عند قيادتك لسيارتك فإنه في ثواني معدودة قد تتحول رحلتك إلى خطر يهدد حياتك، وذلك عندما ترفع جوالك لترد على مكالمة هاتفية مثلاً، أو أن الأمر يزداد خطورة عندما تقوم بكتابة رسالة نصية، ويزداد بشكلٍ أكبر حينما تشاهد مقطع فيديو أرسله لك أحدهم عبر الواتساب.
في إطار ذلك فقد أكد أحمد السبيعي، أخصائي نفسي، ورئيس قسم الخدمة النفسية بالقصيم ل”العربية.نت” أن غالبية حوادث المرور أسبابها نفسية. حيث قال: “إن العلاقة الروحية ما بين الشخص وسيارته قد تكون من أسباب الحوادث”. وأضاف: “يبالغ قائد السيارة بالحديث عن سيارته وارتباطه روحياً بها وتسميتها وربما وجودها في أشعار ينظمها أحياناً رغم أنها علاقة مادية بحتة”.
يرى السبيعي أن اهتمام الشخص بسيارته يعود إلى ناحية مادية، مشيراً إلى أنه عندما يتوفر لديه مبلغ أكبر يقوم بتغيير السيارة ويشتري أخرى جديدة. وقال السبيعي: “أكبر هموم الشخص عند وقوع حادث، كيف سيؤمن مبلغاً لإصلاحها، وهذا ما وفره التأمين بشكله الحالي”. وقال: “نفسياً، الشخص لا يهتم إلا بالماديات ولا ينظر لأي شيء آخر”.
لكن السبيعي أشار إلى أن قضية التأمين حلت جزءاً كبيراً من مشاكل الحوادث التي يقوم بها المراهقون: “بالتالي لا يهتم بوقوع الحادث كل ما يهمه، هو متى سيتم إصلاحها وكم المبلغ ومن سيدفعه؟”، مشيراً إلى أن غياب الرادع المادي في الحوادث شكل سبباً رئيسياً للحوادث المرورية.
وأشار السبيعي إلى أن الجوال بات جزءاً من عدم الاهتمام الذي يبديه سائق المركبة في الشارع: “وهذا نتيجة لعدم الصبر والاهتمام وأيضاً غياب الرادع المادي الكبير. كل المخالفات بسيطة ولا ترتقي لحجم المشكلة”.
ما هي أسباب الحوادث المرورية في السعودية؟
يرى المتحدث الإعلامي للإدارة العامة للمرور، اللواء علي الرشيدي، أن السلوك الخاطئ لسائق المركبة وعدم اتباع الأنظمة والمخالفة باستمرار، تأتي في مقدمة أهم “10” أسباب للحوادث القاتلة في السعودية.
وأوضح اللواء الرشيدي أن السرعة الزائدة تأتي في المرتبة الثانية في حوادث المرور القاتلة في السعودية، فيما يُعد قطع الإشارة العامل الثالث، في حين يحتل عامل عكس السير المرتبة الرابعة. ويأتي خامساً؛ الانشغال بالجوال أو بأي سبب آخر يؤدي لعواقب وخيمة في الطرق.
كما أن قيادة المركبة تحت تأثير المسكرات أو في حالة غير طبيعية تؤدي للحوادث القاتلة، وتأتي في المرتبة السادسة. فيما يأتي التفحيط والتهاون في التعامل مع المركبة والاستهتار في الطريق ورواده أحد مسببات الحوادث في السعودية كعوامل لاحقة.
وكشف اللواء الرشيدي عن أن النسبة الأكبر تقع على قائد المركبة، حيث النظام العالمي يضع “85%” على قائد المركبة وعدم التزامه بقواعد المرور، بينما تتوزع النسبة الباقية على سوء تنفيذ الطرق، وكذلك قيادة المركبة تحت السن القانونية، إضافة لغياب صيانة المركبة والاهتمام بها بشكلٍ دائم، وهي عوامل إضافية أخرى قد تؤدي إلى هلاك سائق المركبة.