من الطبيعي أن نقوم بالاستحمام أو شطف أجسامنا بالماء على الأقل يوميًا أو كل عدة أيام. لكن هناك سبب غريب يدفع شخصًا يسمى “ديفيد ويتلوك” من بوسطن لعدم الاستحمام منذ سنين. ويتلوك لا يقوم بتجربة علمية، لكنه يعتقد أن الإنسان لا يحتاج إلى الاستحمام ليبقى نظيفًا وصحيًا. ويمكن للصابون أن يضر بالنوع المفيد من البكتيريا، والموجود على البشرة.
وللقضاء على الروائح التي تسببها البكتيريا، فقد صمم “ويتلوك” بخاخًا مضادًا للبكتيريا ومعطرًا للجسم وأطلق عليه “Ao+Mist” ويباع اليوم تحت اسم شركة “AoBiome” تحت العلامة التجارية “Mother Dirt”. وتأمل الشركة في أن تقلل هذه المستحضرات من الحاجة إلى الصابون ومضادات التعرق بشكل يقلل الحاجة إلى الاستحمام. ويقول أحد الخبراء بأن الإنسان ليس بحاجة إلى الاستحمام للبقاء صحيًا، وكذلك ليس هناك أي دليل على وجود بكتيريا نافعة للجلد.
وقد بدأ “ويتلوك” بعدم الاستحمام حين سأله أحد الأصدقاء عن الحصان حيث يتدحرج حول التراب في فصل الربيع، وسأله عما إذا كان يغطي نفسه بمادة مفيدة من التراب. وقد توصل إلى أن الحصان يغطي نفسه بنوع من البكتيريا يسمى ” Nitrosomonasgenus” ، والتي وُجدت تعيش في الفقاريات واللافقاريات.
وخلافًا لأنواع البكتيريا التي توجد على بشرة الإنسان، فإن بكتيريا ” Nitrosomonas ” تعمل على تكسير الأمونيا، لتنتج النتريت وأكسيد النيتريك. فالنتريت مادة قوية مضادة للجراثيم، وتوجد تريليونات من مستقبلات أكسيد النيتريت في كل خلية من خلايا الجسم، وتعمل هذه المادة على عدة أشياء من استرخاء الأوعية الدموية إلى وظائف الاتصال بين الخلايا الدماغية.
العرق في الغالب يتكون من الماء وبعض المواد الغنية بالدهون مثل اليوريا والتي تتكسر إلى أمونيا والذي يعمل على تهيج الجلد، وكذلك تعمل بكتيريا المكورات العنقودية، وبكتيريا حب الشباب على إفراز المواد التي تسبب رائحة العرق. أما بكتيريا Nitrosomonas حين تعيش بشكل طبيعي على البشرة فإنها تتغذى على الأمونيا، في الجلد وتحتفظ بالبكتيريا النافعة، ما يقلل من الرائحة الكريهة للجسم.
وعلى خلاف البكتيريا الأخرى، فهذا النوع من البكتيريا يستوطن الجلد ببطء شديد، ولنمو طبقة صحية من هذه البكتيريا يحتاج الجلد ربما لشهور. لهذا السبب لم يستحم “ويتلوك” منذ 12 سنة، لكنه اكتفى بغسل اليدين كونها ناقلة للعدوى. ويرى أحد الخبراء بأن لا داعي للاستحمام فالجلد عضو متجدد ذاتيًا ينتج كل المركبات الهامة بما في ذلك الجزيئات المناعية، ومثبطات نمو البكتيريا!