ما الذي يجعل من جزيرة “ريا” Rhea الفرنسية وجهة مميّزة للسيّاح من مختلف أنحاء العالم؟ بالتأكيد شواطئها الرملية الذهبية، ومياهها الصافية الباردة، وأشعة الشمس التي تجعل من طقسها دافئًا ملائمًا للعائلات والأطفال. ليس ذلك فحسب! بل تمتاز الجزيرة عن باقي الوجهات السياحية على اختلافها بمعلمٍ غريب لن تجده في أي بقعة سياحية أخرى في العالم، وهو الحمير التي ترتدي بيجاما !
جزرة فرنسية ترتدي فيها الحمير بيجاما !
الجزيرة الفرنسية التي تُعرف كذلك باسم “إيل دو ري” اجتذبت أعدادًا كبيرة من السياح للاستمتاع برؤية الحمير ذات الأزياء المخططة والتي ميّزتها عن أي حمير أخرى في العالم!
ليست فقط البيجاما ما يُميّز حمير جزيرة “ريا”، بل هي أيضًا حمير قوية البُنية تنتمي لسلالة حمير “البويتو” أو “بودي دي بويتو” التي تتّخذ من مدينة “بويتو” الفرنسية موطنًا لها. هذه الحمير تمتاز عن غيرها بأنها ذات حجم كبير، لذلك كثُر استعمالها كبغال عاملة في إنتاج الملح قديمًا في منطقة “شارونت ماريتيم” لقدرتها البدنية على تحمّل التعب وحمل أوزان كبيرة. كما استُعملت للعمل في الحقول والأراضي الزراعية.
كما أنها تمتاز بشعرها الطويل الذي يُغطي كل جزء في جسدها تقريبًا، والذي يُطلق عليه اسم “لا كادانيت”، ويمتد على شكل حبال مجعّدة طويلة تُعطي الحمار مظهرًا أضخم من حجمه
وكما ذكرنا أنها كانت تُستعمل كحيوانات مساندة للمزاراعين في الحقول الزراعية، كانت كثيرًا ما تتأذّى من لسعات البعوض والحشرات المختلفة. ومن أجل حماية سيقان هذه الحمير، كان المُزارعون يقومون بإلباسها بناطيل صُمّمت خصيصًا لها قبل أن تغدو صباحًا إلى العمل.
كانت الأقمشة المُستعملة في صناعة سراويل الحمير مصنوعة من قماش الفراش أو أغطية الوسائد المُخطّطة، ما جعل الناس يُطلقون عليها لقب “أن أون كيلوت”، أو الحمير التي ترتدي السراويل التحتية.
ومع تطوّر وسائل الزراعة ودخول الآلات والماكنات لمساعدة المُزارعين على إتمام أعمالهم بطريقة آلية، أصبح الطلب على حمير بويتو في انخفاضٍ كبير، على الرغم من أنها كانت رائجة للغاية حتى منتصف القرن العشرين، وكان يتم تصديرها من منطقة “بويتو” الفرنسية إلى دول العالم لقوتها الجسدية وتحمّلها الأعمال الشاقة.
وبشكلٍ تدريجي، انخفضت أعداد حمير بويتو تدريجيًا حتى وصلت إلى 44 حمار تقريبًا في بويتو. ومن أجل حفظ هذا الجنس من الانقراض، سعت المؤسسات المعنية بالحيوان على الحفاظ على سلالة بويتو من الحمير ليصل عددها إلى 450 حمار تقريبًا في العالم، وذلك حتى سنة 2005.
وعلى الرغم من أنها لم تعد تُستعمل في حقول الملح أو الأراضي الزراعية، لكن التقليد في إلباس هذه الحمير سراويل تُغطي سيقانها ظلّ مستمرًا. ويُمكنك رؤية أعداد كبيرة منها في جزيرة “ريا” وهي ترتدي سراويل تُشبه إلى حدٍ كبير ملابس النوم المخططة “بيجاما”.
اقرأ أيضًا:
تعرّف على الجزيرة التي لا يرى سكانها سوى اللون الأبيض والأسود!