انطلاقاً من حرص خليفة وبتوجيهات من محمد بن زايد وفي إطار التعاون الاستراتيجي بين حكومتي البلدين
يستضيف مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني الجلسة التشاورية الثالثة والأخيرة لوضع الخطة العمرانية الاستراتيجية لجزر سيشل بعنوان: كيف نحقق الأهداف المرجوة؟
أبوظبي، 12 مايو، 2015: انطلاقاً من حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وفي إطار توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتعزيزاً لعلاقات الصداقة وتفعيلاً لأطر التعاون بين حكومتي دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية سيشل، انطلقت فعاليات الجولة التشاورية الثالثة والأخيرة التي تشهد مناقشة آخر مستجدات وتطورات الخطة العمرانية الاستراتيجية وتضع أسسها وركائزها الرئيسية في جمهورية سيشل خلال الخمس وعشرين سنة القادمة.
كان افتتاح الجلسة التشاورية الثالثة والأخيرة التي استضافها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني بحضور حوالي 120 ممثل من الجهات المعنية في القطاعين الحكومي والخاص، والتي تتضمن عدداً من وزراء الحكومة وكبار المسؤولين الذين اجتمعوا في العاصمة فيكتوريا للاطلاع على سير العمل والمشاركة في إعداد رؤية واضحة المعالم للمستقبل العمراني المستدام في جمهورية سيشل.
ويعد هذا اللقاء الذي يستمر على مدار ثلاثة أيام حتى يوم الأربعاء (13 مايو) الفرصة الأخيرة للمخططين والجهات المعنية للاتفاق على تفاصيل الخطة العمرانية، وتحديد التحديات والعقبات التي قد تواجه هذه الخطة ومناقشة سبل التعاون لمواجهتها.
وقد انطلقت فعاليات الجلسة التشاورية بكلمة ترحيب ألقاها معالي كريستيان ليونيت، وزير الأراضي والإسكان في حكومة سيشل قال فيها: “بالنيابة عن فخامة رئيس جمهورية سيشل جيمس ميشيل، أنتهز هذه الفرصة لأنقل لكم عميق امتناننا لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم إمارة أبوظبي، ولمجلس أبوظبي للتخطيط العمراني لما قدموه لنا من دعم هائل”.
وعمل مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني تحت إشراف حكومة أبوظبي من أجل تقديم المساعدة الفنية اللازمة لهذا المشروع الذي انطلق خلال شهر مايو 2014، والذي يهدف إلى وضع خطة هيكل عمل عمراني من شأنه أن يحقق تطوراً مستداماً في جمهورية سيشل بحلول عام 2040.
كانت الجلسة التشاورية التي تقام تحت عنوان: “كيف نحقق الأهداف المرجوة؟” قد سعت إلى إتمام العمل الذي شهدته الجولتان التشاوريتان السابقتان واللتان أقيمتا خلال شهر سبتمبر من العام الماضي وشهر يناير من العام الجاري، كما شكلت الفرصة الأخيرة لاعتماد الركائز والأسس التي تقوم عليها التطلعات المراد تحقيقها وذلك من خلال إجراء التشاورات مع الجهات المعنية في القطاعين الحكومي والخاص،
والتعاون لإتمام العمل ووضع رؤية واضحة المعالم للخطة الاستراتيجية لجزر سيشل، والتي تتضمن وضع خطة عمل هيكل لجزيرة ماهي ومخططاً رئيسياً للعاصمة فيكتوريا.
وارتباطاً بهذا السياق يتوجب على الجهات المعنية اعتماد المعلومات الافتراضية التي يقوم عليها المخطط (مثل النمو السكاني، وتعداد أفراد العائلات وغير ذلك من المعلومات)، بالإضافة إلى القيام باختبار الاستراتيجية التي يقوم عليها المخطط والموافقة عليها، ثم البدء بالتنفيذ بعد ذلك.
كما سيتم الاتفاق خلال الجلسة التشاورية على خطة عمل الهيكل وتفاصيل تنفيذ الأعمال المتعلقة بخطة عمل الهيكل في جزيرة ماهي (تتضمن آليات التسلم، وتوزيع المسؤوليات، وأولويات العمل والتحديات المحتملة).
