عادة ما ترتبط الأزهار بالرائحة العطرة والمنعشة والمنظر الجميل الطيب، لذلك تُزين الحدائق والمتنزهات والمنازل، لكن ليست جميع الأزهار زكية الرائحة، في الحقيقة، هناك زهرة تظن أنها نبتت من جيفة جثة بسبب رائحتها النتنة القريبة من رائحة الجثث المتعفنة!
حقائق علمية عن زهرة الجثة، أضخم زهرة في العالم
زهرة الجثة، أو زهرة تيتان اللوف، هو الاسم الذي تُعرف به الزهرة التي تملك أسوأ رائحة في العالم! وهي من فصيلة النباتات القلقاسية ويُمكن أن تجدها في عمق غابات سومطرة المطيرة في إندونيسيا. إضافة لرائحتها النتنة، تعتبر هذه الزهرة أكبر زهور العالم، حيث يصل طولها إلى أكثر من 3 أمتار. فعند اقترابك من الزهرة، لا يجذبك إليها حجمها الضخم، إنما رائحتها النتنة التي تُشبه رائحة اللحم المتعفن.
ما سبب الرائحة الكريهة لزهرة الجثة؟
أما عن السبب وراء هذه الرائحة الكريهة، فهو ليس بالتأكيد جذب الزوار، وإنما جذب الملقحات كالنحل، الذباب، والخنافس. حيث تنجذب هذه الحشرات إلى الزهرة بفعل رائحتها القوية والكريهة لوضع البيض ظناً من الحشرات أن الرائحة تعود للحم متعفن وهو أفضل مكان لوضع البيض. إذاً فهي خدعة! حيث تخدع النبتة الحشرات فتجعلهم يعتقدون أنها جثة متعفنة فتأتي الحشرات لوضع البيض وفي نفس الوقت تعمل على نقل حبوب اللقاح ونشره عبر الغابة.
المسببات الكيميائية للرائحة النتنة للزهرة
ولا يزال علماء النباتات يحاولون اكتشاف السبب وراء الرائحة النتنة التي تصدر عن الزهرة. فهي بالتأكيد ليست نبتة آكلة للبشر أو من آكلي اللحوم كما ادّعى أول مكتشف نباتات أوروبي الإيطالي أودواردو بيكاري عام 1878م عند اكتشافه النبتة لأول مرة. فالغاية الأساسية من هذه الرائحة هي جذب الحشرات للتلقيح ونشر حبوب اللقاح.
ويعتقد علماء البيولوجيا والنباتات أن مركبات كيميائية مسؤولة عن الرائحة مثل مادة الكبريت التي تُعطي رائحة البيض الفاسد، إضافة لمركبات “بوتريسين” و “كادافيرين” المتواجدين في اللحم المتحلل والمتعفن، قد تكون موجودة. ويُعرف أن مثل هذه المركبات تتواجد في نباتات أخرى كنبات ملفوف الظريبان المعروف برائحته المقززة التي تُشبه رائحة الظريبان. كما أن الزهرة تُنتج حرارة لتسمح للرائحة بالانتشار أكثر في الغابة.
قرن كامل لتتفتح بتلات الزهرة كل مرة!
ما يجعل الزهرة مميزة أكثر عدا عن الرائحة والحجم، هو الوقت الذي تستغرقه لتُزهر بتلاتها. حيثُ يُعرف عنها أنها تُزهر مرة كل مائة عام! ولا تتفتح بتلاتها سوى ليومين فقط (من 24 – 30 ساعة) ثم تذبل بتلاتها خلال 12 ساعة. هذا الأمر جعل علماء النبات يُكثِّفون دراساتهم حول النبتة وطبيعتها.
كما أن طولها الضخم مرتبط بزيادة نطاق جذب الحشرات، فبسبب ارتفاعها، يُمكن للزهرة أن تنشر رائحتها لمسافة أطول لجذب أكبر قدر ممكن من الحشرات. يُذكر أن مُكتشف الزهرة العالم الإيطالي بيكاري كان قد جلب معه بذور الزهرة ووزّعها على مؤسسات مختلفة لدراسة عملية الإنبات. ولم تنبت الزهرة في جميع تلك المؤسسات، لكنها نبتت في حديقة إنجلترا النباتية الملكية في (كيو) قرب لندن عام 1889م.
اليوم، أصبحت أعداد زهرة الجثة في تناقص مستمر بسبب أعمال قطع الأشجار في جزيرة سومطرة. ويتواجد حوالي 80 زهرة في الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الراهن في الحدائق والمعاهد النباتية.
اقرأ أيضا:
هل تعرف زهرة الموز ؟ وهل تعرف فوائدها الصحية ؟
زهرة غريبة تتحول إلى لون شفاف عند سقوط المطر!