مركب طبيعي في زيت الزيتون يقتل الخلايا السرطانية
لا شك وأن سمعنا عن “حمية البحر المتوسط” والتي تدل على النظام الغذائي الصحي الخاص بمنطقة البحر المتوسط، ومدى فائدتها الصحية. وقد شاع الحديث عن الفوائد الصحية لتناول الأطعمة الطازجة وقطع اللحم المضاف إليها قطرات من زيت الزيتون البكر. وهناك بعض الأسباب التي تدفعك لتناول زيت الزيتون وإدخاله في جميع وجباتك، وأن يكون جزءًا أساسيًا في مطبخك.
يعد زيت الزيتون البكر الممتاز عنصرًا أساسيًا في حمية البحر المتوسط، حيث يُستخدم كإضافة نهائية للطبقة العلوية من الأطعمة، كما يتم استخدامه في الأسماك والبيتزا. هل لاحظت قبل ذلك أن زيت الزيتون الجيد يسبب حرقة خفيفة أو وخزًا في الحلق؟ هناك مركب يسمى “أوليوكانثال” وهو مركب فينول طبيعي مسئول عن توليد هذا الشعور.
كما يوجد مركب يولد ذات الشعور يسمى “أحماض فينيل بروبانول” الذي يوجد في عقاقير الإيبوبروفين. وقد أثبتت هذه الأدوية المضادة للالتهابات أنها تقلل من احتمال الإصابة بالسرطان، والنوبات القلبية، والخرف، والسكتات، والتي تساهم حمية البحر المتوسط في تجنبها.
فهل المركب اللاسع للحلق “أوليوكانثال” سلاح سري في زيت الزيتون؟!
قام فريق بحث طبي باختبار هذا المركب على خلايا سرطانية في الثدي، والبنكرياس، والبروستاتا. وكانت النتيجة مذهلة، فقد ساهم في قتل الخلايا السرطانية بسرعة 30 دقيقة، وبقيت الخلايا السليمة على قيد الحياة. فالتوصل إلى مركب يساهم في قتل الخلايا السرطانية، ويحافظ على بقاء الخلايا السليمة أمر لا يحصل كثيرًا، على خلاف أدوية العلاج الكيماوي التي لها آثار جانبية كونها لا تفرق بين النوعين من الخلايا.
الخلايا كالبيت، حيث يوجد فيها سلة مهملات، تسمى بالجسميات الحالة والتي تقوم بجمع وتفكيك الزائد أو الهالك من العضيات، والغذاء، والفيروسات، والبكتيريا. وتكون الخلايا السرطانية نشيطة في عملية التمثيل الغذائي. وقد يكون أداء هذه الجسميات ضعيفًا، فيأتي دور أوليوكانثال الذي يعمل على تمزيق أغشية الجسميات الحالة، بحيث تتسرب جميع المواد السامة خارج الخلايا السرطانية، ومن ثم تموت. أي أن أوليوكانثال يعمل على القتل الذاتي للخلايا السرطانية.
أُجريت هذه التجارب في المختبرات، لكن المرحلة القادمة سيتم اختبارها على الكائنات الحية والعديد من أنواع السرطانات. ومع ذلك يبقى أوليوكانثال مادة غامضة يحتاج لمزيد من البحث والتحري خاصة في علم السموم.
