انترلاكن
مدة الرحلة : يوم واحد
الوصول : 21 – 8 – 2007
المغادرة : 23 – 8 – 2007
الاقامه :Flüeli-Ranft , Hotel Paxmontana
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للاطلاع على الأجزاء السابقه
رحلتي إلى أوروبا – فيينا – ج1
رحلتي إلى أوروبا – فيينا – ج2
رحلتي إلى أوروبا – سالزبورغ – ج3
رحلتي إلى أوروبا – زيلامسي – ج4
بسم الله نبدأ ..
المحطة هي انترلاكن في سويسرا .. والفندق في منطقة اسمها Flüeli-Ranft .. المسافة من كابرون في النمسا إلى Flüeli-Ranft في سويسرا حوالي 481 كم .. ومن Flüeli-Ranft إلى انترلاكن والتي تمثل الوجهة الأساسية 50 كم تقريبا .. المناظر كانت غير طبيعية وكل ما نقترب من سويسرا تزدان المناظر أكثر وأكثر .. ولذلك أقول ان سويسرا أحلى من النمسا كـ طبيعة .. أترككم مع صور الطريق ..
حاجه بسيطه لزوم المهايط
هذا ياطويلين الاعمار حظري كان ساكن عند بدو .. لذلك كانوا يصبّحونه بعلقه ويمسّونه بعلقه هو وعياله .. وفي الليل يحذفون بيته بالطوب .. والعصر يدقون عليهم الجرس وينحاشون .. وكل ذلك اعتراضا على انه حظري .. لذلك هج من الحاره وبنا بهالجبل .. وما بنا بيت .. بنا قلعه محصنه .. وريح راسه وارتاح
لوحه مميزه
احدى المدن التي مررنا بها في الطريق .. وكما هو واضح في الصور بدأت السحب بالتجمع وكانت قد بدأت تمطر
بفضل هذه المناظر وما سبقها في النمسا .. وصلنا مرحله أنا وخويي , صار مو أي منظر يجذبنا .. كما أن معايير الجمال ارتفعت عندنا بشكل كبير جدا .. لذلك توقف التصوير في مرحلة ما .. بحجة ان ما فيه منظر يستاهل
لما سألني خويي عن الفندق كان آخر إجابه يريد سماعها هي : في الضواحي .. لأنه صار يتشاءم من هذه الاجابه .. خصوصا بعد ما عرف ماذا أعني بهذه الكلمه من تجاربنا في الفنادق السابقه .. لكنه سمعها هذه المره كذلك .. بل كانت من أوضح المرات خلال الرحله .. لذلك دخل في دوامه من الهواجيس والترقب .. ما علينا .. لاحظت انه كلما نقصت المسافه للفندق .. تكتسي الأرض بحله لم نرا مثلها من قبل .. حتى وصلنا الى قريه تستطيع أن تقول انها قطعه من الجنه .. وفي أجمل مكان في القريه يقع فندقنا
لما وصلنا الفندق كان مزاج خويي متعكر نوعا ما .. والله لا يوريكم خويي وهو متعكر .. يشبه كابيلو المدرب الايطالي .. المهم نزلت اشوف الحجز وكان فيه موظفه على الاستقبال دبدوبه شوي .. وفوق كذا وجهها بيبي فيس .. رحّبت فينا وصبت 3 أكواب عصير على جنب .. وجاءت وحده عجوز توها واصله , وشربت واحد وراحت في طريقها .. وباقي اثنين .. سولفت مع الموظفه عن الفندق واوقات الطعام والغسيل والنت والمواقف وما الى ذلك .. وعيني كانت على العصير .. لما شفت ما أحد جاء وأخذهم .. سألتها اذا كان هذا العصير لنا والا لأ .. قالت إلا لكم .. شكرتها وهمّيت بـ شرب العصير .. لكن الكأس ما عجبني .. شكله زي اللي يجي بالافلام .. عندها توقفت وسألتها ان كان يحتوي على الكحول .. ووضحت لها اننا مسلمين وما نشرب الشغلات هذي .. وكانت اجابتها بالنفي , وقالت ان من سياستهم في هذا الفندق عدم بيع أو تقديم المشروبات الكحوليه بتاتا البته .. عشان الأطفال وما إلى ذلك .. وانهم ما يقدمون الا النبيذ بس على الوجبات .. يعني ماطاح الا انبطح .. عطيتها إيماءه برأسي تعبيرا عن رضاي بكلامها .. شربت العصير واخذت المفاتيح ونزلنا الشنط وطلعنا للغرفه
