مقالات

ما يجب علينا !!

الاقتصاد سلوك ينتهجه كل الناجحين
للحفاظ على مستويات ما يودون الحفاظ على مستواه عند مستوى معين
مثال ذلك لو ان رجلاً يسكن شقه اجارها 30,000 ريال سنويا
في نفس الوقت اللذي يتقاضى مامجموعه 50,000 ريال سنويا
فانه يجب عليه ان يقوم بتكييف نفسة للعيش بحيث أن لاتزيد تكلفة معيشتِهِ
عن الباقي من ال 50,000 بعد سداد الإيجار
لأنه إن زادت المصروفات عن ال20.000 فهو يضع نفسه أمام خيارٍ واحد
الا وهو التعدي على شقتة ببيع مايملك فيها
وفي حال نفاذ مايملك سيضطر إلى محاولة ايجاد شقه اقل مستوىً وتكلفه
مما يعني انه مرغما عجز عن الحفاظ على مستوى الشقه اللتي يرغب بها.
وحيث ان مايمارس في مجتمعي الحبيب هو
نقيض الاقتصاد ( الإسراف )
فهذا يجعل المجتمع في خطر عدم القدرة على الحفاظ على مستويات أشياء عدة
يمكن اجمالاً تقسيمها الى ثلاثة اقسام رئيسية
الاول : ضروري
و
الثاني : مـهـم
و
الثالث : الغير مهم
تعريف الضروري في هذه المقالة هو
مالايمكن للحياة بكل اشكالها بعد الله ان تكون إلا به ومثال ذلك , الماء والغذاء.
وتعريف المهم في هذه المقالة ايضاً هو
ماتحتاجه البشريه بعد الله لتواصل النمو, ومثال ذلك الوطن الأمن, الصحه, الموارد.
وتعريف الغير مهم في هذه المقالة ايضاً
نظارة راي بان, قلم مونت بلاك, عطر قوتشي أو ماقام مقامهم.
،،،
بسم الله استهل مقالتي
لو سأل شخص شخصاً ماهو المهم؟ هل هو المهم؟ او هو غير المهم؟
هل سيكون الجواب ان المهم هو غير المهم ام ان هذا مستحيل؟
بالتأكيد هذا مستحيل لأن الشئ لايساوي الا نفسه
ولأن الواحد لايساوي العشرة
فنقول وبالله التوفيق ان كل قارئٍ لمقالتي يعرف ويدرك معنى كلمة “مــهـــم
لو سألت احداً من الناس, هل الماء ضروري؟ سيكون جوابه … بالتأكيد
أرى في مجتمعنا الحبيب أهانة وإهداراً عجيبا غريبا للماء
وكما لو أننا نعيش في واحات خضرا والانهار تجري من تحت ارجلنا
متناسين انها نعمة واجبٌ علينا شكرها, كم رأينا المياه في الشوارع تسيل خارجه من منزل شخص يغسل فنائه
وكم قضينا الساعات الطوال تحت مايسمى ب”الدش” نقوم بالاغتسال
وكم من البحار المحلاه صبت على غسيل سيارت, كل ذلك ونحن نعيش في “صحراء“.
تقول للشخص لاتسرف فيرد عليك قائلا ” فلوسي “, وهو لا يعلم ان المال في حال عدم وجود السلعة لايصير مالاً
واعني أنه في حال نضبت المياه وجفت الأبار فلن يكون لفلوسه أهمية ولن يقوم بشربها وغسل فنائه بها.
من الضروريات الاخرى الغذاء او الطعام.
وما طريقة تعاملنا مع الطعام ببعيدة عن طريقتنا في التعامل مع الماء,فترانا نقوم بإعداد مايزيد عن حاجتنا
وياليتنا عندما يزيد نقوم بحفظه وأكله لاحقاً, بل نجد بعض الناس هداهم الله لايرضى بأكل ماطبخ للغداء على العشاء.
