يُعرف عن الإمارات العربية المتحدة جمال مبانيها، وفخامتها، كما أنها اهتمت أيضًا بالمباني الصديقة للبيئة، منها أبراج البحر في أبو ظبي، والتي تتكون من 29 طابقًا، بارتفاع 145 مترًا، وقد تم تصميم واجهة الأبراج من الزجاج، وقد تمت تغطية هذا الزجاج بجسم مكون من 2000 مظلة شمسية تفتح وتغلق حسب شدة أشعة الشمس.
وقد تم تصميمها بهذا الشكل لتشبه المشربية، والتي هي عنصر معماري يتمثّل في بروز الغرف في الطابق الأول أو ما فوقه، يمتد فوق الشارع أو داخل فناء المبنى، وتكون مبنية من الخشب المنقوش والمزخرف والمبطّن بالزجاج الملون. تعتبر المشربية إحدى عناصر العمارة التقليدية الصحراوية في البلاد العربية والذي انتشر في القرن الرابع عشر الميلادي.
ويبعد الهيكل الخارجي عن الزجاج حوالي مترين، وتعمل المظلات مثلثة الشكل والمطلية بالألياف الزجاجية وفقًا لحركة الشمس، فحين تضرب أشعة الشمس منطقة معينة من الأبراج فإنها تنفتح لتحجبها. وتساهم المظلات في خفض نسبة الأشعة الشمسية التي تدخل المبنى إلى النصف، وبالتالي توفر الكثير من الطاقة الكهربائية التي يستهلكها التكييف.
إضافة إلى ذلك فإن قدرة المظلات على توفير الظل للمبنى أدى للاستغناء عن الزجاج الداكن الذي يحجب الضوء، ما أدى لتوفير الطاقة الكهربائية التي يحتاجها المبنى للإضاءة خلال ساعات النهار.