لما دخلنا الغرفه .. استقبلتنا البلكونه .. وكانت نوافذها مفتوحه والستائر مشرعه .. ولما شفنا المنظر .. فغرنا أنا والخوي لمدة دقيقه كامله .. يعني وقفنا دقيقة فغر – زي دقيقة صمت – .. أترككم مع صور الاطلاله
هذه القريه أو البلده .. أسميها البلده النموذجيه .. يعني خلاص ما في أحلى من كذا .. منطقه مرتفعه .. هواء جبلي نظيف .. حضور قوي لـ اللون الأخضر بجميع أشكاله وبترتيب رباني .. الثـيّـل مفروش بشكل طبيعي لدرجة انك تحس انهم بانين القريه على استاد كوره قدم .. وفوق كذا فيها بحيره .. يعني فيّ وميّ .. والخدمات كلها موجوده
هدف هذه الرحله هي مدينة انترلاكن .. لذلك لم نأخذ وقت طويل في تفقد الغرفه خصوصا وانها لا تحوي تفاصيل كثيره .. نزلنا من الغرفه وتوجهت نحو الموظفه مره أخرى .. وللأمانه كانت الموظفه في غاية الود والتعاون .. وكانت حبوبه مره وسواليفها حلوه .. لذلك تقدر تقول اني أشغلتها في حياتها .. لدرجة ان أي شي يخطر في بالي أو بال خويي , على طول أنزل لها واروح اسألها .. حتى لو كان شئ مو مهم .. كل شوي أداهمها .. وهات ياسواليف .. ولولا الحيا كان سحبت لي كرسي وقعدت عندها في الاستقبال طول الرحله .. بعدين ما صرت أشوفها .. شكلها اخذت اجازه لين اروح .. نرجع لموضوعنا .. اقول رحت للموظفه الحبوبه وسألتها عن بوفيه الفطور .. قالت في غرفة الطعام , راح تحصل طاوله محجوزه باسمك أنت وخويك اللي يشبه كابيللو .. وما عليك الا أن تعطيهم رقم غرفتك وهم راح يدلونك على طاولتك .. بعدين سألتها اذا كان لديها خرائط لـ انترلاكن .. وما إذا كانت تنصح بـ أماكن معينه .. وسألتها بعد عن المدينه اللي احنا فيها اذا كان فيها شئ ممكن زيارته .. عندها قالت وش تبون بـ انترلاكن؟ .. وكانت مستاءه ان اكثر السياح يسألون عن انترلاكن .. وقالت كل ما في الموضوع هو أن الدعايه خدمت هذه المدينه بشكل كبير .. والا الدعوه فشوش
والحقيقه اني تفاجأت بهذا الرد الغريب .. وقلت لها طيب وش تقترحين؟ .. عندها طلعت خريطه لـ مدينه اسمها لوسيرن .. وقالت هذي أحسن لكم .. وقامت تشرح عن المدينه , والأماكن اللي تستحق الزياره فيها .. وكتبت لنا أماكن المطاعم والمقاهي العربيه وأساميها .. وكلو بالخريطه .. واعطتنا وصف كامل .. وقالت انتوا لسه جايين من سفر .. روحوا لهالمدينه وتعشّوا فيها وتمشّوا .. وبكره روحوا لـ انترلاكن حقتكم .. خصوصا وان الوقت متأخر شوي وانترلاكن حلاتها في الصباح .. قلت شورك وهداية الله
كل هالكلام وخويي كان متعكر مزاجه وواصله معه .. وكل شوي يستعجلني عشان يلحق على المحلات قبل لا تسكّر .. لانه يبي يشتري بطاقة تلفون .. خلصت مع البنت وركبنا سيارتنا وتوجهنا لـ لوسيرن على راي المبروكه
وصلنا إلى لوسيرن رصدنا بعض الأمكنه .. بعدين تعشينا وشرينا بعض النواقص .. ولم يحصل أي شئ مميز ذلك اليوم .. كما أن الارهاق كانت له الكلمه العليا .. لذلك قررنا العوده للفندق
لما رجعنا للفندق صارحني خويي بأمر يجلجل في أعماقه .. قال بعد أن حمد الله وأثنى عليه .. وبعد ديباجه عريضه عن الفندق وجمال الفندق ..
