شهد العام الماضي إصدار مجموعة من أفلام هوليود التي اختلطت فيها الفنتازيا مع الغرابة والجنون، وهي بطبيعة الحالة كافية لتدخل قائمة أغرب الأفلام في 2019.
أغرب الأفلام التي ظهرت في 2019
The Day Shall Come
هذه الفيلم له شعور غريب خاصه به، حيث يتناول في جوهره كيف أن السياسة الأمنية التابعة لأحداث 11 سبتمبر تتغذَّى على المعتلِّين ذهنياً للإفراط في توجيه تهم الإرهاب. يناقش “The Day Shall Come” الظلم الحقيقي المتفشِّي بجنونٍ يليق بموضوعه.
الفيلم يُركّز على موزيس، وهو رب أسرة يخاطب الحيوانات ويقود جماعته الصغيرة في مشي البطِّ ويجول شوارع حيِّه بولاية فلوريدا مبشِّراً بانهيار الهيمنة العرَضية للعرق الأوروبي. وتضعه رغبته الشديدة في الاحتفاظ بـ”مزرعته” على مسار تصادم مع عدة وكالات أمنية أمريكية تسعد بمنحه لقب الإرهابي الخطير.
I Lost My Body
الفيلم صاحب القصة المُحيّرة للغاية، حيث أنه يسرد من خلال أحداثه استكشاف قاتم لإمكانية تحدِّي حس المرء بذاته وإسقاطه وقطعه واستعادته. ويُنفَّذ هذا بحسٍّ من الواقعية السحرية التي ما كان لشركةٍ مثل ديزني أن تمسَّها. “I Lost My Body” هو الفيلم الكارتوني الوحيد في هذه القائمة.
يعرض لنا الفيلم قصتين متوازيتين، حول الشاب الصغير اليتيم نوفل، الذي يسعر إلى إيجاد مكان في العالم بينما هو بأمسِّ الحاجة للإرشاد. وفي القصة الأخرى، تجوب يد مقطوعة مدينة باريس، بجرذانها وقبحها، بحثاً عن صاحبها. إنها اليد التي تدير الفيلم حرفياً، إذ تُعبِّر عن كل العواطف التي يبدو البشر الطبيعيون عاجزين عن النطق بها.
The Lighthouse
تحدثنا سابقًا عن فيلم The Lighthouse في مقال سابق، وهو ثاني أفلام المخرج روبرت إيغرز، The Witch، ولمن يعرفه، فإن أفلامه يغلب عليها الإخلاص في التصميم والإنتاج والتعبيرات اللفظية الدقيقة تاريخياً. فيلمه الجديد يُقدّم مجموعة من الأحداث ذات الشعور المليء بالغرابة، حيث يضطر دافو، وهو من يسرق الأضواء في الفيلم، للمجاهدة ضد نورسٍ أعور وتمثالٍ صغيرٍ لحورية بحرٍ يسيطر كلاهما على الشاشة.
ومما يشهد على طبيعة “The Lighthouse” العجيبة أن كل جمادٍ فيه يشعُّ شخصيةً وغضب الريح الشمالية الشرقية الجبَّارة.
Parasite
هل بقي ما يُقال عن “Parasite”، بعد حصوله على جائزة السعفة الذهبية/Palme d’Or، وعشق النقَّاد له، وترشيحاته العديدة لمختلف الجوائز؟ مع كل تناولاته الاجتماعية، ما زال هناك شيء غريب في قلب “Parasite”.
وسرعان ما ينجح المخرج بونغ جون في التواصل ذهنياً مع عقل المشاهد، بحيث يصير كل ما يلي لائقاً بالجنون الذي يبدو بشكلٍ ما طبيعياً تماماً. و يستحق تمامً أن يكون من أغرب أفلام 2019.
Midsommar
ثاني أفلام آري أستر هو تجربة تتسلَّل نحو المشاهد كما النباتات التي قد تكون من هلاوس شخصيته الرئيسة. وقد لاحظت تحليلات الفيلم أن كل أحداثه تقريباً تقع في ضوء النهار، وهو أمر نادر بالنسبة إلى الفئة التي ينتمي إليها. لكن من رأوا الفيلم سيعرفون أن هذه مجرد نقطةٍ في بحر الغرابة التي يمتاز بها.
يبني الفيلم أساسه على تيمات الحزن، والتعلُّق المرضي المشترك، والحاجة إلى الانتماء. تبدأ رحلته عبر احتفال بانقلاب شمسي يحدث مرةً كل 90 عاماً، ويستغل الصور الوثنية المرعبة أمثل استغلال. لكن ما يمنح Midsommar غرابته الحقيقية هي طريقته في وضعنا أمام منظورات شخصياته المشوَّهة، وواقعهم الملتوي، واستسلامهم للجنون.
Bacarau
هو فيلم تنكشف أحداثه في صبرٍ ويترك مهمة توصيل النقاط للمشاهد. إنه فيلم حديث ينتمي إلى فئة أفلام رعاة البقر في مستقبل ليس بالبعيد ومألوف بشدة للأسف. به أناس يشاهدون برامج جرائم قتل واقعية على شاشات تليفزيون رقمية ملصقة بظهر شاحنات، وطائرات مسيَّرة فضائية الشكل تطير عبر الأرياف، وشحٌّ في المياه.
In Fabric
في الأساس تدور قصة الفيلم عن فستان مسكون، لكن الأغرب من ذلك والأكثر إثارة هو ذلك الشعور المرتبط بالمكان والذي يخلط بين الجنون والاعتيادية.
