صوت تطرب له الآذان، وترق من شدة روعته القلوب، شيخ المؤذنين ومؤذن المسجد الحرام علي ملا صوت مألوف اعتدنا على سماعه ليس في الحرم فقط، إنما في جميع أصقاع الأرض.
الشيخ علي ملا من مواليد عام 1945 بمكة المكرمة، لعائلة اشتهر معظم أفرادها بالعمل كمؤذنين. فجده علي عبدالرحمن ملا كان مؤذنًا في الحرم، وكذلك أبوه وعمه صديق وعمه عبدالرحمن وأبناؤه عبداللطيف وعبدالله، كما أن جده لأمه عبدالله خوج من مؤذني الحرم وكذلك عبدالحفيظ وابنه توفيق كانوا يعملون في الأذان بالحرم المكي الشريف. يرتبط تاريخ العائلة بإقامة الأذان في الحرم منذ 200 عام، وقد هيّأ هذا الجو الفرصة أمام ملا ليتابع مسيرة الأذان، فرفع الأذان لأول مرة وهو في الرابعة عشرة من عمره.انتقل الشيخ ملا خلال فترة دراسته إلى الرياض حيث درس التريبة الفنية، وقد تم ترشيحه ليكون وكيلًا للمعهد الذي تخرّج منه، لكنه كان يرغب في العودة إلى مكة المكرمة، ومواصلة الطريق الذي عهده آباؤه وأجداده في رفع الأذان في الحرم. وقد كان الشيخ حسن آل الشيخ أول من سمع الشيخ ملا أثناء رفعه الأذان في أحد الاحتفالات وأُعجب بصوته فساعده على العودة إلى مكة.وعن سر تلقيبه بـ “بلال الحرم” فكما ورد في موقع أخبار 24 يقول ملا أن هذا اللقب أطلقته عليه إحدى الصحف الإنجليزية أثناء إحدى مشاركاته في الخارج، وتم إبلاغه باللقب لاحقًا والذي فرح به كثيرًا.كان الشيخ ملا أول من يرفع الأذان بعد توقف 23 يومًا خلال حادثة اقتحام الحرم وحصاره على يد جهيمان العتيبي عام 1400هـ/1979م، فكان هو أول من يرفع أذان صلاة المغرب، وذلك بحضور الملك خالد بن عبد العزيز “رحمه الله”.ويتحدث الشيخ ملا عن موقف حصل له مع الشرطة، حيث خرج في إحدى المرات متأخرًا لرفع أذان الفجر، فاستقل سيارته وكان مسرعًا، فأوقفته إحدى دوريات الشرطة لسرعته، وقد كاد رجل المرور أن يحرر له مخالفة لولا أنه قد أخبره أن عنده أذان، فقال له الشرطي “الأذان يشفع لك” وتركه يمضي.