قال : فهد .. كني شفت كنيسه في الفندق .. لكن مانيب متأكد
الحقيقه اني كنت عارف الشئ هذا لأني لمحتها لما كنا نطلّع الشنط للغرفه .. وما قلت له لأني ما شفت ان الموضوع يستاهل .. لكن أظهرت بعض التفاعل مع كلامه .. قلت بالله عليك!؟ .. كنيسه في الفندق!؟ .. عموما لا تستغرب لأن الموظفه لما كانت تشرح عن الفندق والبلده اللي فيها الفندق .. كانت تقول لي , فيما معناه , ان اهل البلده هذي راعين دين .. وان البلده هذي من كثر دينهم , راح تلاقي كنيسه كل خطوتين .. كذلك البلده هذي , تقدر تقول , لها مكانه عند المسيحيين .. فـ من كلامها أنا كنت عارف انهم راعين دين .. بس مو للدرجه هذي يعني .. كنيسه في الفندق!! .. الله يرجّ ابليسهم ياشيخ
خويي كان ضايق صدره مرّه ومنزعج .. وكان واضح عليه هذا الشئ .. ولا أعجبه كلامي .. وكان كل شوي ينفخ في الهواء .. والهم كان راكبه .. وتحس انه بعد شوي يمكن يعطيك موال عراقي .. والحقيقه اني ما توقعت ان المسأله عنده بـ هالحساسيه .. خصوصا انه مو ذاك الالتزام الديني
في هذا الوقت دقت أجراس الكنائس الكثيره التي تملأ البلده .. أذّن عندهم على قول الخوي .. وأنا كنت قاعد في البلكونه .. وهو قاعد في الغرفه على النت .. بعدين قال وقد بدأت نبرته تزداد حدّه : يا فهد يا حبيبي ترا الكلام هذا ما يصير .. واللي قاعدين نسويه مهب صح .. كنيسه يا فهد!؟ .. كنيسه مره وحده!؟ .. الله واكبر عليك
وبعد صمت لم يطل قلت : أول شئ أنا وش عرفني انهم كذا؟ .. ثاني شئ ياخي انت وش عليك؟ .. ما راح يضرنا شئ ولا راح ينقص من ديننا شئ .. وبعدين من ذا الدين الزايد فيك أنت ووجهك .. وينه هالدين من أول؟ .. ما طلع الا اليوم يعني!؟ .. اذكر الله يارجال والعن الشيطان ترا السالفه ما تستاهل .. وكنت أكلمه بنبره فيها تهكم وسخريه
خويي وقد فقد أعصابه وبدأ يزبد ويرعد .. وعلى فكره خويي من النوع العصبي جدا .. قال : ياخي أنا سافل ومنحط وداشر وكل شي .. أنت وش دخلك .. لكن أنام في مكان فيه كنيسه لأ .. هذا دين ما فيه لعب .. واذا تبي من الآخر .. احنا لازم نجمع شناطنا اليوم .. وبكره الصباح نسلمهم الغرفه ونطلع .. ونحجز فندق في انترلاكن نفسها .. ورجاءا لا تعارضني ولا تناقشني في هذه المسأله .. لأن الدين ما فيه مناقشه .. انتهى الكلام
النقاش بدأ يزداد حده ويأخذ وتيره سريعه .. في الأخير قلت له : أنا أبي افهم وش المزعج في الموضوع .. يعني مثلا أنت لما جيت هنا كنت تتوقع تشوف في كل حاره مسجد وجمس الهيئه يدور على البقالات .. ياخي هذي دوله مسيحيه .. يعني ما راح تشوف الا كنائس وكفر .. عموما من ناحية إلغاء الحجز واننا نروح لفندق ثاني , ماراح يصير الا اللي يرضيك .. ( لكن خلنا نردد مع بعض .. يالييييييييييييل مطولك ) .. الجمله بين قوسين قلتها في خاطري
أنتهى النقاش على هذا الحال .. وقمت ابي أروح آخذ دش .. قلت لـ خويي ما تبي تاخذ دش؟ .. قال ماعاد الا هي والله .. ما أبي آخذ دش ولا أبي شئ من عندهم أبد .. لا , واحتمال ما يجيني نوم بعد .. عساك بتاخذ دش أنت ووجهك!؟ .. قلت اي والله باخذ دش .. هذولا راعين دين ومويتهم مبروكه لان البابا قاري على خزانهم , وما راح احرم نفسي البركه .. عندها ارتسمت نظرة كابيللو على وجه الخوي مره اخرى .. ودريت انها وصلت معه .. بس في الاخير قام يتحسّب علي ويضحك .. وأشغل نفسه بالنت .. وانا دخلت الحمام
