إن كنت ممن يركزون في بعض الأشياء لفترة طويلة، مثلًا تضع كل تركيزك في لعبة كاندي كراش أو تركز في قراءة القصص البوليسية، أو كنت ممن يعد قضاء وقت طويل على اللابتوب جزءًا من عملهم كالمبرمجين والمطورين، أو الكتّاب والصحفيين، فعلى الأرجح أنك عرضة لما يُسمى بتأثير أو متلازمة تتريس.
ما هي متلازمة تتريس؟
متلازمة تتريس تحدث بسبب الممارسة المكثفة لنشاط معين لدرجة أنها تؤثر على الأحلام، وقد سُميت بهذا الاسم نسبة إلى اللعبة الشهيرة تتريس، وهوس البعض بها. أول من وضع هذه الفكرة هو المؤلف “جيفري جولدسميث” عام 1994 والذي ذكر كيف أثّرت لعبة تتريس على نومه وشعوره أنه لا يزال يلعبها بينما هو نائم. هذه الظاهرة دفعت العلماء لاستكشاف الذاكرة وبنية الدماغ.
وفي عام 2000 حاول الطبيب النفسي في جامعة هارفارد “روبيرت ستيك جولد” البحث في استمرار شعوره بتسلق الصخور خلال نومه بعد مرور يوم على تسلق الجبل. حتى بعد أن حاول التفكير في شيئ مختلف، بقيت الصور عالقة في ذهنه. وللوصول لنتائج أجرى دراسة بالتعاون مع طلابه في مختبر النوم في جامعة هارفارد.
توصّلت الدراسة إلى أن 60% من الطلاب الذين قاموا بلعب تتريس لعدة ساعات شاهدوا قطع تتريس تتحرك عند نومهم. وهم لا يزالون نائمين، استمرت أدمغتهم بالتفاعل مع اللعبة. ومن المثير أن اثنين من الطلاب ممن يعانون من فقدان الذاكرة، استمرا برؤية تحرك كتل تتريس خلال نومهم، على الرغم من أنهم لم يتذكروا اللعبة بعد ذلك على الإطلاق.
كيف يحدث هذا الأمر؟
يتعلق هذا الأمر بكيفية معالجة أدمغتنا للذكريات. فمنطقة الحصين في الدماغ تعمل على تخزين الذكريات الواضحة (متخصصة في معرفة -ماذا-) من أحداث الحياة الحقيقة، بينما القشرة الدماغية تعمل على تخزين الذكريات الضمنية والإجرائية (متخصصة في معرفة -كيف-)، مثل قواعد لعبة تتريس.
السبب الذي جعل من يعانون من فقدان الذاكرة والذين لديهم تلف في منطقة الحصين يحلمون بكتل تتريس، هو أن تأثير تتريس يحدث في نظام الذاكرة الضمنية.