أحب الأعمال/ سرور تدخله على مسلم~

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وكل عام وأنتم بخير وصحة وعافية..

جاء في الحديث الصحيح عن الرسول – صلى الله عليه وسلم -:
[ أحبّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ]

في ليلة العيد من عام 1431هـ, قررنا أنا وأخواتي معايدة الأطفال المرضى في أحد المستشفيات, ووقع الإختيار على مستشفى الأمير سلمان كـ أول تجربة لنا.. ولقربه من بيتنا..
في البداية إتصلنا عليهم وكانوا متعاونين معنا في تزويدنا بعدد المرضى وتصنيفهم / ذكور – إناث
بعد التشاور فيما بيننا سجلنا الهدايا ومحتويات كل باقة, مع مراعاة الجنس + مرضى السكر..
كانت الميزانية 250ريال, والعدد المستهدف 16طفل / 8أولاد – 8بنات
في البداية إشترينا الأكياس بقيمة ريالين للكيس (كيس خاص للهدايا),
إشترينا الألعاب بقيمة 5ريال للعبة (8 ألعاب أولاد – 8ألعاب بنات)
بعد ذلك/ البالونات والقبعات..

ثم الكيك وبسكوت تمر وعصير سن كولا..

ملاحظة: أخطأنا في شراء بسكويت التمر والسن كولا بحكم أن نسبة السكر فيها زائدة (مضرّه للأطفال المصابين بالسكري).. ولم نعلم ذلك الا في المستشفى..

تم بعد ذلك تقسيم الهدايا بداخل الأكياس وترتيبها.. إستعداداً ليوم العيد,
هدايا الأولاد

هدايا البنات

بعد صلاة الظهر من أول يوم في العيد ذهبنا إلى المستشفى, وإستقبلنا المدير المناوب وذهب بنا إلى قسم تنويم الأطفال..

كان القسم هادئ جداً, وفي إستقبالنا ممرضتين قائمتين برعاية الأطفال المنومين في المستشفى..
الهدايا جاهزة ولم يبقى سوى السلام على الأطفال ومعايدتهم والإبتسام في أوجههم وتسليمهم الهدايا.. ثم الدعاء لهم..

في البداية قابلنا الطفل اليتيم الأبوين علي, وسلمنا عليه, وعايدناه..

كان متخوّف بحكم أننا أغراب عليه.. لكن عمّه وأبناء عمّه جاءوا لأخذه من المستشفى ليفرح معهم فرحة العيد..

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا)) وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما..

أعطيناه هديته, وهدايا أبني عمّه, وطلبنا منه أن يهديهم إياها, فكانت مشاعر الفرح متبادله فيما بينهم والحمدلله..

بعد ذلك دخلوا أخواتي إلى بعض الغرف التي تواجدن فيها أمهات بعض الأطفال, أغلبهم نائمات بحكم أنه لا أحد سـ يزورهم هذا الوقت,
بعضهم أخبر طفله بالهدية, والبعض الآخر تركوهم نائمين ليفاجؤوهم بالهدية بعدما يفيقوا من النوم..
والحمدلله أن كتب لهم الفرح صباح هذا العيد..

كان لنا لقاءٌ غريب مع آخر طفل إلتقيناه.. كان يلاحقنا في كل غرفه, ومع كل هدية,

سألت الممرضة ماذا به؟؟
قالت: لاشيء, هو ليس بمريض ولا يشكو من أي شيء,,
لكن هو طفل يتيم, تركته أمه بعد ولادته في المستشفى..
ودار الأيتام لم تقبله لأنه ليس سعودي!!!!!
وهو الآن يعتبر كـ جزء من عائلة المستشفى.. يلعب معهم.. يأكل منهم.. يتربى بينهم..
إسمه يوسف, عمره لم يتجاوز 6سنوات, يحب اللعب كثيراً.. ويعشق التعرف على الصغار في قسم التنويم..
هذه صورته وهو يرحّب بنا.. ويضحك معنا.. إجتماعي, نشيط, مرح..

وقعنا في حيره من أمره, لأنه لا يريد سوى لعبة بنات!!
فـ نفذنا أمره بكل سرور ..

يعتبر أسياب المستشفى, جزء من منزله!!

لم نغادره الا بعد أن سلّمنا عليه وودعناهـ, ووعدته بزيارة قريبه بإذن الله, ولعلّه فهم ما أقصد!!

وبهذا إنتهت زيارتنا للمستشفى, وكنا أشدّ فرحاً منهم بفرحهم.. وأشدّ تأثراً..
ولعل الله أن يكتب لنا أجر هذه الزيارة المتواضعة,
اللهم إنا فعلناها لوجهك الكريم, ونشرناها إبتغاءاً لنشر طرق ووسائل الخير في سبيلك, فتقبلها إنك كريم رحيم..

عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
[مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى]

ملاحظة:
لمن لايستطيع جمع ميزانية الهدايا, عليه أن يأخذ خطاب من الجهة التي ينوي توزيع الهدايا فيها, ويحصل على تخفيض في بعض المحلات (مثل محلات أبوريالين), ومن يستطيع توفيرها فعسى الله أن يكتب له أجرها كاملاً..
.
ختاماً:
إنتهت أيام العيد الثلاثة, لكن هناك أطفال وشباب وكبار في السن, فقراء ومساكين, لم يتذوقوا طعم العيد وطعم الفرح حتى اليوم..
وبعضهم سـ يفرح لو بوجبة طعام, أو كسوة, أو شقّ تمرهـ.. فلا تبخلوا على أنفسكم ^_^

سبحانك اللهم وبحمدك, أشهد ألا إله إلا أنت, أستغفرك وأتوب إليك..
اللهم صلي وسلم على نبيك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
اللهم إشف أم سلطان, وأم مصعب , وجميع مرضى المسلمين, لا شفاء إلا شفاءك, شفاءاً لايغادر سقماً..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته~
,
بدر الشوق
أبو سعد~

مدونة بدر الشوق:
http://www.b-alshoq.com
منتديات فهاوه:

تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر