تحذيرات من الإشعاعات الكهرومغناطيسية المنبعثة من إشارات الواي فاي
تطول القائمة التي يُحظر على ماري كوليز زيارتها، فالسيدة الستينية ليس بإمكانها الذهاب إلى المسارح، أو المطاعم، أو السينما، أو المطارات، أو الحدائق. وإن كان هناك موعد في المستشفى فتنتظر في الخارج حتى يحين دورها، أما الذهاب إلى السوبرماركت فيكون بسرعة البرق. وحتى المشي في الطريق أمام منزلها قد يسبب لها مشاكل، هذا ما يجعلها ترتدي طيلة الوقت سترة مصنوعة من الفضة، ومادة البولي أميد. تعاني ماري من حساسية من الإشعاع الصادر عن الواي فاي وإشارات الهواتف النقالة.
يُعتقد أنها تعاني من متلازمة الحساسية الكهرومغناطيسية، فجميع الأجهزة الإلكترونية تسبب الضرر لها. ويعاني 5%، أو أكثر من 3 ملايين شخص من هذا المرض في المملكة المتحدة، فيتأثرون بدرجة معينة من الحساسية الكهربائية، وحساسية من أمواج الراديو، والميكرويف المنبعثة من الهواتف النقالة، وشاشات التلفاز، وحتى مصابيح الإضاءة. والموجات هي شكل من أشكال الإشعاع غير المؤين، والمصمم ليكون منخفضًا في التردد يؤثر على ماري ومن يعاني من هذه المتلازمة.
الواي فاي وعلاقته بفرط الحساسية الكهرومغناطيسية
استُخدم مصطلح “فرط الحساسية الكهربائية” عام 1989، في حين استُخدم مصطلح “فرط الحساسية الكهرومغناطيسية” عام 1994 ليصف حالة من يعاني من حساسية من الترددات المغناطيسية والكهربائية. ولوحظت أعراض فرط الحساسية الكهرومغناطيسية في وقت مبكر من 1930 عند العاملين في المحطات الإذاعية، وعام 1940 عند العاملين في الرادارات العسكرية. وبدأ المرض يظهر عند العامة في سبعينيات القرن الماضي مع استخدام الحواسيب.
وللمزيد اقرأ: حالة نادرة لرجل لا يستطيع استخدام الأدوات الكهربائية مطلقًا
ويؤثر التردد القليل لوجات الراديو والهواتف على مرضى الحساسية الكهرومغناطيسية، وتسبب أعراضًا، منها: الصداع، والخمول، وصعوبات في التنفس، أو حتى عدم القدرة على التنفس بشكل كامل. ويخشى المرضى من أن هذا الإشعاع قد يسبب لهم السرطان، وأمراض المناعة، والاضطرابات العصبية على المدى البعيد. وتقول ماري أنها لم تصدق في البداية معاناتها من حساسية من الأجهزة الإلكترونية حين اكتشفت ذلك عام 2012، لأنها كانت تستخدمها دون أي مشاكل تذكر. لكن حالتها بدأت تسوء، وحين تصل الحالة إلى مرحلة متقدمة معها تشعر وكأن في فمها أدوات صعق.
انخفاض نشاط الدماغ بوجود الواي فاي
فمع ازدهار صناعة الاتصالات تزايدت المخاوف من الإشعاعات الكهرومغناطيسية التي تسببها الهواتف وإشارات الواي فاي. وفي عام 2011 أجري مسح دماغي لدماغ أحد الطلاب بوجود الواي فاي، فلوحظ انخفاض في نشاط الدماغ. شبكات الواي فاي ضرورة ملحة لا نستغني عنها، لكن بدأت تحوم شكوك متعلقة بالسلامة. ومنذ أن بدأ استخدام الواي فاي عام 1997، قام الباحثون بعشرات من الأبحاث لاكتشاف الموضوع. والنتائج كانت واضحة وصادمة. فشبكة الواي فاي تؤثر سلبًا على الصحة العامة، وسلامة الدماغ.
ذكرت دراسة عام 2007 بأن الترددات المنخفضة للهاتف تؤثر على النوم. فتعرض المشاركون في الدراسة إلى إشارات كهرومغناطيسية من هواتف حقيقية أو وهمية. فأولئك الذين تعرضوا للإشارات الكهرومغناطيسية وجدوا صعوبة في النوم، ولوحظ تغير في موجات الدماغ. فالنوم إلى جانب هاتف في منزل به شبكة واي فاي، أو مبنى به إشارات واي فاي من الممكن أن يخلق مشاكل مزمنة في القدرة على النوم. وقد تكون صعوبات النوم بداية لمشاكل أصعب، الاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم.
الآثار الصحية المحتملة لشبكات الواي فاي
فالتعرض للإشعاعات غير الحرارية من الواي فاي والأجهزة النقالة يمكن أن يحدث خللًا في التطور الخلوي خاصة عند الأجنة. وفي دراسة أجريت عام 2004 على الحيوانات، ربطت بين التعرض للواي فاي وتأخير نمو الكلى. تستخدم أجهزة التوجيه اللاسلكية، وأجهزة مودم الواي فاي الإشعاع الكهرومغناطيسي لإرسال إشاراتها إلى الحواسيب خلف الجدران. وتؤدي هذه الإشعاعات إلى مخاطر صحية جمة. وتأتي المخاطر الصحية من كابل المودم، وأجهزة توجيه DSL التي لا يتم إطفاؤها خلال الليل في الوقت الذي لا يتم استخدامها فيه. فيزيد ذلك من مخاطر التعرض للإشعاعات المؤذية للصحة، وتزيد بزيادة عدد الشبكات المحيطة.
وطريقة مواجهتها بإطفائها في الوقت الذي لا نحتاجها فيها. كما ذكرت الدراسات الحديثة فإن التعرض المستمر للإشعاعات الكهرمغناطيسية يؤدي إلى الأورام، وفقدان الذاكرة، وتلف الدماغ. وبشكل عام تؤدي هذه الإشعاعات إلى إحداث خلل في نشاط الإنسان، والإجهاد، والتعب، وتغيرات في الأحماض النووية، والأمراض الانتكاسية مثل السرطان. ومن الجدير ذكره بأن منظمة الصحة العالمية قالت بأنها لم تصل حتى الآن لوجود رابط بين أية تأثيرات صحية، والتعرض للحقول الكهرومغناطيسية راديوية التردد الناتجة عن محطات الهاتف النقال في الدرجات الموجودة في حياتنا اليومية. وتأثيرات التعرض للحقول على المدى البعيد لا تزال بحاجة لدراسة وبينة.