في أكثر الأماكن عزلةً وقسوةً على سطح الأرض، يعمل “سيبريان فيرسو”، وهو عالِم أسترولوجي وعالِم جليد، في محطة كونكورديا في القطب المتجمد الجنوبي، بأقصى جنوب الكرة الأرضية. حتى أن محطة الفضاء الدولية التي تبعد عن الأرض مسافة 400 كم تُعتبر أكثر حضارة من محطة كونكورديا المعزولة!
في الوقت الذي لا يكون فيه العالِم “فيرسو” مشغولًا بالأبحاث وجمع العينات، فإنه يُحاول التأقلم في ظل الظروف الصعبة للحياة بمثل هذه البيئة المناخية المتجمِّدة، والتي لا تستطيع حتى البكتيريا البقاء على قيد الحياة فيها، خصوصًا في فصل الشتاء الذي يمتد إلى تسعة أشهر في القطب الجنوبي.
ومع درجات حرارة تنخفض لأقل من -80 درجة مئوية في فصل الشتاء، وافتقار البيئة للمناظر الطبيعية والأكسجين في الهواء، فإن حياة 13 شخص داخل محطة كونكورديا تكاد تكون شبه مستحيلة.
إلا أن الأبحاث التي يُجريها الفريق بما يتعلَّق بالاحتباس الحراري والطقس لا يُمكن إجراؤها في أي مكان آخر سوى في هذه الصحراء المتجمّدة. كما يُركّز الباحثون على إجراء تجارب أخرى تتعلّق بعلم الفلك وعلم وظائف الأعضاء البشرية في محطة كونكورديا بالقطب المتجمّدة الجنوبي.
لمجرد التسلية، قرر “فيرسو” الخروج للتنزه والطهي في البيئة المتجمّدة التي تُحيط به، وتصوير محاولات الطهي “الفاشلة” وسط التجمّد المُطلق! إذ يتجمّد الطعام بمجرّد إخراجه للبيئة الخارجية التي تنخفض بها درجات الحرارة لأقل من درجة حرارة مجمّد الثلاجة “الفريزر”!
هكذا تبدو محاولات الطهي في القطب الجنوبي المتجمّد!
اقرأ أيضًا:
لماذا يتم خلع ضرس العقل واستئصال الزائدة قبل السفر للقطب الجنوبي ؟