مضت الأيام بنا سريعا نحو شهر الخير والعطاء والتسامح ، قلوبنا تلهج دوما بالدعاء ( اللهم بلغنا وأحبتنا وجميع المسلمين شهر رمضان ) . و أنفسنا تتوق لأيامه ولياليه ، فهو محطة الراحة النفسية والتغيير في العادات ، ونقطة انطلاق لتجديد وترميم ما علق بالروابط بينك وبين خالقك ، ثم بينك وبين الناس .
يأتي رمضان الخير ليطرح لدينا التساؤلات التالية :
كيف كنت في رمضان الماضي ؟
هل راجعت أوراقك وصفحات حياتك منذ رحليه العام ومجيئه الآن ؟
هل تفقدت أشخاصا من حولك رحلوا و لم يتحقق لهم ما أنت ستحققه هذا العام ؟
هل أعدت الرؤية حول عقارب الساعة وكيف سيكون نبضها في رمضان ؟
هل لديك الشجاعة في الاعتراف بتقصيرك في السؤال عن شخص لم تتذكره منذ زمن لموقف عابر وتعالت بينكم الحواجز وانقطعت وسائل التواصل بينكما ؟
كلنا مقصرون ونعترف بذلك ، ولكن الفرص لا تنتظرنا دائما ، وفي هذا العام ومع شهر الخير والغفران لماذا لا نجرب أن نفتح نافذة الصفاء في أرواحنا ، ونمد جسور التسامح بقلب صادق لكل من حدث بيننا وبينه سوء فهم ، أو استباق حكم على سلوك غير مقصود .
ولكل شخص له علاقة بك أو مر يوما وأنت كنت متعبا ليأخذ بيدك ، ولكنك سقطت وشعرت ألما يعتريك فظننته السبب ، رغم أنه يود مساعدتك .
لنفتح قلوبنا في هذا الشهر الكريم ، ولنجعل مساحته أكبر من السنة الماضية ليسع جميع أخطاء الأحبة والأخوان ، ولنبدأه بصفحة نقية بيضاء .
النوافذ في هذا الشهر كبيرة تسع جميع السلوكيات التي لا تود أن تعود لحياتك مجددا ، وكل شخص يصنفها حسب أهميتها بالنسبة له ، ولكن تذكر أن لا يكون التغيير ضارا بأحد من البشر ، قرب منك أم كان بعيدا .
———————————
نافذة ضوء
السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها والساعات أوراقها، وأنفاس العباد ثمرتها، فشهر رجب أيام توريقها، وشعبان أيام تفريعها، ورمضان أيام قطافها، والمؤمنون قُطّافها ( السري السقطي )
———————————
كونوا بخير دوما … ورمضانكم رائع …
خالد بن محمد الأسمري
مدرب ومستشار أسري بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني