شاهدنا كثيراً في الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية القوة الخارقة لبعض الأشخاص في تحطيم المباني والتصدي للصواريخ ومراوغة الطلقات النارية وغيرها الكثير من الأشياء الخيالية التي لا تصدق، والتي تبدو مستحيلة على الناس العاديين. لكن هناك شيء واحد مثير للاهتمام رأيناه في الأفلام أو البرامج التلفزيونية، وهو تحطم الزجاج بفعل الصراخ! لكن هل من الممكن أن يحدث هذا الأمر في الواقع؟
هل حقاً يمكن للصراخ أن يكسر الزجاج؟
الموجات الصوتية تماماً مثل الكهرباء، إذ إن الصوت هو شكل من أشكال الطاقة. عندما تتصل موجة صوتية مع كائن معين، فإن ذلك يثير الجزيئات الموجودة في هذا الكائن، مما يتسبب في اهتزازها. هذا ما يحصل عندما تتفاعل موجة صوتية مع جسيمات الكائن.
تردد الرنين
التردد هو عدد من الموجات الصوتية التي تمر من خلال نقطة واحدة خلال مدة 1 ثانية، ويقاس بالهيرتز. كل مادة لها تردد معين يمكن من خلاله اهتزاز جزيئاتها. من أجل أن تسبب الموجات الاهتزاز فإنه يجب أن يقع تردد الموجة في نطاق تردد الرنين للكائن.
على سبيل المثال، إذا قمت بتشغيل الموسيقى الصاخبة على مكبرات الصوت فإن ذلك يجعل الجبس في غرفتك يهتز، وهذا يعني أن الموجات الصوتية المنبعثة من مكبرات الصوت تقع في مكان ما في نطاق تردد الرنين للجبس.
حالة تحطم الزجاج
من أجل كسر الزجاج بواسطة الصوت البشري فقط، لابد من النظر في عدد قليل من العوامل الهامة. أولاً، لتحطيم الزجاج، ينبغي أن يكون تردد الموجات حوالي 550 هيرتز. لذلك، على الشخص الذي يريد أن يحطم الزجاج بصوته أن يتأكد من أن صوته يمكن أن يحقق تردد هذا النطاق.
عامل مهم آخر هو ارتفاع الصوت أو شدة الموجة الصوتية. يجب أن يكون الصوت مرتفعاً للغاية، بحيث أنه يحمل ما يكفي من الطاقة ليهز جزيئات الزجاج بطريقة قوية. صوت الإنسان غير مُدرب على ذلك، عموماً، فإنه يمكن استخدام أساليب اصطناعية (المعدات الإلكترونية) لزيادة شدة الصوت إلى المستوى المطلوب.
تطبيق ذلك على الزجاج الفارغ يكون أسهل من تحطيم كأس زجاجي به ماء. علاوة على ذلك، يمكن للعيوب الطفيفة في هيكل الزجاج أن تساعد على تحطيمه بشكل أكثر سهولة، حيث توفر هذه العيوب نقاط ضعف مثالية.
كسر الزجاج فقط بواسطة الصوت البشري هو أمر ممكن
لكن على المغني أن يكون مدرب تدريباً جيداً ومحظوظ بشكل لا يصدق. أثبت برنامج “مثبوسترس” التلفزيوني الذي يأتي على قناة ديسكفري، أن كسر الزجاج بهذه الطريقة هو ممكن فعلاً.