محافظة الوجه كبرى محافظات منطقة تبوك، تقع على ساحل البحر الأحمر. الوجه أقدم مناطق الجزيرة العربية، تعاقبت عليها الحضارات المختلفة لتحتضن معالم أثرية تعود لآلاف السنين. فقد جاء ذكر الوجه في قواميس اللغة العربية، ومعاجمها، بمعنى القليل من الماء، أو منهل الوادي.
تشرف الوجه على ميناء على البحر الأحمر، والذي لعب دورًا كبيرًا في تنشيط التجارة قبل الإسلام وبعده. فكان الأكثر حضورًا على مر تاريخ الجزيرة العربية، فكان الميناء البحري لثمود قوم النبي صالح عليه السلام في الحجر، وميناء بريًا لحجاج بيت الله الحرام. وقد سهل الميناء اتصال الوجه مع غيرها من الدول، والمدن الأخرى الواقعة على ساحل البحر الأحمر، خاصة مصر والسودان.
تشتهر محافظة الوجه بآثار “الصهاريج ” الموجودة منذ الحضارات القديمة، والتي كانت تُستخدم لتوفير وتخزين المياه في ممرات السيول على هيئة أحواض كبيرة شبيهة بالآبار، وبلغ عدد الصهاريج فيها إلى 14 صهريج ماء.
ومن الآثار التاريخية الموجودة في محافظة الوجه، البلدة القديمة وبواباتها، وسوق المناخة الذي يقع على الشاطئ الشمالي للميناء. كما تضم عددًا من القلاع التاريخية والأثرية، ومنها قلعة الوجه وتسمى قلعة السوق، ولا تزال آثارها قائمة إلى الآن.
وتوجد آثار هامة في قرية بدا التي تقع إلى الشرق من محافظة الوجه على بعد 72كم. وقد كانت محطة رئيسة على طريق الحج المصري. يوجد فيها موقع أثري صغير، تنتشر على سطحه كسر الفخار والخزف الإسلامي الذي يعود تاريخه إلى القرنين الهجريين الثالث والرابع. وبجانب هذا الموقع توجد بركة وآثار قنوات للري،وآثار كتابات كوفية منقوشة على الصخور.
جبل على هيئة جمل بارك في المحافظة
جبل رال يقع على بعد 45 كيلومترًا جنوب شرق مدينة الوجه، يعد رمزًا لإبداع الخالق في تشكيله، وهو في الأصل جبلان متقابلان متشابهان، حتى قيل عنهما في الأمثال في معرض تقارب الشبه بين اثنين “ميزان رالين”.