البيئة ورفاهية العمال. أولويات الهاتف الأخلاقي الأول
قد لا يكون الهاتف الأكثر تطورًا في الكاميرا، أو في تقنية اللمس، لكنه الهاتف الذي يدعي بأنه يتفوق على العلامات التجارية الكبرى في صناعة الهواتف الذكية.“Fairphone” الهاتف الأخلاقي الأول في العالم، مصنوع بكميات محدودة من المعادن. فقد تم تجميعه في مصنع تعد فيه رفاهية العمال هي الأولوية الأولى. وقد تم تصميم الهاتف لأولئك الأشخاص الذين يهتمون بالأثر البيئي والاجتماعي أكثر من المواصفات العالية. وعلى الرغم من ذلك فيضم الهاتف التطبيقات، وهو يبدو كأي من الهواتف الذكية الأخرى. “Fairphone” من صناعة شركة “The Phone Co-op” البريطانية.
يعمل الهاتف بنظام الأندرويد، ولديه معالج رباعي النواة 1.2Ghz، وذاكرة 16 جيجابايت، وكاميرا بدقة 8 ميجابيكسل، وشاشة لمس 4.3 بوصة، وهو متوسط الحجم ما بين جالاكسي إس 5، وآيفون 6. ويعد أرخص ثمنًا من الهاتفين السابقين، ويبلغ ثمنه 391$. تحتوي الهواتف الذكية والتي يبلغ عددها الإجمالي حوالي أربعة مليارات هاتف في العالم على كميات من أكثر من 30 نوعًا من المعادن، بما فيها الذهب، والتتالوم، والقصدير، والتي تكون آثارها مدمرة على البيئة.
تعسف شركة فوكسكون وحاجة الهاتف الأخلاقي
وتتم صناعة هاتف Fairphone وفقًا لمبادرات من جمهورية الكونغو الديمقراطية للحصول على التتالوم، والقصدير بطريقة مسئولة. تسيطر الجماعات المتمردة على معظم المناجم في الجمهورية، وتبتز العمال، لذلك فتعمل الشركة على استخلاص العناصر التي تدخل في صناعة الهاتف من مناجم بعيدة عن الصراعات السياسية لتحسين حقوق العمال، وتحقيق الازدهار الاقتصادي. كما أن الشركة تعمل مع مصنع صيني حيث تضع رفاهية العمال في سلم أولوياتها.
وقد ظهرت الحاجة لهواتف أخلاقية بعد أن فُتحت النار على الشركات الإلكترونية العالمية الكبرى لتعاملها مع شركة فوكسكون في الصين التي تنتج 40% من إلكترونيات المستهلكين في العالم. ويوجه إصبع الاتهام لشركة فوكسكون بتشغيل عمال تحت السن القانونية، وتحميلها مسئولية انتشار الفقر بين العمال، وحتى الانتحار، ومنذ ذلك الوقت فكانت هناك دعوات من المستهلكين لصناعة المنتجات الأخلاقية. ومن الجدير ذكره، أن عددًا من العمال في مصنع الآيفون التابع التابع لشركة فوكسكون توفوا في ظروف غامضة.
للمزيد، اقرأ: غموض وفاة 13 عاملًا صينيًا في مصنع الآيفون.