تصنع الأسلحة لتعطي صانعها الأفضلية ضد أعداءه، فماذا يحدث لو صمم الصانع أسلحة لا تؤدي المهمة التي صممت من أجلها، قد تكون النتيجة إزهاق أرواح ألآلاف الجنود وفشل حملات عسكرية وإهدار الملايين أو المليارات على ما يضر ولا ينفع .
مسدس نامبو 94
https://www.youtube.com/watch?v=tb1o4asc7go
صنعت الإمبراطورية اليابانية العديد من الأسلحة الرائعة ابتداء من البندقة أريساكا إلى الطائرة القتالية زيرو، لكن المسدس نامبو شذ عن القاعدة وكان واحدا من أسوأ الأسلحة التي تم صنعها في تلك الحقبة، فالتصويب في هذا المسدس كان سيء للغاية، ولم يكن المسدس يعمل بشكل جيد في البيئات الرطبة مثل أدغال جنوب شرق أسيا وهي المناطق التي قاتل فيها الجيش الياباني معظم أوقات الحرب العالمية الثانية .
الدبابة تي 64
لسنوات طويلة عاشت دول الناتو في خوف من هجوم الإتحاد السوفيتي بطوفان كاسح من دبابات تي 64، ذلك الخوف الذي تبين أنه في غير محله على الإطلاق، فهذه الدبابة كانت خارقة فقط من الناحية النظرية، ولكن على أرض الواقع كانت الفشل عندما يسير على جنازير فولاذية، فقيادتها تشكل عبئا ثقيلا بسبب التعقيد الشديد لنظام ناقل الحركة ناهيك عن تعطله بين الحين والآخر، أما النظام الآلي لتلقيم القذائف في مدفع الدبابة فكثيرا ما كان يتعطل مما يحول الدبابة إلى ذئب عاجز بلا أنياب، واذا عمل نظام تلقيم القذائف بشكل سليم فدائما هناك خطر أن يتسبب في بتر ذراع أحد أفراد طاقم الدبابة بسبب التصميم السيئ للنظام، أعداد كبيرة من الأفراد المشغلين لهذه الدبابة قتلوا أو جرحوا أثناء قيادتها والعمل عليها .
الطائرات المقاتلة من طراز سينشري
في فترة الخمسينات والستينات صممت طائرات سينشري لتكون طائرات اعتراضية تحلق على ارتفاعات كبيرة، وكانت جيدة في أداء تلك المهمة التي صممت من أجلها مع العلم أنها كانت غالية الثمن، المشكلة أن سلاح الجو الأمريكي بدأ يستخدمها كطائرة متعددة المهام فكانت النتيجة أن فشلت فشلا ذريعا حتى أنهم أطلقوا عليها اسم التابوت الطائر، بسبب كثرة الحوادث القاتلة التي وقعت لطياري هذه الطائرات، على سبيل المثال سلاح الطيران الألماني خسر 116 طيارا نتيجة تحطم هذه الطائرات التي أطلق عليها لقب صانعة الأرامل، شركة لوكهيد مارتن المصنعة لطائرات سينشري اضطرت لدفع رشاوى لكي تقنع مسئولي الدول حول العالم بشراء هذه الطائرات .
الطوربيد مارك 14
طور أثناء فترة الكساد في الولايات المتحدة الأمريكية، فلم تجر عليه الإختبارات الكافية للتأكد من فعاليته، النتيجة أنه كان ضعيف في إصابة السفن المعادية بسبب أن مقياس الأعماق المركب في الطوربيد كان يخطيء في قياس العمق مما يؤدي إلى نزول الطوربيد إلى عمق يجعله يمر أسفل بدن السفينة المستهدفة، وحتى الحساس المغناطيسي المركب في الطوربيد والذى كان من المفروض أن يشعر بالجسم المعدني للسفينة فيعطي اشارة التفجير للطوربيد لم يكن يعمل في أغلب الحالات، ناهيك عن فشل حساس الاصطدام الذي من المفروض أن يعطي اشارة التفجير في حالة اصطدام رأس الطوربيد بشكل مباشر في بدن السفينة، في الحرب العالمية الثانية أطلقت الغواصات الأمريكية 1400 طوربيد من هذا النوع ولم تصب إلا 109 سفينة يابانية .
كان الطوربيد يعاني من مشكلة اضافية قاتلة، فعند اطلاقه يندفع في بعض الأحيان في دوائر مما يتسبب في رجوعه إلى الغواصة التي أطلقته، وهو ما تسبب في غرق الغواصة الأمريكية توليبي وفي إصابة الغواصة الأمريكية سارجو .
