بصراحة: الأجنبيات أجمل وأرخص للزواج…!
* غازي المغلوث
نسبة العوانس في المملكة وصلت إلى (1.5) مليون فتاة، والرقم مرشح للزيادة خلال الخمس السنوات القادمة إلى (4) ملايين فتاة، طبقا لما نشرته بعض وسائل الإعلام هذا من جهة، ومن جهة أخرى، نسبة زواج السعوديين من غير السعوديات في تزايد مستمر، بلغت في الآونة الأخيرة حدا غير مقبول. ومهما يكن من أمر التعليلات التي يذكرها البعض من يسر الزواج من خارج المملكة إلا أننا مقدمون خلال السنوات المقبلة على كوارث اجتماعية ليس لها أول من آخر. ذلك أن الزواج من غير السعوديات بالتجربة والممارسة كانت نتائجه في نهاية المطاف مأساوية على الأسرة بكل المقاييس. ولسنا نغالي إذا ما قلنا إن مشروع الزواج من الخارج يحمل بين أعطافه بذور فشله، وسقوطه في مصيدة تناقضات الداخل مع الخارج في العادات والتقاليد والقيم والنظام الاجتماعي من جهة، ومن جهة أخرى القوانين والأنظمة والمذاهب المطبقة في كلتا الدولتين، أي إن اختلال هذا الزواج لأي سبب من الأسباب، سيدخل الزوج والزوجة والأطفال في دوامة ودهاليز الأنظمة المختلفة بين الداخل والخارج.
إذا ما أضفنا إلى ذلك أن أساس الزواج الناجح والمستمر – الحد الأدنى من التكافؤ والتناغم – بين الطرفين ماديا واجتماعيا وتعليميا وقيميا، ومن ثم الزواج من غير السعوديات يخرق هذه القاعدة رأسا على عقب،فكثير من حالات الزواج من غير السعوديات – تبين أنهن من مستويات اجتماعية وتعليمية ومادية متدنية، لا تحسن التعامل مع الزوج والتأدب معه،والإيفاء بحقوقه كاملة ، وهذا ينعكس بطبيعته على تربية الأولاد،حيث يتربون على مفاهيم وقيم وعادات وسلوكيات خاطئة، وغير ملائمة لطبيعة المجتمع الذي يعيشون فيه، هذا فضلا عن ضياع الهوية عند الأولاد، لكونهم مذبذبين بين ثقافة الأم وثقافة الأب، فتتشكل شخصياتهم على التناقض بين الثقافتين مما يحيلهم إلى شخصيات مهزوزة.
أيا ما كان الأمر، فإننا نكاد نجزم أن كثيرا من حالات الزواج من غير السعوديات كانت مبنية على مصلحة ظرفية لكلا الطرفين، ذلك أن الزوج يريد المتعة الوقتية، بأرخص الأسعار، وأبخس الأثمان، إذا ما أضفنا إلى ذلك الشكل الجميل الآسر الأخّاذ،دون التفكير بأبعاد هذه الخطوة على المدى البعيد، وما يترتب عليها من متاعب مادية ونظامية وقانونية، أما الطرف الآخر، أحسب أنها ترى هذا الزواج من الفرص النادرة في الحياة للاقتناص، فجيب السعودي مليء بما يسيل له لعاب أي عاقل.
والجنسية السعودية مغرية للحصول عليها،والإقامة في المملكة مرمى للكثيرين. أاعرف سعوديين بعد زواجهم من الخارج – اضطروا – لاستقدام أقارب زوجاتهم على حسابهم الخاص، وتحمّل إقامتهم فترات طويلة، إلى أن يجدوا العمل. المفارقة العجيبة، أن بعض الزوجات الأجنبيات، ما أن تحصل على الجنسية السعودية حتى تتغير في تصرفاتها وسلوكياتها مع الزوج، وتظهر له ظهر المجن، وتتشقلب الأوضاع بينهم رأسا على عقب، وتلح على الانفصال، ومن ثم تتزوج ما يحلو لها طالما أنها سعودية، وعلى هذا استحال الزوج ( السعودي) إلى “أصانصير ” تصل من خلاله الزوجة إلى الدور الذي تريد.
أيا يكن الأمر، فثمة سؤال أحار في الإجابة عليه، لماذا تقبل (غير السعودية) على الاقتران بالزوج السعودي الطاعن في السن،أو المعدد في الزوجات، وأن تنتقل معه إلى وسط اجتماعي مختلف تماما، ويقيدها بأمور كثيرة، وتزداد عليها روزنامة الممنوعات والمحرمات ؟ ترى – هل السعودي يتمتع بمواصفات غير مسبوقة ؟ هل هو إنسان سوبر ؟ هل نزل من كوكب آخر ؟ لا أعتقد ذلك، الطبخة كلها بالنسبة إليها : الحصول على الجنسية، وتحسين وضعها المادي.
ولسنا نبالغ – في زعمنا- أن ضحية هذه الزيجات غير المتكافئة – هم الأطفال بالدرجة الأولى – ذلك أن كثيرا من الحالات التي انتهت بالانفصال، أو موت الزوج، أو نحو ذلك، كان الأطفال في الغالب يدفعون الثمن، فإن كانوا مع الأب – انحرموا من رؤية الأم لسنوات طويلة، لعدم وجود من يعطيهن تأشيرات دخول المملكة، ومن ثم يفقد الأطفال حنان الأم ورعايتها، مما يؤدي إلى مشكلات نفسية معقدة، وحالات غير سوية.
أما إن كانوا مع الأم في بلدها دون الأب – تزداد معاناة الأطفال بمراحل، بدء بحرمانهم من التعليم، لعدم وجود وثائق رسمية، وبالتالي يتحولون إلى أجانب في بلد أمهم، يقيمون بطريقة غير نظامية.
كذلك لا يجدون – غالبا – ما ينفق عليهم، ويتحمل مسؤوليتهم، وبالتالي يكونون عرضة للتشرد والانحراف والضياع.
ولا يعسر علينا – القول – إن الزواج من غير السعودية على المدى البعيد – كارثي على الأسرة، ويهدد استقرارها، ويثلم وحدتها، ومهما تّذرع البعض بأن نساء الخارج أجمل وأرخص، وخير النساء أيسرهن مؤونة، إلا أن فرصة نجاح مشروع الزواج واستمراره أقل بكثير من – زواج الداخل – وإن كانت نساء الداخل أقّل جمالا.
* كاتب وأكاديمي سعودي