شهد التاريخ ولادة الكثير من السفاحين الذين قاموا بأبشع الجرائم، لكن هل نتخيل أن من اختار مداواة الآلام يصبح سببًا للألم والرعب؟! فقد باع بعض الأطباء ضمائرهم بغية إرضاء مطامعهم، ونقدم في ذلك مجموعة قصص واقعية عن أطباء برعوا في القتل والتعذيب والجرائم الجنائية واللاأخلاقية، بل وتفوقوا على السفاحين أنفسهم!
الطبيب الذي أسس قلعة للقتل
أحد أشهر القتلة والسفاحين في الولايات المتحدة كان طبيبًا، وهو “هيرمان ويبستر مادجيت” والذي يعرف بـ “إتش إتش هولمز”، تقول المصادر أنه قتل من 27 إلى 200 شخص في قلعة القتل الخاصة به. في عام 1886 انتقل هولمز إلى شيكاغو وبنى قلعة من ثلاث طوابق. وكان البناء بمخططات شريرة، حيث ضمّت القلعة متاهات، وغرفًا سرية، وأبوابًا تفتح من الخارج فقط. أما الغرفة الأسوأ فتلك التي كانت في القبو، والتي كانت معدة بحفر حمضية، وسموم، وأجهزة تعذيب، وأدوات طبية. ومن غرفته كان يتحكم بأنابيب الغاز والتي كان يستخدمها ويطلقها في غرف خاصة لجعل الضحايا غائبين عن الوعي. وكي يبعد الشبهات عن نفسه، تعاون في بناء المبنى مع شركات بناء مختلفة، فلا يعرف أحد ما يوجد في الداخل إلا هو نفسه فقط.
أما ضحاياه الذين قدِموا إلى المنزل فكانوا ممن وعدهم بالعمل، وكان لديهم تأمين على حياتهم، وكانوا قد سجلوا هولمز المستفيد من بوليصة التأمين. وبعضهم قام هولمز باختبار أجهزة التعذيب عليهم. وقد استطاع هذا الطبيب المجنون أن يجمع ثروته من عمليات قتله حيث كان يبيع الجماجم والأعضاء إلى جامعات الطب. وبعد سنوات تم إلقاء القبض على هولمز، وكذلك بعد جهود بحث عثرت الشرطة على المنزل، وقد وجدت فظائع، وكان من الصعب أن تحصي عدد القتلى لأنها كانت مقطعة الأوصال بشكل سيء، وقد تم إعدام هولمز 1896.
الطبيب الذي جعل مرضاه مدمنين على المخدرات بشكل متعمد
الإدمان مشكلة حقيقية تواجه عالم الطب، لكن المشكلة حين يتسبب طبيب بإدمان الناس على المخدرات. الطبيب ملادن أنتالوك كان طبيبًا في إدارة الألم، وكانت المواد الخاضعة للرقابة تخضع لسيطرته مثل الكوكايين، والمورفين، الميثامفيتامين. واكتشف أنه بإمكانه أن يستغل مهمته من أجل الأموال والجنس. فقد وصف العقاقير المخدرة إلى النساء الجميلات صغيرات السن، وبعد أن يصبحن تحت تأثيرها كان يدعوهن إلى الحفلات لأغراض جنسية.
وقد اشتكى أحد الأشخاص إلى إدارة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة، وألقت الشرطة القبض عليه لتجد أنه كان يصف حبوب منع الحمل بشكل كبير بغرض الجنس والأموال، بل وكان يوزعها من منزله. وقد واجه ملادن دعاوى قضائية كثيرة، وواجه 156 سنة سجن، لكنه استطاع الحصول على استئناف خفض العقوبة إلى 10 سنوات سجن.
الطبيب الذي شخّص خطأ إصابة 550 شخصًا بالسرطان عمدًا
أما الدكتور فريد فاتا فقد قام بالتشخيص الخاطئ لـ 550 شخصًا بالسرطان عن عمد، بل ووصف لهم العلاج الكيماوي، ولم يكن لديهم معاناة من أي مرض. وفي النهاية تم إلقاء القبض عليه، وواجه تهمًا جنائية كثيرة، وتمت مصادرة أكثر من 17.6 مليون دولار منه كسبها من شركات التأمين والرعاية الصحية، ومن المتوقع أن يقضي 34 سنة في السجن من أصل 45!