كما تشهد الجلسة التشاورية الاتفاق على مسودة خطة العمل الرئيسية في العاصمة فيكتوريا، والتي تتضمن أساليب العمل والتنفيذ، وتشمل وضع التصميم المفصل لثلاث مناطق رئيسية في العاصمة فيكتوريا وتتضمن السوق، والواجهة المائية، ومنطقة مونت فلوري. كما توضح الخطة العديد من التفاصيل مثل الربط بين المناطق، والتوزع، وتطوير الطرقات، وتحسين واجهات المباني، وشبكة الأماكن المفتوحة.
وستحظى الجهات المعنية من خلال هذه الجلسة التشاورية بفرصة لاستعراض واختبار خيارات التطوير الثلاث وإجراء النقاشات والمشاركة في تقديم الآراء والمقترحات حول هذه الخيارات وكيفية تنفيذها على المدى القصير والمتوسط والطويل. كما ستساهم هذه النقاشات في وضع أسس تنفيذ الخطط وتوثيق الأعمال المطلوبة التي تضمن تطبيق الخطة الاستراتيجية لجزر سيشل وتنفيذها بشكل ناجح.
وستغطي الخطة الاستراتيجية لجزر سيشل كافة الجزر التي تتكون منها الجمهورية مع التركيز بشكل خاص على ماهي، الجزيرة الرئيسية. كما تتضمن الخطة الاستراتيجية مخططاً يشتمل على التطور العمراني والنمو المستدام لجزر سيشل خلال 25 سنة القادمة.
وفي تصريح له قال المهندس عامر الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع التخطيط والبنية التحتية في مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني: “تشهد الجلسة التشاورية الثالثة استعراضاً واختباراً لخيارات التطوير الثلاث التي تتضمن استراتيجيات العمل والخطط الهيكلية. كما سيتم التركيز على اعتماد الأسس التي يقوم عليها المخطط الرئيسي للعاصمة فيكتوريا، ووضع التصميم المفصل للمناطق ضمن العاصمة، من أجل الاطلاع على الخيارات المحتملة بحلول عام 2040. كما سيطلع المعنيون على خيارات التطوير الثلاث وكيفية تطبيقها وتنفيذها. وبذلك نكون قد وصلنا إلى الشكل النهائي للخطة الاستراتيجية الخاصة بجزر سيشل، والتي من المتوقع أن تكتمل خلال شهر يونيو”.
وأضاف بقوله: “إنه مشروع هام وناجح بالنسبة لمجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، وقد كان التعاون مع حكومة جمهورية سيشل مثمر، ونحن فخورون بالخبرات التي قدمناها والتي اكتسبناها من خلال العمل الذي أنجزناه أثناء وضع خطة أبوظبي، والتي ستعود بالفائدة على سكان جزر سيشل”.
وبدوره صرح معالي كريستيان ليونيت، وزير الأراضي والسكن في حكومة سيشل: “ستستفيد جمهورية سيشل من إعداد الخطة التفصيلية التي تهدف إلى وضع مخطط هيكلي عمراني تطويري من أجل تحقيق نمو مستدام حتى عام 2040”.
وأضاف بقوله: “لقد منحت عملية إعداد هذا المخطط الحكومة والأطراف المعنية المهارات والخبرات اللازمة لتطبيق الخطة وتطويرها عند الحاجة. وقد شهد هذا المشروع نجاحاً كبيراً، ونتطلع للانتقال إلى مرحلة التنفيذ”.
سيعمل المشروع على إعداد خطة تطوير عمرانية تحقق تنمية مستدامة في جزر سيشل خلال السنوات الخمس والعشرين القادمة، كما ستساهم في تحديد الأولويات، وتلبية الاحتياجات المختلفة في شتى المجالات كالمجال الاقتصادي وتفعيل نموه وتنوعه، والمجال البيئي للتأكد من الاعتماد على مبادئ الاستدامة ومراعاة المحافظة على البيئة في المواقع المناسبة خلال كافة مراحل التطوير، وتخصيص أراضٍ للاستخدام السكني والاقتصادي، والمجالين الثقافي والاجتماعي من حيث حماية الحرف المحلية والتراث.