لما طلعت من دورة المياه .. واستلقيت على الفراش .. وبالمناسبه لم يكن بالغرفه لا تلفزيون ولا راديو ولاشئ .. لكن بالطبع فيه تلفون .. وقد أرجعوا سبب ذلك للهدف أو الرساله التي يحملها الفندق .. أي الاستجمام والراحه في جو قديم وبعيد عن أي تواصل مع العالم الخارجي قدر المستطاع .. لما استلقيت على الفراش واستعديت للنوم وكان الخوي مازال على الانترنت .. قال لي ترا الاقتراح اللي قلت لك مو كلام في ساعة غضب وخلاص .. لا , هذا قرار لازم نتخذه وأنا مازلت عند رأيي .. قلت له ياخي ماراح يصير الا اللي يرضيك لكن نام ولا تتأخر على النت – واكتشفت بعدين انه كان يعصب من طريقه الكلام هذه , التي توحي بالوصايه – ورجعت أكرر الجمله التي بين قوسين
اليوم الثاني كان مخصص لـ انترلاكن .. لما صحيت من النوم حاولت أصحّي الخوي ولما شفته ما صحا ولا فيه أمل يصحا .. قلت خلني أنزل أفطر , واذا روّقت طلعت له وصحيته .. نزلت لـ غرفة الطعام وكانت فيه عجوز تخدّم وتباشر الطاولات .. سألتها عن طاولتنا واعطيتها رقم الغرفه .. ومباشرة أشّرت لي على الطاوله وسألتني السؤال المعتاد شاي أو قهوه؟ .. قلت قهوه .. وكانت طاولة الطعام تطل على منظر خرافي .. ما تشوفه الا بـ أليس في بلاد العجائب .. وهذه الصور
لما وصلت القهوه حصل موقف زباله .. حيث كان موجود على الطاوله الأنابيب حقت الملح والفلفل والشغلات ذي .. وكان السكر في وعاء صغير وعليه غطاء .. ولم انتبه له .. لذلك مسكت انبوبة الملح وصرت أحاول أرش على القهوه .. وما طلع شئ .. أحاول وأحاول .. ماش .. ما طلع شئ .. بعدين حاولت أفكها وما استطعت .. وقعدت أتفحصها محاولا إيجاد مكمن الخلل .. وبرضو لا شئ .. بغيت أهبدها في الجدار من القهر وأطلّع اللي فيها .. في الأخير ناديت العجوز .. ولما جات قلت لها : الظاهر ان الانبوبه هذي خربانه ما تطلّع شئ وما تنفتح بعد .. قالت باستغراب : وانت وش تبي فيها!؟ .. قلت عشان القهوه .. قالت لكن هذا ملح .. قلت والله! ودخلت في حاله من التناحه الممزوجه بالفشيله .. قلت لها لا .. ما ابي ملح .. ابي سكر .. قالت هذا السكر وشالت الغطاء عن الوعاء اللي فيه السكر .. وقعدت تضحك علي شوي .. قلت لها اني حسبته سكر لان السكر عندنا في السعوديه يشبه الملح عندكم والملح يشبه السكر , عشان كذا صارت لخبطه .. عاد تمنيت اني سكتت أنا وذا التصريفه البايخه .. عموما هي انصرفت وأنا رحت يم البوفيه وعبيت صحوني .. والحقيقه ان البوفيه مو ذاك الزود .. صحيح انه متنوع لكن متنوع من أكلهم .. واكلهم ما تضمنه ولا تدري وشو .. وما حصلت بيض سواءا مسلوق او اومليت .. مشّيت حالي نواشف ومعجنات .. عندها وصل خويي وكان آخر روقان .. ولما قلت له سالفة الملح , وكان يحتري علي الزله , عندها حدث ولا حرج
لما أفطرنا قال الخوي تعال أوريك حاجه .. ومشيت معه إلى أن وقف على باب كبير ذو درفتين وكان واحد من الدرفتين مفتوح شوي .. وعلى جانبي الباب فيه صور .. الغرفه هذه كنيسه والصور لـ ناس مجتمعين وصلبان وصلاة وعباده .. وكان بعضها أبيض وأسود والبعض الآخر ملون .. وكان البابا طالع في أغلب الصور .. وأغلب الصور التقطت في هذه البلده
