أصبح اليوم واضح للجميع أهمية البيئة الصحية و آثارها الإيجابية على حياتنا اليومية بشكل مهم, حيث أن ظاهرة الإحتباس الحراري و تلوث الهواء و مياه الشرب و القضايا العالمية البيئية الأخرى أصبحت تؤثر على حياتنا سلبيا بشكل مباشر أو غير مباشر. كما شهدت السنوات الأخيرة إرتفاع متوسط درجات الحرارة بشكل ملحوظ على مستوى العالم مما جعل المهتمين في البيئة و المواطنين يطالبون بتوفير المزيد من المساحات الخضراء لأهميتها في مكافحة إرتفاع درجات الحرارة الشديدة, حتى أصبحت العقارات المجاورة للحدائق و المنتزهات العامة لها قيمة إضافية للفوائد التي يحظى بها أصحاب العقارات من هذه المرافق. كمثال على ذلك فإن حي تشيلسي السكني في مدينة نيويورك الأمريكية شهد إرتفاع في أسعار العقارات العقارات السكنية بعد عملية التوسعة و تطوير حديقة الهاي لاين, كما أن أسعار العقارات في مدينة شيكاقو الأمريكية ارتفعت بنسبة 7.1% في المائة في فترة لا تتجاوز 6 أشهر بعد إفتتاح حديقة بلومينكدال تريل المشابهة لحديقة نيويورك.
و أشارت الدراسات إلى أن المدن التي تحتوي على نسبة عالية من المساحات الخضراء كالمنتزهات و الحدائق يحظون بنوعية حياة أفضل إذا علمنا بأن أكثر من 50 في المائة من سكان العالم يقطنون في المدن اليوم و أنه من المتوقع بحلول عام 2045 سيرتفع الرقم الى حوالي 70 في المائة مما يوضح أهمية المساحات الخضراء في المدن أكثر من أي وقت مضى. و وفقا لدراسة أجرتها المنصة العالمية للعقارات “لامودي” على عملائها في الأسواق الناشئة فإن الغالبية العظمى من أفراد العينة يؤمنون بأهمية العقارات المستدامة و المباني الصديقة للبيئة لتأمين مستقبلهم و مستقبل أبنائهم للعيش في مناطق صحية لهم و لا مانع لديهم من إنفاق مبالغ إضافية للحصول على المزيد من المسطحات الخضراء. و كان من المثير للدهشة بأن بعض المشاركين لم يلقوا بالا بالمشكلة التي تواجه العالم حيث يعتقدون أن الإضرار بالبيئة لا يؤثر على نوعية الحياة في المدن بالنسبة لهم.