تعتبر مقصورة الدرجة الأولى في الطائرات من المقصورات السياحية التي تعكس رفاهية عالية خاصة وأن ركاب هذه الدرجة غالبا ما يكونون من رجال الأعمال أو الشخصيات السياسية الهامة أو السياح أو أصحاب الأموال والأثرياء، فهي توفر الراحة التامة لراكبيها عبر توفير أسرّة للنوم ومقاعد مريحة وشاشات تلفاز واتصال بالإنترنت! لكن دعونا نعود قليلا في التاريخ إلى الوراء لنكتشف كيف تم ابتكار الدرجة الأولى في الرحلات الجوية في الطائرات!
تاريخ الرحلات الجوية منذ أول رحلة إلى مقصورات الدرجة الأولى في الطائرات
في عام 1926، بدأت الرحلات الجوية ومرحلة غزو السماء، وكانت الطائرات وقتها طويلة جدا وضيقة، حتى أن مقاعد الركاب كانت في ذاك الوقت اختراع لطيف واكتشاف مذهل، إذ كان الركاب في البداية يفترشون الأرض منتظرين هبوط الطائرة، وكان الترف في الطائرات و الرحلات الجوية خيارا إضافيا مثل تقديم الكافيار والسندويشات مع الزبدة، وكانت المقاعد في السطر الأول أكثر المقاعد شيوعا وخالية من أحزمة الأمان، ولم تكن هناك حواجز في الطائرات، إذ كان الركاب يجلسون خلف الطيار مباشرة بدون حاجز فاصل.
ومع مرور الوقت بدأت الطائرات تتسع تدريجيا وتصبح أكثر طولا، وبدأت صفوف المقاعد تزداد تدريجيا ووضعت في صفين، ومع بدء رحلات نقل الركاب التجارية أصبحت الحاجة لموظفين للخدمة ملحة في الطائرات خاصة مع تزايد عدد المسافرين على الخطوط الجوية.
واستُلهمت فكرة تصنيع المقصورات الفاخرة في الطائرات من غرف القطارات الفاخرة، وبدأت تُجهز مقصورات منفصلة في الطائرات تتسع الواحدة لثلاثة أشخاص على الأكثر، وكانت هذه الغرف مخصصة لركاب من طبقات معينة وعُرفت لاحقا باسم مقصورات الدرجة الأولى في الطائرات نسبة إلى مستوى الأشخاص الذين يركبوها.
لكن هذه المقصورات كانت مكلفة للغاية، ففي الفترة 1950-1960م كانت تذاكر الدرجة الأولى في الرحلات الجوية لا يقدر على شرائها إلا الأثرياء فقط، فعلى سبيل المثال كانت الرحلة من لندن إلى سنغافورة في الدرجة الأولى بقيمة 17600$!
ومع الوقت بدأت مقصورات الدرجة الأولى تتسع تدريجيا حتى أصبحت تتسع لعدد كبير من الأشخاص وتميزت الخدمة فيها بالترف والرفاهية فكانت تقدم أفخم أنواع المأكولات والمشروبات وكان الركاب يقضون وقتهم بالضحك والثرثرة والأكل والشرب معظم الوقت في الرحلة، وأصبحت مضيفات الطيران أكثر أناقة والتزاما بالزي الرسمي للرحلة ويتمتعن بلباقة وتعليم جامعي محترم، وحددت خطوط الطيران العالمية مواصفات خاصة لقبول المضيفات كان من أهمها أن يكون وزنها من 49-60 كغم فقط وعمرها من 21-27 عاما فقط وإجادة اللغة الإنجليزية والفرسية وتتحمل ساعات طويلة من الوقوف والمشي.
ونرفق إليكم بعضا من الصور التي توثق مرحلة ابتكار الدرجة الأولى في الطائرات وكيف تطورت مع الزمن وانتقلت إلى الرفاهية التي نعهدها الآن.
اقرأ أيضا:
جولة داخل أجنحة الدرجة الأولى لـ “القطرية للطيران”
الخطوط السعودية تنفي منع الاختلاط في طائراتها
تغير واضح وملحوظ في تطوير الدرجة الأولى في الرحلات الجوية في جميع خطوط الطيران ،،