داخل الكنيسه صفوف من الكراسي وفي المقدمه منبر .. وكل ما طاحت عين خويي على شئ مسيحي , قام يتحسّب علي .. ولما شاف البابا في الصوره .. سأل بطريقه مفجوعه ولا تخلوا من الدلاخه .. من ذا!؟ .. من ذا!؟ .. وكان يكرر السؤال .. هو كان عارف بس ما كان مصدق عيونه .. أنا عاد جاوبته على نيتي .. قلت هذا يا طويل العمر البابا يوحنا بولس الثاني .. عندها حسيت انه انهار وقال بصوت عالي وبرتم بطئ وبنبره فيها تضخيم على مخارج الحروف : حسبي الله عليك ونعم الوكيل .. البابا يا ظالم!؟ .. البابا!؟ .. يامجرم ياللي ماتخاف الله .. أنا عندها حسيت اني جبت الطامّه .. وبدأت كل محاولاتي للتقليل من الموضوع تنهار وتتكشف .. قلت له ياخي لا عاد تقول شي .. أنا ما أشم على كفّ ايدي .. أنا وش يعرفني ان الفندق هذا فيه كنيسه .. ثاني شئ احنا جايين نقضي يومين ونمشي .. ياخي اعتبر نفسك سائح في الفاتيكان .. وبعدين احنا ما جينا ندور لا بابا ولا ماما .. احنا نبي الطبيعه والمناظر الحلوه والاسعار الزينه .. وما جينا لـ غير هذا الهدف .. وأي شئ بالنص تجاهله .. كنيسه أو دير يهود .. وفكنا من هالسالفه عاد .. ومن ناحية اننا نغير الفندق ونكنسل يومين .. اسمحلي اقول لك معصي .. لانهم ما راح يرجعون فلوسنا .. لذلك من الأفضل ان نلتزم بالخطه اللي احنا ماشين عليها .. وصدقني راح تدعيلي في الأخير .. وهو ما زال يتحسب علي .. قلت له ألحين نطلع أنا وانت ونتوجه لـ انترلاكن ولا راح نرجع هنا إلا للنوم .. ياخي تحمّل عشاني .. ولا خليته الين رضي
في الطريق واحنا طالعين من البلده لاحظنا كثرة الكنائس .. وفوق كذا شفنا ناس طالعين من كنيسه هم وعيالهم .. وكان الجو ملئ بالرموز والنشاطات الدينيه المسيحيه .. وفيه صلبان في كل مكان .. ولم نبدي أي تعليق .. وكان خويي بين الحين والآخر يطالع فيني بعين الملامه .. خصوصا لما نمر من عند شئ يرمز للمسيحيه .. وأنا بدوري كنت أطالعه بعين التطنيش .. في الأخير صار يضحك .. عندها دريت ان فيوز الركاده عنده ضرب .. وصرنا نسولف في غير مواضيع .. عندها دق عليه قريبه من الرياض .. وكان خويي فرحان بهالمكالمه اللي طلعته من المزاج المتعكر .. وصار يسولف ويضحك الين انفرجت أساريره .. وأنا كنت أكثر فرحا منه بهذه المكالمه لانها جات في وقتها .. وعمّ الرضا الجميع
وهذي صوره للخوي بعد المكالمه
في الطريق ما ابي أكثر عليكم الكلام عن المناظر والبحيرات والتي تتميز بها هذه الدوله – سويسرا – .. ومو أي بحيرات .. ياخي تحس انها تمطر عليهم من الجنه مباشرة .. تبارك الله أحسن الخالقين
وصلنا لانترلاكن .. والحقيقه ما صورنا هناك .. ولا أذكر بالضبط كيف هي المدينه أو ما هي النشاطات اللي سويناها .. لكن أذكر اني شريت لأهلي ساعات يد .. ولاختي الصغيره ساعة حائط من النوع اللي اذا دقت الساعه يطلعون منها فلاحين وبنات صغار وحيوانات وحفله تصير .. الموظفه اللي باشرتني ايطاليه .. وكانت لطيفه وتعاملها في قمة الذوق والأدب .. وكانت تساعدني في اختيار الساعات وعطتني خصم .. كذلك غلفتلي الساعات بشكل ممتاز
