قرر الفنان “مارك فريد” من المملكة المتحدة قضاء شهر كامل مع العالم الافتراضي في غرفة صغيرة، مرتدياً جهاز الواقع الافتراضي مع سماعة رأس.
هذا الفنان يريد البقاء وحيداً في بيئة محصورة لا يوجد بها إلا سرير للنوم وحمام، في معرض فني تم افتتاحة في لندن، حيث سيشكل هذا الفنان عرضاً للجمهور وعن طريقة حياته داخل هذا العالم الافتراضي. ويعتبر هذا العمل من أكثر الأعمال جنوناً وهوساً بالتكنولوجيا وبأجهزة الواقع الافتراضي التي تجوب العالم في الفترة الأخيرة.
لمدة 24 ساعة في 28 يوماً متواصلة، سيقوم فريد باستخدام جهاز “Oculus Rift” مع سماعات الرأس للانخراط بالعالم الافتراضي بشكل أعمق، والعيش في حياة أخرى غير هذه الواقعة التي يعيشها، وهذا الموضوع ما أثار انتقادات وتساؤلات كبيرة حول العالم في الإنترنت عن إمكانية حدوث مثل هذه الأعمال التي وصفها الكثيرون بأنه تُفقد الإنسان لهويته البشرية، وللطبيعة الكونية.
كل ما سيشاهده “فريد” ليس بالضرورة أن يكون شيء خارج عن المألوف، فهو يتلقى الصوت والفيديو لحياة شخص آخر تم تصويرها في الطبيعة، فهو يسمع ويرى ما يحدث مع هذا الشخص الآخر الذي يطلق عليه “other” “الآخر”، فهو قادر على رؤيته وهو يمارس جميع تفاصيل حياته.
وسيتم تصوير تجارب أخرى في أيام مقبلة، وتحويلها إلى هذا الجهاز لكي يستطيع فريد مشاهدتها، بينما هو مستلقي على الفراش، أو حتى وهو يتناول طعامه في الأوقات المحددة.
هذا العمل كان من أجل أن يشعر فريد وكأنه يعيش كشخص آخر، وقال فريد قبل بدأ هذا العمل :” أريد أن أعرف ما إذا كان باستطاعتي فقد الحس بنفسي، وأحاول أن أدخل في تجربة محاكاة لشخص آخر، وأنا على أمل أن أثبت نظريتي المتمثلة في أن الإنسان هو دائماً قادر على الحفاظ على احساسه الذاتي، ورغم ما حصل في هذا الواقع الافتراضي فإن الإنسان يبقى متمسك بهويته”.
هناك مخاوف كبيرة على صحة فريد الجسدية والعقلية، نظراً لتأثير ارتداء سماعة الرأس لهذه المدة الكبيرة من الزمن، وأيضاً التأثير الخطير للواقع الافتراضي على عقله وتفكيره.
لمراعاة مثل هذه الأمور فقد تم توفير طبيب نفسي خبير في علم الأعصاب، سيقوم بقضاء ساعة كاملة مع فريد كل ليلة للتأكد من عدم فقده للوعي. قبل البدء في هذا المشروع قال فريد لهذا الطبيب :” أنا مستعد لإلغاء ال28 يوم بالكامل إذا شعرت بأن هناك خطر على صحتي، فهذا ليس إختبار تحمل لي، إنما هي تجربة لرؤية كيف يمكن للشخص التعايش مع الواقع الافتراضي”.
تعقيباً على هذا العمل فقد أشار أستاذ علم الأعصاب الإدراكي في جامعة كامبريدج :” بأن هذا المشروع من الممكن أن يفتح أساليب جديدة لدراسة علم النفس الاجتماعي، ولكن هذا العمل فيه خطر كبير على صحة فريد، من المتوقع أن يفقد الإحساس بنفسه خلال ثلاثة أسابيع فقط، ولكن من الممكن أن يواصل حتى 28 يوم إذا ما تم رعايته جيداً، ويجب على الطاقم الطبي أن يكون على أهبة الاستعداد في جميع مراحل المشروع”.
قبل أسبوع أكمل فريد الاختبار التجريبي لمدة 24 ساعة في معرض لندن، ويمكن هنا مشاهدة الفيديو التجريبي للحصول على فكرة أفضل عمّا الذي سيحصل له خلال 28 يوماً.