ليس أكثر رعبًا من المشي على حبل رفيع لا يزيد عرضه عن بضعة سنتيمترات والتعلق بالهواء على ارتفاع 400 متر عن الأرض، فكيف يسير المغامرون بكل جرأة على هذا الحبل بثقة واتزان؟ وكيف يؤدي أبطال السيرك ألعابهم البهلوانية دون خوف؟ فيكمن ذلك في فهم فيزياء جسمك.
ويقول أحد المرشدين في تعليم ألعاب السيرك في سيرك نيويورك بأن الوقفة هي الشيء الأكثر أهمية في هذا المقام، فتركيز ثقل الجسم كله نحو السلك الرفيع هو مفتاح تحقيق التوازن، فيكون الإنسان أقل عرضة للسقوط إن كان ثقل كتلة جسده أقرب إلى الأرض، وفي هذه الحالة نحو الحبل الرفيع.
وغالبًا ما يحقق الهواة والمغامرون هذا الإنجاز بالانحناء إلى الأمام، وخفض كتلة الجسم إلى الأسفل. وينصح المعلمون في السيرك طلابهم بالوقوف بشكل مستقيم، مع خفض الوركين من خلال انحناء الركبتين. وسيؤدي ذلك إلى جعل ثقل الجسم أقرب إلى السلك ما يساعدهم على الحفاظ على ثباتهم.
وفي هذا الوقت يجب على من يمشي على الحبل الرفيع تذكر أن الحبل قد يميل للدوران، فقد يلتف على قدمه ما يؤدي إلى سقوطه. وللحفاظ على نفسه من السقوط، فيجب أن يزيد مما يسمى بعزم القصور الذاتي وهو مقياس مقاومة للجسم للتغير في معدل دورانه. فتركيز موقع الجسم يحمي الشخص من السقوط.
كما يُعرف بأن مد اليدين بشكل أفقي يزيد من انتشار كتلة الجسم ما يساعد على مقاومة قوى الدوران والحفاظ على التوازن. ويعمل كثير من الهواة في هذا المجال على السير ممسكين بقضيب ما يساعدهم على الحفاظ على توازنهم. فانحناء طرفي القضيب يساعدهم على خفض ثقل الجسم إلى أسفل بشكل كبير.
يعد المشي على الحبل الرفيع رياضة يمارسها المغامرون كما أنه علاج يستخدمه الأطباء للكشف المبكر عن مرض تدهور العضلات، كما أنه يُستخدم في العلاج الطبيعي لبناء القوة والتوازن للمرضى الذين بحاجة إلى تقوية للعضلات والهيكل العظمي.