“وعند جهينة الخبر اليقين” من أشهر الأمثال التي قالتها العرب، حيث يُقال عند الرغبة في معرفة الأخبار، والتحري من صحتها ودقتها.
هناك أكثر من رواية لقصة هذا المثل، سنتعرف على أشهرها
تقول القصة أن هناك رجلين التقيا، أحدهما يُدعى “حصين بن عمرو بن معاوية بن كلاب”، أما الآخر فكان من جهينة ويُدعى “الأخنس بن كعب”، وقد اتفقا على ألا يلتقيا بأي أحد إلا ويغيران عيه ويسلبانه ما يملكه. فقاما بالإغارة على أول شخص يلتقيانه، إلا أنه قدّم لهما عرضًا، وهو أن يعيدا إليه بعضًا مما اغتنماه، مقابل أن يدلهما على مغنم، فوافقا.
وبالفعل، أرشدهما إلى رجل من بني لخم، وقد قَدِم من عند أحد الملوك بمغنم كبير. سريعًا التقيا باللخمي الذي كان يستظل عند أحد الأشجار، وقد كان طيبًا وكريمًا، فعرض عليهما الطعام. غاب الأخنس قليلًا، وحين عاد وجد اللخمي مضرجًا بدمائه، فغضب كثيرًا من الحصين والذي قتل الرجل الذي أكرمهما، وقال له: “ويحك فتكت برجل قد تحرمنا بطعامه وشرابه. فقال: “اقعد يا أخا جهينة فلهذا وشبهه خرجنا”.
جلس الجهني مع الحصين قليلًا، ثم إذا به يسل سيفه عليه ويغنم متاعه ومتاع اللخمي، ثم رجع إلى قومه، فإذا بامرأة تسأل عنه (في روايات يقال أنها أخت الحصين، وروايات أخرى زوجته) وقد سألته عن الحصين. فقال: “قتلته”. فأجابته: “كذبت ما مثلك يقتل مثله” ثم انصرف إلى قومه، وقال:
وكَمْ مِنْ فارسٍ لا تَزْدَرِيـهِ * إذا شخصتْ لرؤْيتهِ العيونُ
عَلَوتُ بياضَ مفرقهِ بِعَضْبٍ * فأَضْحى في الفلاةِ له سكونُ
يَذِلُّ له العزيزُ وكلُّ لَـيْثٍ * مِنَ العِقْبانِ مسْكنُه العـَرِينُ
فأضحتْ عِرْسُهُ ولها عليهِ * بُعَيْدَ هُدوءِ رَقدتـِـها أَنينُ
كَصَخرةٍ إذ تسائِلُ في مراحٍ * وفي جرمٍ و عِلْمُهُما ظنونُ
تُسائِلُ عن حصينِ كلَّ رَكْبٍ * وعند جُهَيْنةَ الخبَرُ اليَقِينُ
فمَنْ يَكُ سائلا عنه فعـندي * لسائِلِهِ الحديثُ المستَبِينُ
في رواية أخرى يُقال: “وعند جفينة الخبر اليقين” قال الأصمعي، وابن الأعرابي: هو جفينة، بالفاء، وكان عنده خبر رجل مقتول، ويقول الشاعر:
تُسَائِلُ عَنْ أَبِيْهَا كَلَ رَكْبٍ……….وَعَنْدَ جُفَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقِيْنُ
كذلك قوله:
يَسْألُ عَنْ حُصَيْنٍ كُلَ رَكْبٍ ……….وَعِنْدَ جُفَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقِيْنُ
ورد حديث يُنسب إلى الرسول، وهو “آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة فيسأله أهل الجنة، هل بقي أحد يعذب؟ فيقول: لا، فيقولون: عند جهينة الخبر اليقين” لكن الألباني قال أن هذا الحديث موضوع.
المصدر