هل يُمكن أن تنمو نباتات من البذور التي نبتلعها؟
قد يبدو السؤال مضحكًا وغريبًا، لكن ألم يخطر ببالك من قبل احتمال أن تنمو بعض البذور التي نبتلعها كاملةً في معدتنا؟
إن كنت من الملمِّين بعلوم الأحياء، فمؤكد أنك تعلم أن حامضية المعدة مرتفعة للغاية بسبب الأحماض القوية التي تستعملها في عصارتها الهاضمة لهضم مختلف أنواع الطعام.
هذه الحامضية المرتفعة قادرة على إذابة معظم ما يدخل إلى الجهاز الهضمي حتى العلكة! لكن بعض أنواع الطعام مثل البذور التي تُحيط نفسها بغطاء صُلب قد لا تتمكن عصارة المعدة من تفتيتها وإذابتها، عندها تعمل على إخراجها كما هي من الجسم عبر الفضلات.
لكن ما يُثير العجب، أن بعض البذور التي تحتاج إلى حمض الكبريتيك لتُنبت ويخرج منها البرعم قد تنجح في الإنبات داخل المعدة إن مُضغت جزئيًا لتُصبح قادرة على امتصاص الحمض! أمرٌ مثيرٌ للغرابة صحيح لكنه قد يحدث.
وحيث أن المعدة غنية بحمض الهيدروكلوريك الذي قد يحل محل حمض الكبريتيك وقد يُساهم ذلك في تحضير البذرة للإنبات إن مُضغت جزئيًا قبل ذلك!
في هذه الحالة تُصبح البذرة قادرة على امتصاص الرطوبة والبدء بعملية الإنبات! وعندما تخرج البذرة إلى بيئة الإثني عشر، حيث أن درجة الحموضة معتدلة وتتوفر الأجواء الرطبة والمُظلمة والدافئة، فهذا قد يعني إرسال أول برعم من البذرة!
لكن لا تقلق، فلن يحدث أن تنبت شجرة بداخلك مع هذا السيناريو، إنما سينتهي الأمر قبل أن يرى النور! ذلك لأن إنزيمات المعدة القوية ستعمل على هضم البرعم الصغير بسرعة قبل أن يكتمل.
حتى وإن كانت الإنزيمات قليلة ولم تهضم هذا البرعم، فإنه لن ينمو بسبب افتقاره لبعض المغذيات الضرورية المخزنة في البذرة مثل النشا والدهون.
وإن كنت قلقًا من أن تُعيث الجذور فسادًا داخل الأنسجة الداخلية، فلا تقلق! ذلك لأنها لن تصل إلى الطول الذي يسمح لها بالتوغل داخل الأنسجة الداخلية للمعدة أو الأمعاء الدقيقة بسبب افتقارها لمخزون الطاقة وضوء الشمس.
وإن كنت تشك في حقيقة أنه يُمكن لنباتات الإنبات في ظروف حامضية، فإن دراسة أثبتت أن بذور نبات العرعر قادرة على النمو في مثل هكذا بيئة. لكنها بالتأكيد بذور سامة ولن يتجرأ أحد على تناولها على أي حال!
المصادر
اقرأ أيضًا:
ليش تصدر المعدة أصوات وقت تكون جوعان؟