يعتقد الكثير من الناس أن تجنب الطيارين التحليق فوق المحيط الهادئ يعود لأسباب أمنية، لكن ليس لهذا السبب يخشى الطيارون العبور بطائراتهم فوق أعمق محيطٍ على وجه الأرض. إذًا ما السبب الحقيقي؟
لماذا يتجنّب الطيارون التحليق فوق المحيط الهادئ ؟
إن كُنت من المسافرين الدائمين، مؤكّد أنك لاحظتَ تجنّب قائد الطائرة التحليق فوق المحيط الهادئ، أو على الأقل تجنّب العبور فوق منتصفه والاكتفاء بالطيران على أطرافه أو اختيار طُرق أخرى. هل تعتقد أن السبب مرتبط بدواعي السلامة والأمان؟ قد يكون كذلك نظرًا لأن هذه البقعة هي أعمق المسطّحات المائية في العالم.
هذا يعني أنه إن واجهت الطائرة مشكلة أثناء الطيران فوقه، فإن الطيارين سيُواجهون أوقاتًا عصيبة في محاولة تحديد مكان للهبوط بدون حوادث محتملة. إذ يُحاول الطيارون في كل مرة اختيار مسارات قريبة من أكبر عدد ممكن من المطارات أو المهابط المعروفة أخذًا بعين الاعتبار حالات الطوارئ محتملة الحدوث.
مع لك، ليس هذا هو السبب الرئيسي وراء تفضيل الطيارين عدم التحليق فوق المحيط الهادئ. السبب الحقيقي يكمن في رغبة الطيارين توفير الوقود والوقت. نعم هذا صحيح! فشركات الطيران في نهاية المطاف هي مؤسسات ربحية تسعى لتحقيق الأرباح.
لهذا السبب، يُخطط الطيارون لرحلاتهم قبل الإقلاع للتأكد من أن المسار المُختار للرحلة قادر على توفير الوقت والوقود، ما يعني زيادة في توفير المصاريف والأموال. لكن مهلًا، هل يبدو المسار المقطوع عبر المحيط الهادئ أقصر من اختيار مسار آخر على أطرافه؟ قد تظن ذلك إن كُنت تنظر إلى خريطة العالم السطحية، ولم تتدارك أن الكرة الأرضية ليست مسطّحة، إنما تتخذّ شكل بيضاوي يبرز من الوسط، ما يجعل المسافة بين نقطتيْن على اليابسة تربطان المحيط الهادئ عبر منتصفه، أطول من المسافة على أطرافه.
هذا يعني أن اختيار الطيّار مسار آخر على أطراف المحيط الهادئ بدلًا من عبور منتصفه يُعتبر أقصر، ما يعني توفيرًا في المال، واختصارًا للوقت بالنسبة للمسافرين كذلك، وهي صفقة رابحة لكلا الطرفيْن!
اقرأ أيضًا:
لماذا لا تُحلق الطائرات بخط مستقيم؟
لماذا يبدو أن الطائرات تسير ببطء في السماء؟