ولما طلعنا من انترلاكن توجهنا الى لوسيرن مره أخرى .. وصلنا لـ نقطه كان على يميننا جبل وعلى يسارنا بحيره .. وفي هذه النقطه رأينا لوحات عليها كلام بالألماني وصورة تنين .. وموضح برضو رسوم دخول .. وفي ناس واقفه .. وكانت اللوحات والناس على جهة الجبل .. وكان فيه مواقف سيارات .. لذلك وقفنا سيارتنا ونزلنا نشوف .. وماكان فيه موظفين ولا شي .. بس لوحات ودرج يتفرع ويصعد لأعلى الجبل .. كما في الصور
وهذه البحيره المقابله للبوابه
طلعنا مع الدرج صعودا .. والدرج زي ما قلت لكم يتفرع وأحيانا يتحول لجسور تمر من فوق مساقط الشلالات .. وكانت المسافه طويله ومليئه بكل ما يتمناه الناظر من الطبيعه الخلابه .. وهذه صور التقطت خلال صعودنا
وهذه صوره للبحيره من الأعلى
أنا وخويي كنا نلعب حبشه
كل الصور أخذناها واحنا نصعد الدرج .. وإلى الآن كل شئ ببلاش .. في الأخير وصلنا استراحه عندها بقاله وبار ومقهى .. وجلسات تطل على البحيره .. وكانت القعده فيها ترد الروح .. وكان فيه ناس كثير قاعدين وكأنهم ينتظرون .. وفيه كشك تذاكر .. في هذه اللحظه سألني خويي .. وش السالفه؟ .. وش هالتذاكر عليه؟ .. قلت والله مادري .. لكن إذا تبي نقطع تذاكر ترى ما عندي مانع .. قال على بركة الله .. اقطع لنا تذكرتين وكثر الشطه .. قطعت تذكرتين وفهمت من الموظفه حقت الكشك اني لازم انتظر مع الناس الى أن يأتي الدليل السياحي لانه مع زوار آخرين .. قلت ايييييييييه .. قال خويي .. هاه بشّر .. احس انك عرفت وش السالفه .. قلت له التذاكر هذي لـ جوله سياحيه اذا ما كنت غلطان .. قال وين؟ .. قلت داخل .. قال داخل وين؟ .. ووش فيه داخل؟ .. قلت أجل ليش قاطعين تذاكر؟ .. قال شلون يعني .. قلت احنا قاطعين تذاكر عشان نعرف وش فيه داخل يا بهيم .. هيا انقلع قدامي
انتظرنا مع من ينتظر .. وضبطنا نظامنا على مع الخيل يا شقرا .. حتى وصل الدليل السياحي – وكانت انثى – ومعها ناس طالعين .. نادوا علينا وجمّعونا كما تجمّع الشياه .. واعطونا التعليمات .. أول شئ التصوير ممنوع بتاتا البته .. واللي يصور راح نحذفه من فوق الجبل .. هذي وحده .. الثانيه ترا داخل الجو بارد مره لذلك اللي معه جكيت يلبسه .. وخلوكم قريب من بعض ولا تلعبون في شئ .. يالله الفلاح .. قدامي .. أنا كنت أترجم لـ خويي التعليمات .. وكانت تقولها لنا بصرامه وتشدد عليها .. لـ درجة اني خفت فعلا
كانت جوله داخل قمّه جبليه تسمّى بقمة التنين .. فيها شبكه معقّده من الكهوف التي تتجول داخل الجبل وتخرج من عدة مخارج .. بعضها اكتشف وبعضها الآخر لم يكتشف بعد .. وفيه نظام تهويه رباني .. وماء عذب متشكل من الأمطار ومتجمع في الصخور .. لذلك كان مكان وملجأ نموذجي عاش فيه الانسان القديم .. وبالنسبه للانسان الحديث ما يصلح .. لأنه من الأماكن اللي لو يشوفك أحد فيها , فان أول سؤال بيخطر على باله : وش قاعد تسوي!؟ .. لأن المكان شبهه .. لكن إذا كنت مطلوب فانه يصلح لك .. لأنه يتوّه .. يعني اذا كنت تعرف شبكة الكهوف هذي وين تروح ومنين تجي , ما في أحد بالدنيا يقدر يجيبك .. لذلك أنصح جميع المطلوبين انهم يتجمعون هناك ويدعون لي
