يعتبر تقطيع البصل أسوأ ما يواجهه الطهاة وربات البيوت لما يسببه من انهمار للدموع وتهييج للغدد الدمعية في العين، وذلك بفعل إنزيمات معينة يتم تحريرها عند التقاط مركبات كيميائية متطايرة في البصل تسبب هذا الهيجان الغير محبوب لمعظم إن لم يكن لكل الطهاة والسيدات في العالم! لذلك كان لابد من وضع حد لهذه المشكلة خاصة وأن التكنولوجيا بدأت تدخل عالم المطبخ!
هذا ما فعلته شركة يابانية عندما أعلنت مؤخرا عن انتهاء حقبة الدموع عند تقطيع البصل، وذلك من خلال ابتكار بصل بلا دموع كما أطلقت عليه الشركة! وأعلن العلماء المشاركين في هذا الإنجاز العلمي الكبير أن هذا الاكتشاف تم بعد تعطيل إنزيم معين يفرزه جسم الإنسان استجابة للمواد المتطايرة عند قطع السكين للبصل، وهو إنزيم lachrymatory factor (LF) synthase.
آلية تعطيل الإنزيم المسبب للدموع في البصل
عندما يتم تقطيع بصلة بالسكين فإن ذلك يحفز تفاعلا كيميائيا يولد مادة propanthial S-oxide، أكسيد بروبانثيال، وهي المادة المسؤولة عن إسالة الدموع، كما أن هذا التفاعل يكون مادة thiosulphinate المسؤولة عن خلق نكهة البصل الخاصة.
وخلال التجارب وجد العلماء أن مادة (LF) تتكون بفعل إنزيم يسمى alliinase الموجود في مركب يسمى Prencso، فإذا تم تعطيل هذه المواد الكيميائية الثلاثة فإن مستويات (LF) تنخفض بشكل كبير ويقل التأثير على الغدد الدمعية المنتجة للدموع.
*التركيب الكيميائي للإنزيمات والمواد الكيميائية المنتجة للدموع*
يُذكر أن الشركة اليابانية المسؤولة عن هذا الاكتشاف قد فازت في عام 2013 بقيادة العالم شينسوكي إيماي بجائزة نوبل للحماقة لاكتشافهم العملية البيوكيميائية وراء جعل البصل الناس يبكون، وهي جائزة ساخرة تمنحها جامعة “هارفرد” الخاصة بالأبحاث العلمية التي لا فائدة منها!
وتم تنمية “بصل بلا دموع” في مزارع أليستر فيندلي بتكلفة 1 جنيه استرليني للبصلة الواحدة! الأمر الذي يعني أن بيع بصل بلا دموع لن يكلف المشتري تكلفة أكبر من البصل العادي.