تشغيل أكبر شمس صناعية في العالم!
من أجل إجراء بعض الاختبارات المهمة التي تهدف إلى حماية البيئة من عوادم الكربون مستقبلًا، يأمل العلماء أن تنجح تجربة تشغيل أكبر شمس صناعية في العالم قادرة على توليد حرارة تصل حتى 3500 درجة سيليزية!
حيث يقوم علماء ألمان بتركيب مصابيح ضخمة مع بعضها البعض لتتحول عند تشغيلها إلى شمس صناعية ضخمة على أمل استعمال المصدر الضوئي المكثَّف في توليد وقود صديق للبيئة والمناخ.
التجربة يتم إجراؤها في مدينة “جوليش”، التي تبعد حوالي 30 كلم إلى الغرب من مدينة كولونيا. إذ تتألف الشمس الاصطناعية من 149 مصباحًا ضوئيًا ضخمًا. ومن المتوقع أن تُنتج هذه التجربة طاقة ضوئية أكثر شدة بـ 10000 مرة من شدة الأشعة الشمسية الطبيعية الواصلة إلى الأرض.
وعندما يتم تشغيل المصابيح معًا وتركيز الضوء على بقعة واحدة، يُمكن توليد حرارة تصل درجتها إلى 3500C، أي أعلى بحوالي 2 – 3 مرات من حرارة فرن الصهر، وذلك وفقًا لما ذُكر في تقرير نُشر في مجلة “الغارديان“.
البروفيسور “برنارد هوفشميدت”، مدير مركز أبحاث الفضاء الألماني، قال: (إذا ذهبت إلى الغرفة في وقت كانت تعمل فيه مصابيح الشمس الصناعية ستحترق مباشرة!).
وتهدف التجربة إلى التوصل للظروف المثالية لتفاعل إنتاج وقود الهيدروجين الذي يتم بشكل طبيعي بأشعة الشمس المكثَّفة في الفضاء.
ولا تُعتبر فكرة التجربة حديثة، بل تم تطبيقها من قبل على محطات الطاقة الشمسية التي تستعمل المرايا لتركيز أشعة الشمس على المياه لإنتاج البخار وتحريك التوربينات لتوليد الطاقة الكهربائية.
ويأمل العلماء بالمثل أن يتم توليد وقود الهيدروجين في تفاعلٍ مماثل من بخار الماء. حيث يُستعمل الهيدروجين كمصدر وقود للطائرات والسيارات.
وعلى الرغم من استهلاك التجربة كمية هائلة من الطاقة – أربع ساعات من تشغيل المصابيح في التجربة تعادل استهلاك أسرة من أربعة أفراد للكهرباء في السنة بأكملها! – إلا أن العلماء يأملون في المستقبل القريب من إنتاج الهيدروجين بطريقة محايدة للكربون لإنتاج وقود خالٍ من ثاني أكسيد الكربون للسيارات والطائرات، وتغيير المناخ بشكلٍ أسرع للأفضل.
اقرأ أيضًا:
جهاز يشبه الاسفنجة لتسخين المياه من خلال أشعة الشمس