كذلك كان هناك صخور متشكله بأشكال الحيوانات .. وأحافير لكائنات عاشت في الكهف هذا من زمان .. وخبرونا عن اللي أكتشفه أول مره .. وكيف انه اكتشفه بالصدفه .. أنا عن نفسي ما أخذت بهذا الكلام كله .. يعني بالله عليكم شلون اكتشفه بالصدفه!؟ .. يعني كان ماشي بالشارع مثلا , وفجأه حصّل الجبل!! .. الناس تحصّل خاتم بالصدفه .. تلاقي شجره بالصدفه .. بيت بالصدفه .. لكن جبل!! .. ياكبرها عند الله .. حدّث العاقل بما يعقل يارجل .. ما علينا .. لما انتهت الجوله وكنا قطعنا مسافه طويله داخل الجبل .. قالوا خلاص .. خلصت الجوله .. كل واحد يضرب له درب .. وراحت .. هنا جاء وقت الخوي .. مع ان ارساله يضعف في الجبال أو اذا كان بردان .. لكن وصّلنا للمخرج وما قصر .. الرحله في العموم ذكرتني برحلات المدارس .. لكن كانت تسليه حلوه
كملنا طريقنا لـ لوسيرن وهذه بعض الصور
هذا يسمع بالمكان الصادّ
المنظر هذا شفناه واحنا في طريقنا من انترلاكن الى لوسير .. ولما شفناه وقفنا على طول .. وكنت حاس اني شايف المنظر هذا قبل كذا .. في الأخير اكتشفت اني كنت حاط المنظر هذا كـ خلفيه لـ جهازي اللي في الدوام .. وكنت أطالعه بعين الحالم أو اليائس .. اللي ما فيه أمل يكون في مكان زي كذا .. لكن شوف كيف البركه
لما وصلنا لوسيرن وقفنا السياره وانطلقنا على الأقدام .. وكانت الشمس غابت .. وكنا في وسط لوسيرن .. أوّل ما مشينا خطوتين سمعنا صوت أغاني وطقطقه ورجّه .. توجهنا للصوت وشفنا زحمة ناس متجمعين حول فرقه يغنون ويرقصون .. هذه الفرقه عندهم شاحنه كبيره كأنها شاحنات الثلاجات حقت الخضار .. الشاحنه هذه مجهزه بكل شئ يخدم شغلهم .. ومحمّلين كل عفشهم في هذه الشاحنه .. يعني يجي يوقف الشاحنه بالعرض .. ويفتح العربيه حقتها مع الجنب .. ويصير كأنه مسرح .. يشغلون مكروفوناتهم .. وكل واحد يأخذ موقعه .. وهزّي يانواعم
غنا ورقص ومسخره .. وكانت اللي تغني حرمه مرجوجه .. تطامر وتناقز كنها واقفه على وجار .. والحضور كل واحد فيهم عايش جوّه الخاص .. اللي يرقص لـ حاله .. واللي معه وحده يرقص معها .. واللي سكران ومهب داري وش السالفه .. لكن الجو العام كرنفالي .. واستمتعنا جدا
هذا موقع تجمع الفرق الموسيقيه
قعدنا عندهم شوي بعدين مشينا .. حصّلنا مطعم على الشارع .. وكان فيه زحمه .. ومن بين زبائنه عائله كويتيه .. لما شفناهم ارتحنا للمطعم وقعدنا على طاوله برّانيه وطلبنا اثنين بيتزا .. وحده بالخضار لي .. وخويي طلب مارجريتا .. يعني بيتزا بالجبن بس .. لما وصلت البيتزا , خويي ضحك علي .. لأن البيتزا حقتي مادري شلون صايره .. وهذه الصور
من خلال البيتزا حقتي , تحس انهم يبون يوصلون لي مسج يقول ترا عندنا زحمه مره .. ومحنا فاظين نقطع لك انت ووجهك .. يعني الطباخ طلّع الخضار من الكرتون ورماها على البيتزا حقتي .. ودفّها برجله للفرن فيما يجهز وحده ثانيه
وهذه البيتزا حقت خويي