نجد مايسمى بحاويات النفاية مليئة بما لم توضع لأجله
نجدها مليئه بما لذ وطاب من الاطعمة المعدة يوميا, فأنا اقترح أما يغير اسمها الى حاوية طعام
ونقوم برمي النفاية في أي مكان كما هو معتاد من الأغلبية ( وأطلب المعذرة من هذه الكلمة, ولكن الحق لايجب ان يجامل )
أو أن نقوم بالإلتزام بواجبنا بوضع النفايات في أماكنها
وإعداد مايلزمنا من الطعام ونتجنب الزيادة حتى لايزيد فيكون عرضة للرمي
من يرى حاوياتنا يتخيل له ان في كل منزل بستان فواكة ومزرعة ماشية وحقولا من الارز.
هذا حالنا في التعامل من الغذاء, نتعامل معه وكانه لا منتهي , نتعامل معه وكأننا نملك ضماناتٍ بعدم فنائه.
مما يشيب له رأس الرضيع هو طريقة تعاملنا مع الغير مهم
تجد صاحب تلك النظارة يقوم بتنظيفها ورعايتها ووضعها في أماكن محمية بعيدةً عن التلوث
أيضا نجد ان زجاجة ال 50 مل من ذلك العطر يمكن أن تستخدم لمدة أشهر
ونجد صاحبها هذه يحاول جاهداً محاولة وضع العطر في درجه حرارة مناسبة حتى لايفسد.
حالنا عجيب
لو أننا نقوم بأعطاء مياهنا وثرواتنا نصف الحرص اللذي نقوم بأعطائه لنظارتنا وعطوراتنا
ألن نقوم بتوفير كم هائل من هذه الثروات؟!!!
مشكلة واقع فيها كثير من الناس
الا وهي ظنه انه كـفرد لايؤثر,وأن توفير القليل لايؤثر, وهذا غلط كبير
حيث ان توفير القليل على المستوى الكبير يعني توفير شئ كبير, وسوف نقيسه على مثال اكثر وضوح
لو سُئل احدهم عن العدد التقريبي للمكيفات في السعودية, سيكون جوابه رقماً أعلى من الخمسة ملايين
وأنا متأكد ان هذا العدد يمثل اقل من 30% من العدد الحقيقي للمكيفات, ولكن لنواصل مثالنا
لو قلنا أن كل فرد من الخمسة ملايين قرر أن يقوم بإطفاء المكيف لمدة خمسة عشر دقيقة يومياً
سيكون حاصل التوفير اليومي من الطاقة تقريبا مايعادل طاقة عمل مكيف لمده 144 سنة
فلنتخيل لو قمنا بتوفير هذه الربع ساعة كل يوم لمدة سنة وسنتين وأكثر
كم سيكون معدل التوفير على المدى البعيد؟
الجواب: سيكون كمية ضخمةً من الطاقة.
قد تم لنا نقاش قسم الضروريات والغير مهمات في هذه المقالة
وتبقى لنا ان نناقش الـمـهـم
حيث أنه وكما صفته مهم وفهمه ونقاش ماقد يؤثر عليه ايجابا او سلبا شئٌ مهم.
بداية يجب علينا فهم انه من المحال تحقق المهم في حال عدم وجود الضروري
كذلك من المحال حصول المهم على أكمل وجه في حال إعطاء الغير مهم جزءً من طاقة أو احتياجات المهم.
أعني بكلامي أنه في حال انعدام الضروري, أو بمعنى آخر في حال المجاعة
لن تقوم البشرية بالبحث عن الامان والتنمية, ذلك أنهم لايستطيعون
والمتأمل في احوال الدول الفقيرة ” رزقهم الله من فضله ” يرى من صور التوقف وعدم التطور والفوضى الشئ الكثير .
