في مثل هذا الوقت للأعوام السابقة ..
كنت أستعد لإلقاء كلمة التعارف ما بيني وبين طالباتي مع بداية الفصل الدراسي
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سأكون أستاذتكن لهذا الفصل الدراسي ..
أنا أبرار تركستاني وأتشرف بتدريسكن لهذا الفصل الدراسي مادة كذا وكذا …الخ”
عندما كنت في الجامعة كأستاذة صغيرة
وفي نهاية الفصل الدراسي السابق لم يتنسى لي تسطير وتقديم كلماتي المتواضعة
إلى حبيباتي وصغيراتي وصديقاتي طالباتي الجميلات .. أشغلتني الظروف والدنيا بحذافيرها ..
لكنني لم ولن أنساهن أبداً ..
كلماتي هي :
أنني أحبكن كثيراً وأشكركن أكثر ..
فلولا الله ثم أنتن .. لما شعرتُ بهذه الأحاسيس الجميلة
إحساس التذكر بذكرياتنا معاً والشعور بأحلامنا معاً ..
لذة موسيقى الطموح والمستقبل والإنجاز والتواصل السعيد بيني وبينكم..
فقد كنتن لي :
كقطع من الذكريات المصوّرة المضاءة في الظلام الدامس …
كالضوء الخافت الذي يشع صدري سعادة كلما شعرت بدفئه ..
كالهواء النقي الذي أتنفسه إنجازاً وسعادةً وإبتسامة ..
بعض الدموع منكن جعلتني في آخر الأيام
أشعر بعدم قدرتي على الاستمرار بدونكن
كل أوقاتي بالعمل وكل الأشخاص والطالبات ودعتكن ثم رحلت عنكن
مع ذلك نسماتكن وأصواتكن وضحكاتكن لا زالت عالقة بذهني
ليس صحيحاً ما كُنت أظنه سابقاً بأنني سأنقطع للأبد ..
أنا هنا بينكن مرة أخرى ..
قد أكون بعيدة جسدياً عنكن .. لكنني هنا بروحي وأملي وكلماتي
سأكتب وأسجل لحظة بلحظة هنا وهناك
لعل منكن تهتدي بكلماتي فتكون يوماً ما أثراً أجمل وأروع ..
وإلى من أهتدت بكلماتي تذكري دوماً :
حتى إن لم تُسجل سطورك في الجرائد
وحتى ان لم تكوني محط تشجيع الناس وتصفيقهم
بل حتى لو لم ينتبه أحد لإنجازاتكِ وتفوقكِ وإبداعاتكِ
إن استطعت أن تقولي لنفسكِ ، “حسنااً فعلت، أنا سعيدة”
عندها أعطي لنفسكِ 100 بدون تكلف ..
فأنتِ تستحقين الرضى والقناعة بذاتك ونفسك وطموحك
ولا تسمحي لإعصار الدراسة وجبال الواجبات أن تهز من عزيمتك وطموحك
فأنتِ كما أنتِ وكما عهدتكِ دوماً ..
متميزة متفوقة مبدعة مخلصة ودوماً متفائلة سعيدة منجزة ..
هكذا أنتِ يا طالبتي ..
،،،
الأحلام وإن كانت صغيرة .. يوماً ما ستغدو حتماً كبيرة
أ. أبرار تركستاني
قسم علم المعلومات
جامعة أم القرى