الطبيب السفاح
جوزيف مايكل سوانجو تخرّج بمرتبة الشرف من كلية الطب، لكنه أيضًا كان سفاحًا، حيث كان يسمم زملاءه ومرضاه. أثناء تدريبه في سنوات الامتياز في المركز الطبي بجامعة أوهايو، لاحظت الممرضات أن المرضى المعافين كانوا يتوفون فجأة. وقد شاهدت ممرضة في أحد المرات قيام سوانجو بإعطاء حقنة لمريض تعب بعدها كثيرًا، وقد نبّه الفريق الطبي إدارة المستشفى عن أفعال سوانجو.
وحين بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي تضييق الخناق عليه، فر إلى زيمبابوي حيث عمل في أحد المستشفيات وتسبب أيضًا بتسمم المرضى، وقد اعتقل هناك لكنه فر إلى ناميبيا. وحاول أخيرًا الحصول على فرصة عمل في المملكة العربية السعودية حيث تم اعتقاله هناك وتسليمه إلى الولايات المتحدة، وقد أعدت السلطات في زيمبابوي والولايات المتحدة أدلة اتهام بالقتل، ويواجه سوانجو 3 مؤبدات على أعمال الإجرامية.
طبيب النساء الذي اغتصب مريضاته
استغل الطبيب تشارلز موماه عمله كطبيب نسائي في أعمال غير أخلاقية، فقد اتُهم بالتحرش الجنسي والاغتصاب، وإجراء عمليات جراحية لأكثر من 100 من مريضاته. وقالت بعض المريضات المعتدى عليهن أن أخ الطبيب تشارلز وهو الطبيبي دينيس موماه، كان يعتدي على المريضات أيضًا. وقالت أحد المريضات أن تشارلز أجرى لها 13 عملية جراحية غير لازمة، كما قام باغتصابها. وحين اشتكت إلى الشرطة لم تصدقها كونها كانت مدمنة مخدرات، لكن حين قدمت سيدة أخرى بلاغًا عن تشارلز تم اعتقاله والتحقيق معه، ويواجه عقوبة بالسجن 20 عامًا، لكن لم توجد أي أدلة عن مشاركة أخيه دينيس الجرائم.
الطبيبة التي جوّعت مرضاها
بورفيلد هازرد لم تحصل على شهادة في الطب، لكن بسبب وجود ثغرة في قانون واشنطن استطاعت أن تمارسه منذ أوائل 1900. أما شعارها فكان “الصيام لشفاء الأمراض”، وكان حلها لكل حالة نظامًا غذائيًا طويل الأمد بقطعة طماطم صغيرة مع مرق الهليون، حيث كانت تؤمن أن الصيام سيخلص الجسم من كل السموم والأمراض.
وبشكل مؤسف فقد عانى الكثير من مرضاها من الجوع إلى أن توفوا، وتوفي أول مريض عام 1902، لكنها تخلصت من الملاحقة القضائية. وبعد ذلك افتتحت عيادة ومصحة، وتوفي 40 من المرضى جوعًا، مع مريض توفي نتيجة تعرضه لطلق ناري في رأسه لم يُحل لغز القضية إلى الآن. وقد كان السكان المحليون يشاهدون ما يحصل في المصحة، حيث كان المرضى الذين بدوا كعظام تمشي يستنجدونها لإطعامهم لكنها رفضت، وقد وصل وزن البعض منهم إلى 27 كيلوجرامًا.
في عام 1911 تم توجيه تهم قتل إليها، وقضت عامين من أصل 20 عام سجن بعد عفو من الحاكم. ولمدة 15 عامًا كانت هازرد تقدم هذا العلاج الغريب، حتى تم إحراق المصحة عام 1935. وبعد 3 سنوات من ذلك ماتت هازرد هي نفسها من هذا النظام العلاجي الغريب!
الطبيب النسائي الذي كان يتعاطى الخمور أثناء العمل
كريستوفر دريسكيل طبيب نسائي من نيومكسيكو كان يحتفظ بمجموعة خمور في عمله وكان يشربها. وكان يصف الأدوية ويقيم علاقات جنسية مع مريضاته، وكان يهمل مريضات أخريات أثناء قدومهن لعمليات ولادة. وقد وُجهت له تهم بإقامة علاقات جنسية مع المريضات والعاملات. ودخل قيد التحقيق عام 2014، لكن أعيدت رخصة مزاولة المهنة عام 2015، ويتم حاليًا إعادة تقييم له لإدمانه على الجنس.