هيمنت الديناصورات على كوكب الأرض لمدة 160 مليون سنة، ثم انقرضت واختفت كأن لم تكن، فما الذي أصابها، بل ما الشيء القادر على تهديد كائنات هائلة الحجم مثل الديناصورات، يعتقد العلماء أن هناك انقراض واسع حدث قبل 66 مليون سنة وقضي على أكثر من 80% من الكائنات الحية على كوكب الأرض، لكن العلماء لم يتفقوا على تفسير علمي واحد يوضح سبب هذا الانقراض .
فرضية الكويكب
يعتقد فريق من العلماء أن سبب انقراض الديناصورات يعود إلى اصطدام كويكب بالأرض، يقود هذا الفريق عالم الفيزياء الفائر بجائزة نوبل لويس ألفاريز،تشكلت هذه الفرضية بعد أن اكتشف فريق ألفاريز مستويات عالية من عنصر الإريديوم في الطبقات الرسوبية المتشكلة في أخر العصر الطباشيري، والإريديوم عنصر نادر في الأرض، ولكنه متوفر بكثرة في الكويكبات .
ومما عزز من فرضية ألفاريز العثور سنة 1990 على حفرة تشيكسولوب، وهي حفرة هائلة موجودة في شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك، يحتمل أن سبب تشكلها هو اصطدام كويكب عرضه 176 كيلومتر بالمنطقة .
بعد اصطدام الكويكب بالأرض تشكلت سحابة من الغبار وغطت كوكب الأرض لعشرات السنين، مما ولد ظلاما دامسا وبرودة قارصة، فلم تستطع الديناصورات التكيف مع هذا التغير الحاد في المناخ .
فرضية الحرائق الهائلة
هناك فريق من العلماء يؤيد فرضية الكويكب، ولكن يقدم تفسير أخر لما حدث بعد اصطدام الكويكب، وهو اشتعال نيران هائلة غلفت سطح الأرض فلم ينجو منها إلا الحيوانات التي تعيش تحت سطح الأرض أو تحت الماء .
فرضية الإعصار الخارق
بإستخدام نماذج المحاكاة المحوسبة طرح فريق من العلماء فرضية حدوث إعصار خارق بعد إصطدام الكويكب بالأرض، وينتج عن ذلك الإصطدام ارتفاع حرارة المحيطات إلى 50 درجة مئوية مما يتسبب في نشوء الإعصار الخارق، وهو إعصار تهب فيه الرياح بسرعة 960 كم/س مقتلعة كل ما يقف في طريقها من جماد وحيوان، والأسوأ من ذلك أنه لن يتكون إعصار واحد فقط بل ستتكون عدة أعاصير متتالية، وسيصل ارتفاع الإعصار إلى 64 كيلومتر، مما سيؤدي إلى انهيار طبقة الأوزون، وبالتالي مقتل كل كائن حي لم تقتله الأعاصير الخارقة .
فرضية الانقراض التدريجي
تقول هذه الفرضية أن الديناصورات لم تنقرض دفعة واحدة بل انقرضت تدريجيا وعلى مدي ملايين السنين، وأن السبب في ذلك يعود إلى المنافسة مع الثدييات التي كانت اكثر قدرة على التكيف والتكاثر من الديناصورات .
فرضية تباعد القارات
تشير هذه الفرضية إلى ان قارات العالم كانت واحدة في زمن الديناصورات، ثم انفصلت إلى قارتين ثم انفصلت من جديد وتباعدت مما تسبب في تغيرات هائلة فى المناخ وفي حدوث عواصف مدمرة، لم تستطع الديناصورات التكيف مع كل تلك التغيرات فبادت وانتهت .
فرضية اختلاف مستويات المياه
تربط هذه الفرضية بين تغير منسوب المياه في المحيطات وحدوث الإنقراض، وتوضح بان حدوث فيضان عظيم أمر مساوي في الدمار لحدوث شح شديد في المياه، كلاهما يقضي على الكائنات الحية مع الفارق أن الفيضان يقضي عليها بضربة واحدة سريعة في حين ندرة المياه تقتل تدريجيا .
فرضية المرض
الدكتور جورج بوينير صاحب هذه الفرضية، يقدم تفسير للصدفة التي جعلت انقراض الديناصورات يبدأ مباشرة في الفترة التي أعقبت ظهور الجراثيم، وهو أن الجراثيم تسببت بالأوبئة المميتة للديناصورات وان الحشرات كالبعوض نقلت هذه الأوبئة إلى كل مكان .
فرضية المذنب
ظهرت هذه الفرضية في ثمانينات القرن الماضي، وهي تقوم على أن الإنقراض حدث نتيجة اصطدام مذنب بالكرة الأرضية، مسببا سحابة من الغبار دامت لعقود طويلة، ونتج عن ذلك ظلام دامس، وتغيرات حادة في المناخ عجزت الديناصورات عن التأقلم معها .
فرضية البركان
تطرح احتمالية حدوث بركان هائل في منطقة ديكان ترابس في الهند، ينبعث منه دخان كبريتي لمدة عشرة ألآلاف سنة، مما يتسبب في تلوث في الهواء يفوق التلوث الناتج عن اصطدام الكويكب، وكذلك يؤدي إلى حمضية المحيطات وإلى احترار عالمي لا يمكن أن تتكيف معه الديناصورات .
فرضية الكوارث المتعاقبة
يميل فريق من العلماء إلى ان سبب الانقراض هو حدوث بعض الفرضيات التي تحدثنا عنها في السابق بشكل متعاقب، فلم تتمكن الديناصورات من التقاط انفاسها والتعافي بسبب تعاقب الكوارث واحدة تلو الأخرى .