غالبًا ما يُحرز العدائين السود خاصة القادمين من القارة السمراء أهم البطولات والسباقات العالمية في الجري وألعاب القوى.
ويُعد اللاعبون الكينيون والأثيوبيون الأكثر تفوقًا، أمثال اللاعبتين ألماز أيانا، وفيفيان تشيريوت. أما اللاعب الجامايكي يوسين بولت فهو أسرع إنسان في التاريخ، وأول من حصل على الميدالية الأولمبية لسباق 100 متر بزمن قدره (9.58 ثانية) والميدالية الأولمبية لسباق 200 متر بزمن قدره (19.19 ثانية). فلماذا اللاعبون ذوي البشرة السوداء هم الأكثر تميزًا في الجري وألعاب القوى؟
وفقًا لدراسة أجراها الباحثون في جامعة هوارد في واشنطن وجامعة نورث كاورلينا، فتفوق الرياضيين السود عن غيرهم من الأعراق الأخرى في سباقات الجري، يرجع إلى الاختلافات الجسدية في طول الأطراف، وهيكل الجسم ما يعني أن مركز الجاذبية يميل لأن يكون أعلى في أجسام ذوي البشرة السمراء. فمنذ عام 1968 كان أصحاب الرقم القياسي العالمي للرجال في سباق 100 متر من نصيب الرياضيين السود.
مركز الجاذبية والجذوع
يميل السود لأن تكون أطرافهم أطول، وبمحيط أصغر، ما يعني أن مركز الجاذبية لديهم أعلى بالمقارنة مع نظرائهم من ذوي البشرة البيضاء من نفس الطول. بينما يميل الآسيويون والبيض لأن تكون جذوعهم أطول، ما يعني أن مركز الجاذبية لديهم يكون أقل. هذه الاختلافات لا تهم عمومًا في الحياة العادية، إنما لها أهمية كبيرة في سباقات الجري، فارتفاع مركز جاذبية الشخص يؤثر على سرعة حركة القدمين حين تصل الأرض.
تُعطي هذه الاختلافات الجسدية ميزة للعدائين السود، حتى ضد الرياضيين الآخرين الأكثر طولًا. السيقان مسئولة عن المشي، في حين أن جذع الجسم عبارة عن مجرد وزن زائد على السيقان أن تتحمله، لذلك فإن سباقات الجري تكون من نصيب العدائين أصحاب السيقان الطويلة، والجذوع الأقصر. في المقابل، فإن ذوي البشرة البيضاء يتفوقون في السباحة، حيث يستفيدون من ميزة الجذوع الطويلة التي تزيد من سرعة السباحة.