثقه وتعتقد انك محبوب من قبلهم ..

فأن جميع العوائل سيتغير شكلها تماماً عن الشكل الذي اعتده عندما يتعلق الامر بالمال

لذلك لا تتساهل ابداَ لا من ناحية التسديد ولا من ناحية السكوت عن اي حق ترى انه من حقوقك

من الجميل جداً عندما تتخذ قرار مغادرتك للعائلة بعد إقامتك لفتره

ان لاتكون هذه هي نهاية علاقتك مع العائلة تماماً ..

صدقني ان استمرار معرفتك بالعائلة وزيارتك لهم لاحقاً هي مكسب لك

لأنك ومع خروجك فأنت مازلت محافظ على علاقتك مع عائله من اهل البلد

سيأتي يوم ستحتاج لأخذ رأي اشخاص تثق بهم ولا تستحي من سؤالهم.

و بالتالي العائلة ستكون خير مُعين وخصوصاً انه كان بينك وبينهم عيش وملح في يوماً ما

على الخير والمحبة نلتقي 

في أمان الله