مسدس جليزنتي أم 1910
اشتهر الإيطاليون بصناعة المسدسات الممتازة ومن أشهرها مسدس بيريتا الذي تستعمله العديد من الجيوش في حلف الناتو، ولكن مسدس جليزنتي كان بمثابة البطة السوداء بين قائمة طويلة من المسدسات الرائعة، هذا المسدس الذي تم تصنيعه في سنة 1910 واستخدامه في الحرب العالمية الأولى، كان يحمل عيبا خطيرا، فعند استخدامه بكثرة كان يتفكك بيد حامله تاركا إياه أعزل في مواجهة الأعداء .
المدفع الرشاش بريدا أم 1930
كان يعاني هذا المدفع من ازدياد سخونته عند كثرة الاستعمال، وصعوبة فصل خزنة الرصاص من مكانها مما اضطر المصنعين إلى تشحيم الخزنة لتسهيل عمليه الفصل، فنتج عن ذلك مشكلة جديدة وهي تعلق الغبار والرمال بزيت التشحيم وهو ما يؤدي إلى التقليل من فاعلية التشحيم، مع العلم أن الجيش الإيطالي كان يقاتل في ذلك الزمن في صحراء إثيوبيا وصحراء ليبيا .
طائرة هينكل هي 177
أراد الألمان بناء قاذفة بعيدة المدى وقادرة على حمل الكثير من القنابل، ولكنهم لم يمتلكوا محرك قوي يستطيع تحمل تبعات تلك المتطلبات، ورفضوا اتباع التصميم التقليدي للقاذفات الأمريكية والبريطانية القائم على استخدام أربع محركات، بل قرروا استعمال زوجين من محركات طائرة ميسر شميت المقاتلة، فكانت النتيجة أن الجهد المطلوب من المحرك كان أكبر من قدرته على الإحتمال، مما تسبب في كثير من الأحيان في ارتفاع درجة حرارة المحرك إلى حد اشتعال النيران فيه حتى أثناء المهمات الروتينية، تم بناء ألآلاف الطائرات من هذا النوع ولكن لم يكن لها أى تأثير يذكر في مسار الحرب العالمية الثانية .
الطائرة لاج 1
طائرة مقاتلة سوفيتية، بني هيكلها من الخشب، مما جعل الطيارين السوفييت يتهكموا عليها ويسمونها التابوت المضمون، محرك الطائرة كان ضعيف لدرجة أنه جعل الطائرة بطيئة على الرغم من خفة هيكلها الخشبي .
الصاروخ في 2
هو أول صارخ باليستي في العالم، دخل الخدمة سنة 1944 في ذروة التراجع الالماني على جميع الجبهات، وفي ظل تلاشي سلاح الطيران الالماني نتيجة مقتل أغلب الطيارين الألمان وتدمير مصانع الطائرات من قبل الحلفاء، فكانت الصواريخ هي الحل المناسب لقصف الحلفاء ردا على قصفهم المزلزل لألمانيا، صمم الفي 2 على يد العالم الالماني الفذ فيرنر فون براون الذي أصبح عالما في ناسا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وساهم مساهمة هائلة في تطوير صناعة الصواريخ في الولايات المتحدة الأمريكية، بلغ مدى الصاروخ 320 كيلومتر، وصنعت منه ألآلاف النسخ أطلق العديد منها على لندن مما تسبب في مقتل 2700 مواطن بريطاني، كان يتم صناعة الصواريخ باستخدام السجناء كعمال سخرة في ظروف قاسية للغاية، تشير التقديرات إلى موت 20000 سجين أثناء بناء صورايخ في 2، الكلفة الإجمالية لتطوير صاروخ الفي 2 زادت عن تكلفة مشروع مانهاتن الأمريكي لبناء أول قنبلة نووية في العالم .
البندقية الآلية أس إيه 80
https://www.youtube.com/watch?v=kzedZFscfzs
سلاح بريطاني صمم في الثمانينات في عهد المرأة الحديدية مارجريت تاتشر، ولكنه لم يكن صلبا مثلها، عاني كثيرا من الأعطال وبالذات عند تعرضه للغبار والأتربة، وهو ما حدث في حرب الخليج الأولي ففشل بشكل مزري، فتم ايقاف تصنيعه حتى تنتهي عملية اعادة تصميمه بالكامل .
إقرأ أيضا:
أشد الأسلحة قتلاً وتدميراً
سلاح المستقبل: مدفع الليزر الخارق