الموقع اللي جيناه في لوسيرن – السنتر – مقسوم لـ قسمين بينهما بحيره أو نهر .. وفيه جسر يربط القسمين ببعض .. والحقيقه ان منظر المدينه خصوصا في الليل خيالي .. لذلك بعد ما تعشينا , توجهنا للجسر لكي نعبر للجهه الأخرى .. الجهه الأخرى لا تقل روعه عن اختها اذا ما كانت أروع .. حيث تتواجد المقاهي والبارات والمطاعم والفنادق على طول البحيره بشكل مكثف .. ولفت نظري البارات .. حيث أن احجامها صغيره مره .. لكن فيها زحمه خياليه لدرجة ان الناس كلهم واقفين .. ومع ذلك تلاقي كل واحد عنده مشروبه والخدمه ماشيه تمام .. وسبب هذه الزحمه على حسب ما عرفت بعدين .. انه كان فيه مباراة وديه بين هولندا وسويسرا أو النمسا – مو متأكد – .. لذلك كانوا كل سرابيت المدينه مجتمعين وقاعدين يتفرجون ويشجعون .. وكان هذا حال البارات كلها
المدن اللي زي لوسيرن .. أسميها المدن الرومنسيه .. لأن كل شئ فيها يخليك تحلم .. وكل مكان فيها تحس انه صادّ حتى لو انك تمشي بمنتصف الشارع .. الحياة الليليه فيها نشيطه جدا .. والناس بكل مكان .. لكن ذلك لم يُفقد المدينه هدوءها .. لدرجة انك تتخيل ان كل اللي فيها يتكلمون همساً .. كذلك حسيت بالخصوصيه فيها مع خويي أكثر من غيرها من المدن .. في الليل الإناره خافته .. تحس انهم منورينها بـ شموع .. وقمة النشوه تأتي عندما تطلق نظره في الأفق .. لترا وجه المدينه الكامل .. بمبانيها وممراتها .. بالحوانيت والفنادق والبارات .. بالمباني الأثريه أو المبنيه بالحجاره .. وأخيرا بأنوارها الخافته وانعكاس هذه الأنوار على سطح البحيره .. وأنا متأكد عزيزي القارئ انك لما توصل لهذه المرحله راح تقول
قبلك وانا بعض الجمال التفت فيه ……. وعقبك ظهر في كل من شفت عيبه
أخليكم مع الصورة اللي التقطت من الجسر
لما اكتفينا من التجوّل .. ونال منا الارهاق ما ناله .. قررنا العوده للفندق .. وبما ان بكرا هو يوم المغادره .. فقد قررنا نلم الشنط قبل لا ننام .. اتفقنا أنا وخويي على خطّة المغادره .. بعدين حطيت راسي وحبيت أغيظ الخوي شوي .. قلت له محمد تراك تتأخر على النت .. لا تحسبني ما أدري .. وترا هذا مو في صالح رحلتنا .. لذلك لو تنام يكون احسن .. (ولمن لم يتابع معي من الأول , خويي ما يحب اسلوب الوصايه في الكلام) .. وطبعا الخوي ما يبيله .. سريع الاشتعال .. صار يرد علي بردود قاسيه .. وسوّا ضغط على دفاعي .. وبهذلني بالكرات العرضيه من الاطراف ومن العمق .. ولاحظت اني أنا اللي اتنرفزت .. لذلك طنشت الحدث هذا كله وما دريت عن نفسي الا وأنا نائم
اليوم هذا هو يوم المغادره .. وكنا لمينا شناطنا بالأمس قبل لا ننام .. نزلنا للفطور وبعدها نزلنا الشنط وعملنا التشيك آوت وطلعنا .. وقبل لا نغادر التقطنا بعض الصور للفندق .. والخوي ركز على الكنيسه وقال : والله لا أفضحك يالتعبان .. وهذه الصور
هذا الجسر اللي يوصّل للفندق وعلى جانبيه وادي سحيق كله أشجار وغابات وبحيرات .. أنا عن نفسي ما كان عندي مانع اطيح فيه
طبعا الفندق غارق في القدم .. تم انشاه عام 1896 .. يعني له أكثر من مائة سنه .. وهذه من الأمور اللي يفتخرون فيها أصحابه والشغيله اللي فيه .. ومازالوا محتفظين ببعض أغراضه القديمه .. كما يلاحظ هذا الشئ في ديكوراته .. زي الشبابيك والدرج والممرات
وهذولا أبطال مسلسل باب الحاره .. أمزح هذي صوره قديمه للملاك مع الشغيله
ودك تاكل معهم من هالخضار والنعمه
هكذا وصلنا لـ نهاية هذا الجزء .. أرجوا أن يحوز على رضاكم واستحسانكم
أرحب بأي ملاحظات او استفسارات
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته