أظهرت صور جديدة الجمال الساحر لـ “فتحة نهاية العالم” أو حفرة سيبيريا الغامضة والتي حيرت العلماء. وللمرة الأولى ينزل العلماء إلى قاع الحفرة حيث البحيرة المتجمدة. وحين اكتُشفت الحفرة في وقت مبكر من هذا العام في شمال جزيرة يامال، تنوعت النظريات التي تفسر سبب ظهورها ما بين أنها من صنع الإنسان، إلى النيازك، أو صواريخ ضالة من الجيش الروسي. وقد كان هناك تفسير ويقال بأنه الأرجح وهو حدوث احترار في باطن الأرض بين الشقوق ما أدى لتحرير هيدرات الغاز؛ ما تسبب في انفجار كبير على السطح في يوليو تموز الماضي.
وقال العلماء بأنها قد تكون ظاهرة على غرار الانفجارات التي حدثت تحت الماء في المحيط الأطلسي ما أدى لتشكل مثلث برمودا. وأما النظرية الأخرى فتؤمن بوجود قطعة كبيرة من الجليد تحت الأرض والتي تؤدي إلى تشكل الحفرة وقت ذوبانها وهو ما يسميه العلماء “طرد مركزي” للجليد إلى سطح الأرض. وقالت “سايبيرين تايمز” أن بإمكان الصور الفضائية أن تفحص الحفر الأخرى في شمال روسيا حيث توجد ثلاثة أخرى منها. وقد تمكن الخبراء من التسلق داخل فوهة الحفرة الضخمة حيث الأرض المتجمدة.
وقد كانت هناك محاولات فاشلة للوصول إلى الحفرة خلال فصل الصيف. وقال “فلادمير بوشكارف” من المركز الروسي للاستكشاف القطبي:” لقد استخدمنا معدات التسلق لأن ذلك أسهل في فصل الشتاء منه فصل الصيف”. وقد استطاع العلماء النزول إلى داخل الفتحة سابقًا، إلا أنهم لم يصلوا إلى القاع. ويشكل الجليد حوالي 80% من مكوناتها على الجدران حتى القاع، الذي يذوب تدريجيًا تحت حرارة الشمس. ويرجح العلماء ارتفاع درجات الحرارة خلال العامين الماضيين ما أدى إلى لارتفاع درجة الحرارة في باطن الأرض، وحدوث الانفجارات الغازية التي شكلت الحفرة.
ويستدعي هذا الكلام نظرية ظهرت في ثمانينات القرن الماضي، أهملها العلماء لعدة سنوات، وتقول بأن بحيرات منطقة يامال قد تكونت بسبب هذه العوامل الطبيعية التي تحدث في الجليد تحت سطح الأرض. وقد حدثت هذه العمليات الطبيعية منذ حوالي 8000 عام، وهذا يعني أنها قد تتكرر الآن، ما يؤدي إلى تشكل بحيرات جديدة. سيتم العمل في المرحلة المقبلة على معالجة المعلومات، واستكشاف المنطقة المحيطة. تعني”يامال” نهاية العالم، وهو الوصف الذي ينطبق على مثلث برمودا حيث تختفي الطائرات والقوارب.