هل سيتحقق حلم الورق الإلكتروني قريبًا؟!!!
خلافـًا للتوقعات التي تدعو إلى التشاؤم، ثمة احتمال لأن تحلّ الكتب الإلكترونية محلّ الكتب القديمة والجيدة. لكن هل بالإمكان إنتاج كتاب إلكتروني يدمج بين حسنات الكتاب القديم وحسنات الحوسبة؟
هل أصبح تحقيق حلم إنتاج الكتاب الإلكتروني المثير (لبعض الناس) والمخيف (للبعض الآخر) قاب قوسين أو أدنى؟ في واقع الأمر، يتم إنتاج هذا النوع من الكتب وطرحه في الأسواق منذ عدة سنوات. لكن المشكلة هي أن هذه الكتب موجودة بصيغ مختلفة، وهي جميعها على جانب كبير من التعقيد، كما أنها محدودة، فضلاً عن أن استعمالها غير مريح، إذا ما قارناها بكتاب الورق المعهود والجيد. علاوة على ذلك كله، وكأنما لزيادة الطين بلة، فإن أسعار هذه الكتب الإلكترونية غالية جدًا.
لكن شركة "إي إنك" (E Ink) تنوي البدء في إنتاج كتب إلكترونية مختلفة في مطلع العام القادم. وتعرض هذه الشركة نوعًا من الورق يمكن أن يتيح إنتاج كتاب إلكتروني يدمج بين حسنات الكتاب القديم وحسنات الحوسبة. فقد طورت الشركة شاشة حاسوب مرنة ودقيقة تشبه إلى حد كبير الورق الإلكتروني، إذ يبلغ سمك هذه الشاشة سمك ثلاثة أوراق عادية فقط.
ويتم عرض الكلمات والصور على الشاشة بواسطة كبسولات موجودة في الشاشة. وتحتوي كل كبسولة على جزيئات من الحبر، بعضها أسود وبعضها الآخر أبيض. ومما يميز هذه الجزيئات أنها حساسة للكهرباء. فعندما نسلط عليها شحنة كهربائية موجبة، تصعد الجزيئات السوداء إلى سطح الكبسولة. أما عندما نسلط عليها شحنة كهربائية سالبة، فإن الجزيئات البيضاء تصعد إلى سطح الكبسولة.
وهكذا يمكن عرض ما نريده من الخط والصور على سطح الورق الإلكتروني. وبعد الانتهاء من العرض، ما من حاجة إلى بذل طاقة فوق تلك التي بذلت في إنتاج الخط والصور، إلى أن يأتي وقت نريد فيه تعديل الخط والصور. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الورق الإلكتروني على درجة كبيرة من المرونة، بحيث يمكن لفه على شكل أسطوانة قطرها نحو ثلاثة سنتيمترات، دون إفساد ما يظهر عليه من الخط والصور.