ملتقى الشرق الأوسط وأفريقيا للصحة يدعو لاتخاذ تدابير جديدة للحد من الأمراض غير المعدية في مختلف أنحاء المنطقة
أشار إلى أهمية الحد من الأخطار في الاستراتيجيات الفاعلة في مجال الصحة العامة
لندن، المملكة المتحدة؛ 9 أكتوبر 2016 – استضافت دبي للمرة الأولى على الإطلاق فعاليات ’ملتقى الشرق الأوسط وأفريقيا للصحة‘ تحت شعار ’الحد من الأخطار وصولاً لمجتمعات أكثر صحة‘، وشاركت فيه نخبة من العلماء ومزودي خدمات الرعاية الصحية وصناع السياسة وشركات القطاع الخاص. وركز المجتمعون على مسألتي البدانة والتدخين، وتطرقوا لعدد من أبرز التطورات والابتكارات التحويلية التي يجري اعتمادها للمساعدة في بناء مجتمعات أكثر صحة في تلك المناطق.
ودارت نقاشات المتحدثين حول الدور الذي تلعبه عوامل الخطر المحتملة التي يمكن الوقاية منها مثل سوء التغذية، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم (أو مؤشر السمنة وزيادة الوزن)، والتدخين في المساهمة بزيادة أعباء الأمراض غير المعدية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وتؤكد التقارير وجود 1.4 مليار مدخن حول العالم اليوم، في حين يعاني 1.4 مليار شخص من زيادة الوزن؛ مما يشير إلى خطورة قد تؤدي إلى أزمة حقيقية. وفي ظل ما تنطوي عليه هذه الأمراض غير المعدية من تهديدات خطيرة، أوصى المجتمعون بضرورة إعادة النظر في السياسات والاستراتيجيات المتبعة في مجال الصحة العامة، وأهمية السماح باتخاذ تدابير جديدة مستندة إلى الأدلة للحد من الأخطار التي قد تنجم عن مثل هذه الأمراض؛ كما رسموا ملامح مثل تلك التدابير التي تشمل سياسات أكثر ذكاءً تعتمد على الدراسات العلمية القوية والمستمرة.
وأشار الدكتور نسيم أشرف، الرئيس التنفيذي لشركة ’دي إن إيه هيلث كورب‘، إلى أنه وللمرة الأولى في تاريخ البشرية، سيكون الجيل الجديد من الأطفال، جيل الألفية، أسوأ حالاً من الناحية الاقتصادية من وجهة نظر صحية، مما يستدعي حاجة ملحة لتغيير النظام برمّته والذي غالباً ما اتجه نحو العلاج بدلاً من الوقاية.
وتضمنت الملاحظات الختامية التي لخّصت النقاشات إجماعاً على ضرورة إدراج الحد من الأخطار في أي استراتيجية فاعلة للصحة العامة وتكاملها مع الجهود الوطنية الرامية لتخفيض الأعباء الصحية المرتبطة بالتدخين والإفراط في استهلاك السكر، باعتبار هاتين المسألتين الصحيتين معروفتين على نطاق واسع كأسباب أساسية للإصابة بالأمراض غير المعدية.
وكانت المنتجات الجديدة مثل أجهزة التبخير، على سبيل المثال لا الحصر، أقل سميّة بنسبة 95% بالمقارنة مع السجائر التقليدية، ولا يمكن التغاضي عنها في صياغة السياسات. وفي الوقت نفسه، لا ينبغي النظر إلى السمنة بمعزل عن هذه المسألة. ويعد الحرمان من النوم، على سبيل المثال، من العوامل المساهمة في نمط حياة غير صحية.
وفي كثير من الأحيان، عمل صناع السياسة والعلماء ومتخصصو القطاع بمعزل عن بعضهم في الوقت الذي تعيّن عليهم التعاون والمشاركة بشكل أكبر لتطوير حلول أفضل. وخلال جلسة استخلاص النقاط الأساسية، دعا الملتقى إلى إيجاد مزيد من الحلول البديلة والمبتكرة، بما في ذلك إنشاء صندوق أو مؤسسة بحثية مستقلة لدراسة وتقييم وتطوير الحلول في مجال تدخين التبغ.
وفيما يخص الأخطار الناجمة عن الإفراط في استهلاك السكر، أجمع المشاركون في الملتقى على أن السكر ليس ضاراً بحد ذاته عند تناوله بكميات مناسبة. ومع ذلك، دعا الملتقى لوضع آليات خاصة بتحديد الأدوات ونشر الدراسات حول المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام السكر بجميع أشكاله، وتعزيز البرامج الصحية التوعوية بهذا الخصوص، ووضع قوانين تنظيمية أكثر ذكاء فيما يخص المستويات المقبولة من السكر في المنتجات الاستهلاكية.