وكما سبق ذكره, حتى في حالة حصول الضروري حصول المهم على أكمل وجه
لايمكن أن يكون في حال الانشغال بالغير مهم, مثال على ماأقول
من المهم القضاء قدر المستطاع على الفقر في الدولة وهو من الاشياء المهمة اللذي يعتبر من اهم مقومات التنمية البشرية
وحيث أن كل فرد في المجتمع تقع على عاتقه مسؤولية فرد اخر
فالقضاء على الفقر هو مسؤوليه الجميع, حكومة وشعباً
وتقول انه عندما صرفت أوقاتنا واموالنا في الأسواق وعلى ” الماركات ”
ذهبت هناك ( أعني الأوقات والاموال ) في حين كان من الواجب أن يبذل الوقت اللذي بذل في السوق
للبحث عن نظاره
في البحث عن فقير
والمال اللذي بذل لشراء النظارة, لنفس الفقير حتى يشتري مايعتبر مهما أو أحيانا ضروريا
نرى الغير محتاج يزيد عدم أحتياجه ( أعني التاجر )
وبسبب بذخنا ترتفع الاسعار ( قاعدة إذا زاد الطلب, إرتفع سعر العرض ) , ويزيد المحتاج حاجة ( أعني الفقير )
أيضاً من المعروف أننا في بلدنا الحبيبة نفتقر الى الثروة النباتية سواءً تلك المخصصة للغذاء
أو اللتي لاتستخدم له, ومع ذلك نجد بعض الناس من يقوم بالاحتطاب وكأنه لايوجد طريقة للتدفئة والشواء إلا الحطب
نبحث عن المتعة اللتي تنتهي بعد زمن قصير, ونقوم برسم ملامح الدمار اللذي قد يحصل
بزوال الحياة الفطرية والنباتية من بلدنا, فلا الحيوانات البرية ستستطيع العيش بدون طعام
ولا نحن البشر سوف تكون حياتنا جميلة في عدم وجود الغطاء النباتي الملطف للجو, الحامي من العواصف الرملية
هنا يتضح كيف ان السلوك الفردي اذا مارسه كل فرد أصبح سلوك مجتمع
وكيف أن الخطأ الممارس من قبل الأفراد قد يكون على المستوى الكبير خطأ مجتمع.
أيضا كيف أن أي شئٍ زاد ووفر يمكن أن يوضع في مكانه الصحيح, مثال ذلك
لو أن إنسانا قرر عدم غسل سيارته وقرر استبدال ذلك بمسحها أو ماشابه ذلك
ألن نتمكن في استخدام ذلك الماء في مشروع اخر أكثر أهمية
كشرب أو زرع أو ماشابه ذلك؟ بالتأكيد سنتمكن.
أرجو أن لا يفهم من مقالتي أنني أدعو إلى البخل أو إلى الشح أو حرمان النفس
ابداً والله
ولكني أدعو الى عدم استخدام ما لانحتاج من أي شئ
سواءً كان طعاما أو شرابا أو حتى تراباً
لأنه كما سبق في حال تنازلنا عن ما لاحاجه لنا به, يكون في مقدرة أخٍ لنا فرصة استخدامه.
واجب كل فرد من المجتمع الحفاظ على مجتمعه وحمايته من جميع النواحي
فواجب كل فرد نصح و نهي ثم ردع من يسرف عرفه أو لم يعرفه, كان ذلك في المنزل أو في الشارع أو في العمل.
وصدقوني ستجدون ثمرة ماتعملون
وستلاحظون التغير في المجتمع عاجلا أو آجلا
وحصول الشئ آجلاً أفضل من عدم حصوله أبداً
فتحولنا الى مجتمع واعي محافظ بعد زمن طويل أفضل بكثير من استمرارنا بسلوك الطريق الغير سوي.
،،،
كان في هذة المقالة استعراضاً لقليل من الاشياء الخاطئة الممارسة في بلدي
قد حاولت جاهدا تناولها ببساطة حتى يستوعبها الجميع
أتمنى ان نرى في المستقبل مقالاً يحتوي أغلب إن لم يكن كل المشكلات
اللتي تحتاج الى اصلاح وتغيير
لعل الله أن يكتب في هذه المنشورات خيراً عظيما.
أسال الله أن يهدي الجميع ويعيننا على اداء واجباتنا
اللتي أمرنا الله بها على أكمل وجه
إنه ولي ذلك والقادر عليه
دمتم في رعايه الله
الله يحفظكم ويرعاكم


الكاتب
يوسف محمد العبدالكريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى