قد يدل مصطلح “مدينة الأشباح” على منطقة مهجورة خرِبة مخيفة يُحيط بها الظلام وقصص الجينات والساحرات، لكن يبدو أن الوصف لا ينطبق على مدينة “كيتسولت” الكندية، والتي غيَّرت من مفهوم مدينة الأشباح إلى الأبد!
“كيتسولت”، مدينة الأشباح التي يبدو كل شيء فيها جميلًا!
مدينة كيتسولت، والتي تقع على الساحل الشمالي لكولومبيا البريطانية في كندا تمتاز بمنازلها الجميلة على طول الطرقات، إضافةً إلى مراكز التسوق والترفيه المنظّمة، والمساحات الخضراء المنسّقة، وكل ما يدل على مدينة حضارية جميلة، إلا أنها تفتقر أهم عنصر من عناصر المُدن، وهو السكان. فهي مدينة خالية من سكانها تمامًا منذ عام 1982م.
وعلى الرغم من أن أضواء المدينة تعمل على مدار الساعة، إلا أنها خاويةٌ على عروشها من أشكال الحياة الآدمية. ويعود تاريخ نشأة المدينة إلى عام 1979م، عندما اكتُشف عنصر الموليبدنوم فيها، وافتُتحت مناجم خاصة للتنقيب عنه. ومع ازدهار العنصر وارتفاع ثمنه، أصبحت مدينة كيتسولت ملاذًا للعمال والباحثين عن المال، وازدحمت بالسكان، حتى انهار سوق الموليبدنوم وأصابه الركود وبدأت كمياته بالنفاذ، ما اضطر سكانها لهجرها وتركها مدينة أشباح خالية من الحياة.
وفي عام 2005، اشترى رجل الأعمال الأمريكي المولود في الهند “كريشنان سوثانثيران” المدينة مقابل 7 ملايين دولار، وبدأ في التفكير بإعادة إحيائها. ومنذ ذلك الحين، أنفق المليونير ما يقدر بنحو 25 مليون دولار على الصيانة والتحديث، ويقوم مجموعة أشخاص من موظفي الرعاية بجولات بين المنازل والمباني السكنية، ليتحققوا من ظروف المباني ولإجراء الإصلاحات اللازمة، بالإضافة إلى أنهم يعملون دوريًا على جز العشب وتقليم الأشجار.
حيث يخطط “كريشنان” لاسترداد أمواله المستثمرة في المدينة عن طريق تحويل كيتسولت إلى مركزٍ لصناعة الغاز الطبيعي المسال في كولومبيا البريطانية، بالتالي فإن مستقبل المدينة يعتمد على نجاح مشروعه هذا.
اقرأ أيضًا:
بلدة مزدهرة تحولت إلى مدينة أشباح بفعل الصحراء الناميبية
مصور يعرض الجانب الجمالي لمدن الأشباح و الأماكن المهجورة