تقول الحكمة: مُصيبة قومٍ عند قومٍ فوائد”! بعد أن أصبح فيروس كورونا الحديث الشاغل لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وتخوّفات دولية كبيرة من تحوّله إلى وباء عالمي، بعض الجهات الأخرى حصلت على “فوائد” غير متوقّعة من هذا الفيروس اللعين!
فيلم تم إنتاجه قبل تسع سنوات يرسم صورة مرعبة للإنسانية بعد أن انتشر فيروس مُميت يُهدد بالقضاء على سكان العالم بأسره! فيلم Contagion الذي أُنتج في عام 2011 أصبح trend بطريقة غريبة وحاز على شعبية كبيرة بين جمهور المتابعين تزامنًا مع تصاعد نجم فيروس كورونا في الصين!
فيلم Contagion “العدوى” يحصد نسبة مشاهدات كبيرة بفضل فيروس كورونا!
من المؤكد أن المستقبل القريب سيُخلّد فاجعة الصين في مواجهتها للفيروس المُميت وقصص إنسانية عديد من هذا الجانب. لكن الغريب أن فيلمًا من الماضي سلّط الضوء على وباء قاتل يُشبه إلى حدٍ كبير ما تُعانيه الصين حاليًا في مواجهة فيروس كورونا دون التوصل إلى صيغة علاجية تقضي على الفيروس تمامًا.
الفيلم الذي أُنتج في عام 2011، حقّق حينها إيرادات كبيرة بلغت 136 مليون دولار في شباك التذاكر. وعلى الرغم من عدم شهرته في العالم العربي، لكن الأنظار اتّجهت كلّها اليوم من مختلف دول العالم إلى هذا الفيلم الذي زادت شعبية بشكلٍ كبير بسبب الحديث المتواصل عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، وتشبيه المستخدمين أحداث الفيلم بما يحدث حاليًا في الصين. فالأحداث تبدو متشابهة فعلًا مع انتشار فيروس كورونا والجهود المتواصلة للقضاء عليه.
نقاط التشابه بين Contagion وفيروس كورونا
البعض من مؤيدي نظرية المؤامرة، يعتبرون أن فيلم Cintagion تنبّأ بدقة بما سيحدث في المستقبل، وهو ما نعيشه الآن مع تفشي فيروس كورونا في الصين. واستند هؤلاء في ادّعائهم هذا إلى أحداث الفيلم التي تُشبه ما يجري الآن بشكلٍ واضح ومريب. منها أنه وفي الفيلم، بدأ الوباء بالانتشار في شرق آسيا وتحديدًا في هونج كونج الصينية، وفي الواقع، فقد كانت مدينة ووهان الصينية نقطة الانطلاق لفيروس كُورونا!
في الفيلم، أصيب الناس بصورة مفاجئة وبأعداد كبيرة بالوباء دون العثور على لقاح أو علاج يُمكنه أن يقضي على مسبب المرض، وهو نفس ما تُعايشه الصين اليوم. كما أن سرعة انتشار الوباء وتشابه أعراضه مع أعراض فيروس الإنفلونزا من ارتفاع في درجة الحرارة وصداع وصعوبة في التنفس تُشبه إلى حدٍ كبير أعراض فيروس كورونا اليوم!
أما عن أحداث الفيلم المرعبة، فالقصة تدور حول شابة أمريكية كانت في رحلة عمل إلى هونج كونج الصينية حيث تلتقط العدوى هناك، وعند عودتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تنقل العدوى معها وتتسبب بإصابة الملايين منه بالتديج. وبسبب هذا الوباء، يموت قرابة 2 ونصف مليون أمريكي و26 مليون وفاة خارج العالم في ظرف 26 يومًا فقط!
هل يبدو غريبًا أن السبب الرئيسي لتفشي الوباء في Contagion هو الخفافيش؟ نقطة أخرى مريبة تشترك فيها أحداث الفيلم مع ما يعيشه العالم اليوم في مواجهة كورونا! فالعلماء يُرجّحون أن السبب الرئيسي الأولي في انتشار فيروس كورونا هو حساء الخفافيش! ذلك لأن الخفافيش تُعتبر من الحيوانات الناقلة للأمراض إلى الإنسان.
السينما مرآة الواقع!
لم يكن Contagion الفيلم الوحيد الذي تطابقت أحداثه بطريقة مريبة مع وقائع حدثت في المستقبل. فالعديد من الأفلام عالجت فكرة “خيالية” معيّنة تفاجأ الجمهور أنها حدثت حقيقة بشكلٍ أو بآخر في المستقبل.
جميعنا نذكر مشهد الثقب الأسود الذي عُرض في فيلم Interstellar الذي اعتبره النقّاد تحفة سينمائية عظيمة عند عرضه في عام 2014. الغريب أن مشهد الثقب الأسود كان مُشابهًا إلى حدٍ كبير للصورة التي التُقطت لأول مرة للثقب الأسود وعرضتها وكالة ناسا الفضائية في عام 2019! وكل من تابعوا Interstellar لاحظوا هذا التشابه الغريب!
ليس من الغريب أن نجد أن أحداث الحاضر والمستقبل تُطابق أفكارًا عُرضت سابقًا في أعمال سينمائية. فالسينما هي مرآةٌ للواقع، وفي معظمها تُناقش قضايا وأحداث وإن كانت خيالية، لكنها تستند إلى مُعطيات واقعية.
ويُمكن أن نعتبر هذا التشابه إيجابيًا، ذلك لأنه يُعلّم البشرية على كيفية التصرف في الأزمات. فقد تناول فيلم Contagion أحداثًا عديدة لطريقة التصرف مع الوباء، ويُمكن أن يُؤخذ بها في التعامل مع الفيروس اليوم.
اقرأ أيضًا:
هل يُمكن أن ينتقل فيروس كورونا عبر الطرود البريدية؟