سعود بن بادي الرمالي تسعيني يسكن في مدينة جُبّة 103 كلم شمال غربي حائل، أحد أفراد الجيش السعودي، الذي شارك بحرب 48 بفلسطين ويحتفظ بقصص المشاركة، وكان ضمن 1200 جندي سعودي شاركوا مع منظمة الدول العربية في ذلك الوقت. وقد روى سعود قصة مشاركته في حرب 48 للعربية.نت.
قال سعود لـ”العربية.نت” كيف تأثروا بمواقف اليهود من العرب هناك، وكيف أن اليهود جبناء وليسوا مقاتلين أقوياء، كما وُصِفَ لهم أو كما سَمِعوه من الأخبار. وتنامى لأسماع سعود أن أيدي اليهود مغلولة ولا يستطيعون المحاربة والقتال وهم يريدون أن يخرجوهم من فلسطين. خرج سعود على قدميه من جُبّة موطنه، وهو لا يتجاوز العشرين عاماً باتجاه الشمال، ومر بالحدود واستطاع الحصول على إذن المرور لينضم للجيش السعودي هناك.
يروي سعود بن بادي قصة نجاته من الموت، إذ إنه في إحدى الليالي كان مع صديقه غانم الفيروز، حيث حفرا خندقاً ليبيتا به ليلاً، بعيدين عن القنابل التي تطلقها طائرات العدو. ويقول سعود :”كنت منقبضاً من حلم رأيته في منامي، فقلت لغانم دعنا نفترق هذه الليلة، ويبيت كل واحد منا في موقع لأجل أن ينقل أحدنا خبر الآخر في حال مقتله، فحفر كل واحد منا خندقاً له وحده، ولا نموت بخندق واحد في حال إصابتنا.
عند المساء قدِمت طائرة إسرائيلية وأخذت تحوم حولنا وكان في موقعنا السابق عدد من الجنود العراقيين من مشاركة العراق في حرب 48 فأطلق أحد العراقيين النار على الطائرة فحددت المكان وقصفته قصفاً مريعاً، قتل فيه 400 من الجيش العراقي ونجونا نحن من هذا القصف.
وروى سعود بن بادي كيف انتهت الحرب وعاد للسعودية مرة أخرى. ففي عام 1949 كانت الهدنة فحملتهم السيارات نحو الطائف، وقابلوا ولي العهد آنذاك الأمير سعود في الطائف، ودخل بين الصفوف مع المقاتلين السعوديين الذين حاربوا في فلسطين. ويضيف سعود: “بقينا في الطائف للحج، وقد أعطانا الأمير سعود 200 ريال عربي وليس ورقا، بالإضافة لـ6 جنيهات ذهبية من جامعة الدول تسلمانها وكان مقرراً لنا 12 جنيهاً ذهبياً، ولكن بسبب الحرب والظروف الاقتصادية استلمنا 6 فقط”.
وتابع حديثه: “بقينا في الطائف للحج على نفقة الدولة، وقال لنا الأمير سعود من يريد الجيش فلينضم للجيش ومن يريد الذهاب لأهله فله ذلك، وبعضنا بقي وانضم للجيش والبعض الآخر ذهب لأهله، وكنت أنا من الذين ذهبوا لأهلهم، وأنا معي ثروة تقدر بأكثر من200 ريال عربي ومن ثم تزوجت والحمد الله”.