يشهد عالم ريادة الأعمال في السعودية تطورات وتغييرات كثيرة في السنوات القليلة الماضية مع تزايد الاستثمارات في الشركات الناشئة. هذا النمو المضطرد يعود لكون أحد أهداف رؤية 2030 يرمي لبناء اقتصاد مزدهر من خلال تعزيز عمل الشركات الناشئة والاستثمار فيها.
لا تقتصر رؤية السعودية لسنة 2030 على التركيز على رفع مستوى ريادة الأعمال وزيادة فرص المشاريع، بل ترمي أيضًا إلى رفع مستوى مشاركة وإشراك المرأة في النواحي المختلفة للاقتصاد.
نساء سعوديات تركنَ بصمة في مشاريع ريادة الأعمال والابتكار الرقمي في المملكة..
تدرك المملكة أهمية الاستثمار في قدرات النساء السعوديات وتمكينهنّ من تأمين غدٍ أفضل لأنفسهنّ والمساهمة في تطوير الاقتصاد وتنمية المجتمع السعودي.
وفقًا لتقرير عرب نت عن “واقع الاستثمارات الرقمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين 2013 – 2018″، 16 في المئة من مؤسسي الشركات الناشئة في السعودية هم من النساء، أما المؤسسين الـ 192 الباقين فهم من الرجال. وفي الواقع، بدأت الأمور تتغيّر في المملكة، فعالم الأعمال الذي لطالما سيطر الرجال عليه، بات اليوم مساحة تتزايد فيها مشاركة النساء من خلال الشركات الناشئة. وذلك بعد أن مُنحت النساء المساحة والأدوات اللازمة للتقدّم والنجاح تمهيدًا لقيادة قطاع ريادة الأعمال والابتكار الرقمي في المملكة.
يعقد ملتقى الرياض من تنظيم عرب نت هذه السنة في 10 و11 ديسمبر ومن ضمن المشاركين فيه عدد من قادة القطاع النسائي ورائدات الأعمال المتميزات اللواتي يدفعن عجلة النمو إلى الأمام ويحققن الإنجازات في مجال ريادة الأعمال في المملكة مثل نجود المليك، مديرة فنتك السعودية. وفضلاً عن خبرتها في بناء العلاقات مع العملاء وملفات الأعمال معهم، عُينت المليك في أكتوبر 2018 مديرةً لفنتك السعودية، وهي مبادرة حكومية هدفها دعم جهود تطوير قطاع التكنولوجيا المالية المملكة العربية السعودية.
ديمة اليحيى مستشارة في مجال التحوّل الرقمي والابتكار أطلقت مبادرة “Women Spark” سنة 2015، وهي مبادرة سعت لتزويد النساء بالمهارات التقنية والشخصية والمهنية والتجارية اللازمة لضمان النجاح في القطاع الرقمي. كما تعمل اليحيى على دعم عدد من رائدات الأعمال الصاعدات ليتمكنَّ من استخدام قدراتهنّ الكامنة كلها لدفع عجلة نمو الاقتصاد وقطاع ريادة الأعمال السعوديين.
طوبى تركلي امرأة السعودية مثال آخر عن النساء السعوديات المساهمات في عالم ريادة الأعمال والابتكار الرقمي في المملكة. كونها خبيرة في تطوير الأعمال الدولية والاستثمارات، تركز على الرؤى المستقبلية والابتكار وتطوير التقنية والاستثمارات في أسهم الملكية، نجحت طوبى في تأسيس شركة قطوف الريادة ومؤسسة فلات 6 لابس في جدّة وغيرها من المبادرات الأخرى التي توفر الدعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال.
في الحقيقة، تساعد هذه المبادرات رائدات الأعمال في السعودية إلى إطلاق مسيراتهن المهنية مثل غزال الدوسري، مؤسسة شركة وعود الشرقية التجارية. وبالإضافة إلى كونها رائدة الأعمال السعودية الأولى العاملة في قطاع إعادة تدوير النفايات الصناعية، اختيرت الدوسري من بين “أهم 10 مبتكرين” الذين فازوا بجائزة ميريت (Merit Prize) في مسابقة شركة شيل لايف واير العالمية (Shell LiveWire).
لا بد من الإشارة إلى أن نجاح النساء في قطاع يقوم على الابتكار والمنافسة ليس إلا مؤشرًا على قدرتهنّ على توسيع نطاق الأعمال وتسريعها وتعزيز الاقتصاد ككل حين تتوفر لهن الأدوات والمساحة اللازمة للقيام بذلك.