مقالات

هلكوني يا..‎

/

هلكوني يا..

 موافق  و عبدالله

 

 ينظر للمجتمعات المتقدمة بمقدار منجزاتها الحضارية ، ليس في جانب بناء المصانع وجمال العمران ، ولكن على مستوى أفراده ، ودرجاتهم العملية وإسهاماتهم المعرفية في بناء مجتمعهم ، لأن الإنسان هو أساس أي تنمية مجتمعية ..

وعندما يضاف لأي شخص لقب علمي في أي مجال هو ناشط فيه ، لاشك أن مصداقيته لدى الآخرين وتقبلهم له يصبح له أهميته ، لأنهم ينظرون له بأنه صاحب رسالة علمية مؤصلة وباحث قدم للمعرفة الإنسانية إضافة جديدة ، أو قام بتجديد فكرة وبثها من جديد بروح تساهم في بناء الإنسان وتقدم مجتمعه ..

في لقاء سابق للدكتور/ موافق الرويلي _ عضو مجلس الشورى _ وصاحب مشروع محاربة الشهادات الوهمية ، وحرك ما يمكن تحريكه لكشف هذا الوهم الذي عاشه صاحب الدال مع شهادته الوهمية ، وحينها تم التفاعل على مستوى حكومي وذلك بتتبع دكاكين بيع الشهادات تلك وتم إغلاق الكثير منها، وعقد اللجان التي نشتهر بها في حالة اكتشافنا لأي خلل في مسيرة تنميتنا التي نسمع عن خططها السنوية ولا نر تحركا ملموسا على الواقع إلا حركة سلحفاة معمرة .

  في الأيام الماضية احتدمت القضية من جديد ، واتخذت شكلا مختلفا أثر في غالبية هؤلاء الذين لبسوا عباءات ليست لهم ، وعاشوا الوهم في حياتهم ببريق إعلامي مزيف لما يحملونه من درجة علمية ، وذلك عندما أعاد الطالب لدرجة الدكتوراة / عبدالله الشهري عبر حسابه في ( توتير ) حول هذه الشهادات الوهمية ، وحمل الملف بوثائق واضحة للعيان وقام بنشرها ، مما جعل الناس يلتفتون لهذه الظاهرة من جديد ، وأصبح الجميع يراجع حساباته في رؤيته لأشخاص يضعون حرف الدال أمام أسمائهم دون وجه حق ، حتى أن أحدهم عاتبني ذات مرة لماذا لم أدعيه بلقبه العلمي ، وعندها قطع علاقته بي .

هل نجح الشهري والرويلي بحسهما الوطني في إزاحة الغبار عن هذه الأسماء التي لازالت اللجان تدرس كيف تتوصل إليهم أو تعلن صراحة وتحاسب كل شخص لديه منصب في الحكومة أن تقول له ، يجب أن تعود لمكانك الذي أتيت منه دون وجه حق ، وإعلان ذلك على أمام الناس من خلال وسائل الإعلام ، والتي للأسف الشديد لمعت مثل هذه الأسماء لأسباب ربما تسويقية ، وأيضا لأنها تدعم الظاهرة الكلامية والشخصيات التي تستطيع أن تتكلم بشكل متواصل دون مضمون نافع .

هاشتاق ( هلكوني ) ذكرني بما طرحه طاش ما طاش عن الشخصية الشهيرة ( حسين ) والتي وضحت صورتها أثناء الحديث عن الكليات الأهلية ، في برنامج الثامن ، وستجد له تسجيلا في ( اليوتيوب ) ، وسجل ( هلوكني ) نسبة عالية من المتابعة والتعليق من أصحاب الشهادات غير الوهمية ، بينما ردة فعل الذين تحرك البساط من تحت أرجلهم وعاشوا الدور بتعليق عاطفي مميز ( لاذنب لنا إن كانت الجامعة وهمية فأنا ضحية … ) وهذا تعليق لايعفي صاحبه من تحمل مسؤولية قراره فهو أعلم بما قدم لنفسه من أجل الحصول على حرف ( الدال ) الوهمي ..

وهناك من شعر بفقدان شعبيته التي اكتسبها من خلال موقعه الاجتماعي ، فحول الأمر إلى مسألة ليبرالية يراد منها النيل من المشهورين في مجالي التدريب والدعوة ، وكأنه يقول لا تسمعوا إلا أنا لأنني صاحب حرف مميز …

ياترى بعد عودة المعركة ضد الوهم ، ونفض الغبار عن المعششين في أماكنهم ، ومتلحفين بدفء التبجيل الاجتماعي ، والابهار الإعلامي ..

جريمة بحق الوطن أن نسمح لهؤلاء بالبقاء في مناصبهم ، وأخذت الصبغة الاعتبارية لهم ، فردة فعل المجتمع اتجاه ماهو مقلد ووهمي أمر له تأثيره في تغيير قناعات الآخرين ، هل سنرى نظاما صارما يطبق بحق هؤلاء ونافذا في الحال ؟

أم أننا بعد هذه الحملة سنعود لتشكيل لجنة أخرى ؟

تأمل :

الألقاب ليست سوى وسام الحمقى ,والرجال العظام ليسوا بحاجة لغير أسمائهم .

ملئ السنابل يحنيها تواضعا … والفارغات رؤوسهن شوامخ

………………………..

خالد بن محمد الأسمري

 

مدرب ومستشار أسري مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى