هل كنتَ تتخيل أن تصل صناعة الأفلام السينمائية إلى الحد الذي يسمح لك بالتحكم بأحداث الفيلم ونهايته! هذا ما حدث بالفعل في أحدث فيلم من إنتاج منصة الأفلام والمسلسلات نتفلكس ضمن سلسلة Black Mirror، Bandersnatch.
إذ يُعتبر فيلم Bandersnatch أول فيلم تفاعلي يُمكن للمشاهد خلاله أن يتحكّم بخط سير الأحداث ويختار النهاية التي يُريدها وفق سيناريوهات مقترحة.
نتفلكس تُنتج أول فيلم تفاعلي، وأنت من تُحدد النهاية!
ما هي الدراما التفاعلية؟
قبل كل شيء، من المهم التعريف بالدراما التفاعلية، والتي تعني أن المشاهد يمتلك الدور الأكبر في تحديد آلية سير الأحداث، ومصير أبطال العمل الدرامي أو السينمائي. وذلك من خلال إتاحة خيارات أمامه لاختيار المجرى الذي يرغب أن تأخذه الأحداث.
يضم فيلم Bandersnatch عناصر من الخيال العلمي والرعب. وتدور أحداثه حول مبرمجٍ شاب يعيش في الثمانينيات وتحديدًا في عام 1984، يُحاول تحويل رواية خيالية متعددة الأطراف إلى لعبة فيديو، ويبدأ بمواجهة “تحدي العقل” الذي يجعله يُشكك في الواقع.
وتم إخراج الفيلم من قِبل ديفيد سليد، وهو من بطولة Fionn Whitehead، Will Poulter، و Asim Chaudry. بسبب العنصر التفاعلي في الفيلم، فإنه يمتد ما بين 50 دقيقة إلى ساعتين، حيث تختلف المدة مع اختلاف السيناريو الذي يختاره المشاهد.
خلال الفيلم، يُمكن للمشاهد اختيار الأغنية التي يستمع لها ستيفان، أو ما إن كان عليه قبول عرض للعمل مع شركة ألعاب أو إنشاء لعبة بنفسه، أو قرارات أخرى مصيرية مثل هل يجب نشر الجثة بعد قتلها أو دفنها. ويتبيّن خلال الفيلم أن مؤلف الرواية الخيالية أصيب بالجنون أثناء تأليف كتابه، ثم قتل زوجته في النهاية.
ثم تبدأ التعقيدات بعد أن يبدأ ستيفان يتحويل الكتاب إلى لعبة فيديو معقّدة، حيث يصطدم مع مشاكله النفسية التي نتجت عن تربيته وطفولته الصعبة ومعاملة والديه.
كيف تمكّنت نتفلكس من إنجاز هذا العمل السينمائي؟
كما جاء في صحيفة “independent” البريطانية عبر موقعها الإلكتروني، فإن كتابة هذا العمل اعتمد على منصة Twine المفتوحة والتي تسمح بالخيال التفاعلي وألعاب السرد.
ومن أجل الاستمتاع بهذه التجربة الفريدة، على المتابع أن يمتلك أجهزة معيّنة، إذ لن يعمل الفيلم التفاعلي على كافة الأجهزة، مثل أجهزة Chromecast، و Apple TV، وبعض الأجهزة القديمة. لكن الفيلم مدعوم من قبل معظم الأجهزة الحديثة، ومنصات الألعاب ومتصفحات الويب. كما أن نتفلكس ستقوم بإرشاد الأشخاص الذين يُحاولون الوصول إلى الفيلم بالأجهزة التي تدعم هذه التقنية.
ردود فعل متبانية..
بالنسبة للمشاهدين، فقد انقسموا إلى قسميْن، قسم يجد أنها تجربة فريدة من نوعها وستُحدث تغييرًا كبيرًا في عالم صناعة السينما، وقسم آخر ناقد وساخر من هذه التجربة التي تعني أن المشاهد سيندم على أي قرار خاطئ قام باختياره، ما سيضطره إلى الرجوع لمتابعة الفيلم منذ البداية لتغيير خياراته، وإطالة مدة العرض.
اقرأ أيضًا:
تقنية جديدة تُتيح لك اختيار نهاية الفيلم التي ترغب بها!
فيلم سنمائي من 8 ساعات بلا ممثلين أو حوار!